أدت حادثة سير بشعة بمدخل المدينة في الطريق المؤدية إلى تادلة، زوال يوم أول أمس الأربعاء 22 أبريل 2009، إلى ارتفاع درجة الغليان بمدينة خنيفرة، حيث دهست سيارة كانت تسير بسرعة جنونية مواطنا وأردته قتيلا في الحال. كانت هذه الحادثة ستكون كباقي الحوادث التي تقع كل يوم لولا غموض هوية السائق الذي ترك السيارة ولاذ بالفرار، إذ انتشر بسرعة في الشارع الخنيفري اتهام مفاده أن وراء الحادثة نجل حفصة أمحزون التي مازالت قضيتها مع فاطمة الصابري لم تبرد، إقليميا ووطنيا، على خلفية اتهامها، قبل أكثر من أسبوع، بقيادة هجوم منظم على محطة بنزين وجرح وجه المحامية داخل مركز الأمن الإقليمي بخنيفرة. إلا أن هذا الاتهام سرعان ما ذهب أدراج الرياح حين أقدم مواطن تشير بعض المصادر إلى كونه من مستخدمي حفصة أمحزون بتسليم نفسه إلى الشرطة على أساس أنه الرجل الذي كان يسوق السيارة وقت الحادث. شهود عيان أوضحوا ل«الاتحاد الاشتراكي» أن السائق المجهول شوهد وهو يقود سيارته الفورد بسرعة متهورة قبل أن تنحرف به، إذ كاد أن يقتل مواطنة قبل أن يصدم ضحيته بقوة ليرديه قتيلا في الحال، حيث انقذفت الجثة أسفل سيارة أخرى كانت متوقفة بمسرح الحادث، ليعمد السائق إلى ترك السيارة ومغادرة المكان. وبالرغم من انتقال السلطات المعنية والوقاية المدنية إلى عين المكان، ظلت جثة الضحية ممددة لحوالي ساعة من الزمن قبل نقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي، حيث اعتقد الجميع، أول الأمر، أنها لشخص مجهول الهوية قبل أن تظهر أسرته، ويدعى قيد حياته محمد كوثري، عمره 28 سنة، وهو خياط بسيط جدا، متزوج وأب لطفل (إبراهيم) في الرابعة من عمره. حيال تقاطر المئات من المواطنات والمواطنين على مكان الحادث، وشيوع اتهام ابن حفصة بالوقوف وراءه، وتحسبا لأي طارئ، تدفقت مجموعة كبيرة من عناصر القوات المساعدة، ورجال الشرطة و"عملاء الديستي"، فضلا عن السلطة الإدارية والقضائية والوقاية المدنية، مما زاد من انتباه الجميع وارتفاع مساحة الشك في الفاعل الحقيقي، خاصة أن مصادرنا أكدت إقدام عناصر أمنية على توقيف شاب ضبطته وهو يلتقط بهاتفه النقال صورا من مسرح الحادث. وبما أن كل الاحتمالات تظل واردة، فلم يكن من المبالغة أن يعمل الأمنيون على وضع جنازة الضحية تحت المراقبة المشددة.