كان هاشم أهل برا، الصحفي المغربي بقناة «الجزيرة» الإخبارية الناطقة باللغة الانجليزية، نجما متألقا، الخميس الماضي، خلال حفل اختتام فعاليات مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للأفلام التسجيلية. لفت هاشم أهل برا، اهتمام الحضور، الذي ضم ممثلي ثلاث شركات إنتاج مغربية ، وكذلك المكون من كبار الشخصيات والجمهور والمشاركين في الفعاليات ووسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية ، بلكنته الانجليزية الجيدة، وحضور بديهته في تتبع وترجمة كل ما تقدمه باللغة العربية زميلته فيروز زياني من قناة «الجزيرة» الإخبارية الناطقة باللغة العربية. كانت لغة هاشم أهل برا واضحة سليمة وبسيطة وكان حضوره مميزا حسب المغاربة ممن حضروا المهرجان حتى أن الحاضرين من دول غير عربية لم يعتقدوا أنه مغربي جاء من الرباط إلى الدوحة وأنه بالفعل منتوج إعلامي عربي خالص. تألق هاشم أهل برا، لم يكن خلال حفل اختتام مهرجان «الجزيرة»، سوى نقطة ضوء من بين التي سجلها في مساره المهني منذ بداياته. فقد لمس المغاربة إمكانياته المهنية من خلال كتاباته في عدد من الصحف المغربية، وتابعه أيضا الجمهور العربي والمغربي من خلال تقاريره الإخبارية، التي امتدت على مدى سنة كاملة على قناة «إي.إن.إن» زمن الطفرة النوعية للقنوات الاخبارية العربية، سنة 1997. وعلاقاته الوطيدة ببلده المغرب، هذا الشاب المنحدر من أصول صحراوية مغربية متجذرة، كانت حين حل بالمغرب سنة 2007 ليتابع كمراسل متجول، من خلال مكتب «الجزيرة» بالرباط، الانتخابات التشريعية، وينقل بلغة شيكسبير لجمهور قناة «الجزيرة» الناطقة باللغة الانجليزية تفاصيل الحملة الانتخابية ويقرب الجمهور الغربي من تفاصيل الحياة السياسية المغربية. هاشم أهل برا تألق أيضا، وهو يقوم بمهامه كمراسل صحفي حربي على خط النار في أفغانستان والعراق خلال اجتياحهما من قبل القوات الامريكية بمعية قوات التحالف الغربية. وكان لهاشم أهل برا الفضل في أن يدون بالحبر يوميات الحرب في أفغانستان والعراق وتجارب زملائه في كتابه «يوميات على خط النار». كما عمل على تغطية ومتابعة، الانتخابات الرئاسية الامريكية لسنة 2000، وتابع كمراسل متجول تداعيات أحداث الحادي عشر من شتنبر بالولايات المتحدةالامريكية في جوانبها السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية من خلال تقارير اخبارية متنوعة. فخلال هذا الحفل، الذي شاركت فيه ثلاث شركات إنتاج سمعية بصرية وطنية إثنتان منها بمدينة الرباط، ويتعلق الأمر بكل من مؤسسة «أرگان للانتاج» لأسماء العلوي، ومؤسسة «سكوب ميديا للإنتاج» لماهر الملاخ، ومن مدينة الدارالبيضاء مؤسسة «جي.إف.سي.بي» لعمر كاميلي بنحمو قدم هاشم أهل برا صورة مشرفة عن كل الإعلاميين المغاربة الذين كلما هجروا فضاءهم السمعي البصري المغربي نحو آفاق جديدة إلا و تألقوا و كانوا الأوائل في كوكبة الاعلام العربي. شأنهم في ذلك شأن مؤسسات الانتاج هاته التي شرفت المغرب بتقديمها أعمالا تسجيلية جيدة، إلى جانب مخرجين آخرين ، اشتغلوا مع مؤسسات عالمية، وقدموا أحسن الانتاجات الوثائقية أمثال بشرى إيجورك ورشيد قاسمي، هذا الأخير الذي شارك في مسابقة المهرجان، بالفيلم التسجيلي القصير «أمهات عازبات». فرغم تألق هاشم أهل برا كمقدم نشرات الأخبار بالعربية في القناة الثانية، منذ التحاقه بها سنة 1998، يتذكر زملاؤه كيف كان يسعى جاهدا من خلال محاولاته طلب لقاء مع مديرها العام أنذاك العربي بلعربي، كي يتم تحسين وضعه المادي، ولا يضطر للهجرة. ولم يتم ذلك. لقد كان حينها هاشم أهل برا يقدم الأخبار لكل المغاربة، ويغادر القناة الثانية ليمتطي ، مثله مثل أبناء الشعب، «طاكسي بيض» بأربعة دراهم . مقدم نشرة أخبار بقناة «دوزيم» لا يتوفر على سيارة! بعدها اختار هاشم أهل برا أن يتوجه إلى أبوظبي، ليلتحق بمحمد ذو الرشاد، الذي كان حينذاك مديرا مساعدا. كان ذلك سنة 2000، وقضى هاشم بقناة أبوظبي زهاء ست سنوات، كان خلالها مراسلا حربيا متجولا عاش لحظات سقوط الطالبان وصدام، ومنها غادر سنة 2006 إلى قناة «الجزيرة» الاخبارية الناطقة باللغة الإنجليزية. حل هاشم أهل برا بقناة «الجزيرة» الاخبارية الناطقة باللغة الإنجليزية مغيرا لغة الحديث والاشتغال، من اللغة العربية إلى الانجليزية، لكنه ظل محافظا على ثقافة أبناء الجنوب، وقدرته على مقاربته لقضايا الجنوب جنوب لإيصالها والتعريف بها إعلاميا للجمهور في الغرب. هاشم أهل برا مكنه إتقانه للغة الانجليزية، هو الحاصل على الإجازة في الأدب الانجليزي بالإضافة الى دبلوم الدراسات العليا في الصحافة من المعهد العالي للصحافة والاتصال بالرباط، من رسم مسار متميز. هاشم كان نجما حقيقيا، خلال حفل اختتام فعاليات مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام التسجيلية، الذي غابت عنه القنوات المغربية التلفزيونية.. غير أنه غطى عن هذا الغياب، وقدم صورة مشرفة عن المغرب والمغاربة.