يكاد لا يخلو أي مكان من تراب مقاطعة من مقاطعات الدارالبيضاء من الحديث أو المناقشة حول الاستحقاقات الجماعية التي أضحت على الأبواب ، وذلك أمر طبيعي يوحي بوجود اهتمام بهذا الموعد الانتخابي. لكن ما ليس طبيعيا هو أن تشرع بعض الوجوه التي تعتزم دخول غمار هذه الانتخابات ، منذ الآن، في حملة سابقة لأوانها بطرقها الخاصة. فمنهم من كون مجموعات بدأت بالسرية ثم تحولت للعمل في واضحة النهار أمام مرأى ومسمع من الجميع ، مستعملة كل الطرق بما في ذلك الاغراء بشتى الوسائل، ومنهم من استغل نفوذه ووسائل عمله الممنوحة له من طرف الدولة لخدمة المواطنين، كما هوحال بعض أعضاء مجالس المقاطعات الذين مازالوا يصولون ويجولون ، خصوصا المسيرين منهم ، الذين مازالوا ينعمون بسيارات المقاطعات او تلك التابعة لمجلس المدينة، ويستنزفون مازوط الدولة ! إلا أن غير المستساغ ان تنتقل هذه الحمى الى بعض المستشفيات ، كما يقع بمستشفى محمد السقاط بعين الشق! حيث أن طبيبا قرر ترشيح نفسه بعد أن فشل في الانتخابات البرلمانية بنفس المنطقة، «يستغل موقعه كطبيب لاستمالة المرضى أو ذويهم لمساعدته في رهانه الانتخابي» حسب مصادر مطلعة ، وذلك« بمساعدة بعض الممرضات، حيث يتم استدراجهم الى مكتبه قصد إغرائهم بإعفائهم من أداء واجب العلاج والتطبيب او بعض العمليات الجراحية الخفيفة إن أبدوا استعدادهم لتلبية الطلب المقدم لهم ، أما إن كان للمريض أو أحد من مرافقيه رأي آخر ، فيحال على صندوق المستشفى لأداء واجب الفاتورة» ! وفي هذا الشأن اتصل بالجريدة المواطن (ز.س) مؤكدا أنه بتاريخ 2001/4/08 ذهب لأداء واجب إعذار حفيده البالغ من العمر 5 أشهر وتسلم بطاقة ابنه الوطنية التي بقيت «محتجزة» لدى إدارة المستشفى حتى يتم أداء واجب الختانة الذي يصل الى 350 درهما و 100 درهم واجب الخيط، الذي يصل طوله الى 70 سم ، رغم ان مثل هذه العملية لا تتطلب سوى عشرة سنتمترات، والباقي يكفي ستة أطفال آخرين! أُدخل هذا المواطن الى مكتب الطبيب المرشح المرتقب، وبعد أخذ ورد في الكلام فاتحه الطبيب في موضوع الانتخابات بعد ان تعرف على مقر سكناه ونوعية عمله وعلم أنه متقاعد منذ سنوات، طلب منه مساعدته في استحقاقات 12 يونيو مقابل إعفائه من أداء 450 درهما وكل ما يأتي به من مرضى مستقبلا! وبما أن هذا المواطن مُتحزب فقد جعل «الطبيب» يحس أنه أخطأ العنوان ، فما كان منه إلا إنهاء الحديث طالبا منه التوجه الى الصندوق لأداء الواجب المفروض. وهو ما تم بالفعل! «مثل هذا السيناريو يتكرر يوميا، تقول مصادر مطلعة، خصوصا أن المستشفى يقع بمحاذاة عدة دواوير اهمها دوار القاضي بن ادريس الذي يعتبره العديد من المتطلعين لموعد 12 يونيو «خلية انتخابية مهمة لكثافة سكانه» ! وللإشارة ، فقد نُهج المسلك ذاته خلال الحملة الانتخابية البرلمانية السابقة، خاصة مع النساء الحوامل، حيث حين تضع كل حامل مولودها وتريد الخروج تقدم لها بعض الممرضات بعض الهدايا تسمى«بالمعاونة» وتخاطبها الممرضة بالقول: « هذه من عند الطبيب (...) كوني امرأة وساعديه في الانتخاب وصوتي عليه» !