يعتقد بعض الواهمين أن القباب، إقليمخنيفرة، قد تخلصت من "عهد السيبة"، والحقيقة أنها ما تزال رهينة هذا العهد المظلم، إذ أن أي متتبع للشأن العام المحلي سيلاحظ بالعين والعقل مظاهر الفوضى العارمة والعشوائية والمحسوبية المتجلية في تصرفات بعض الرؤساء ونوابهم ويقابلها تستر السلطات المحلية والإقليمية، خاصة مع قرب الانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها في شهر يونيو المقبل، حيث من بين الرؤساء من قام بتوزيع أخشاب التدفئة بوسائل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على بعض رؤساء المصالح في مركز القباب، ومنهم من قام بتعبئة سيارات بعض المسؤولين بالوقود، وأقام ولائم ألف ليلة وليلة، وكل هذا جرى ويجري على مشارف دورة الحساب الإداري التي اعتاد الجميع على الظروف المشبوهة التي تمر فيها تحت سقف جماعة القباب. وكرم المخلوقات الجماعية ليس في سبيل الله بل أملا في بركة المسؤولين ولغاية المساعدة على استقطاب الرأي المحلي بهدف الوصول مرة أخرى إلى مقاعد الانتخابات المقبلة، وهناك أحاديث قوية عن إغراءات تنسي الجائع في الطعام، كما وصفها أحد المعلقين، وكما أن العطار لن يصلح ما أفسده الدهر فإن الحيل لم تعد تنطلي على المواطن الذي بات من حقه أن يعبر عن قلقه إزاء تدهور مناحي الحياة بالقباب، واستمرار نهب المال العام ومسلسل الاغتناء اللامشروع، ومظاهر الغش التي فضحتها الأمطار ولم تفضحها لجن التفتيش التي تظهر وتختفي دونما جدوى، والاستغلال المفرط لسيارات الجماعة في المآرب الشخصية، وأخشاب التدفئة التي وزعت كهبات على ذوي المرتبات الشهرية عوض مستحقيها، والطريق الرابطة بين القباب وخنيفرة التي لم تعد صالحة لاستعمال المواصلات، و"الكشك المعلوم" الذي يعيش منه أحد المعطلين واستهدفته السياسة العمياء بقرار يدفع باتجاه هدمه لأن صاحبه "راسو سخون" في نظر تجار الظلام. وهذا "ممثل" دائرة آيت توالة الذي يستغل نفوذه ووصل ببعض خصومه إلى القضاء في قضايا مطبوخة، وهو الذي ترامى على مقر إحدى التعاونيات، فضلا عن عناصر أخرى عمدت إلى السطو على الأرض والهواء واستحوذت على العديد من المناصب الحساسة داخل أندية رياضية وهمية وجمعيات مدنية على حساب أحلام البؤساء، علما أن واحدا من أبطال هذا المسلسل نفذ إلى جميع الإدارات المحلية واستفاد من خدمات بعض الموظفين ومن "أعينهم المغمضة" حيال مصالح البلاد مع إهمال تحصيل الرسوم المحلية لفائدة الجماعة القروية رغم قانون 47/06 الذي يحث المسؤولين على القيام بما ينفع صندوق الجماعة ومن خلاله ما ينفع تنمية المنطقة.