اختار رئيس مقاطعة المرينيين بمدينة فاس، إطلاق حملته الانتخابية السابقة لأوانها من مسجد حي لابيطا، المحاذي لحافة مولاي إدريس، حين صعد مباشرة بعد أداء صلاة ظهر يوم الأحد الأخير إلى منبر إمام المسجد وهو محاط بأنصاره الذين يتقدمهم احد مستشاريه بالمقاطعة، الذي كان يتأبط أوراقا تخص هذا اللقاء التواصلي، حيث راح رئيس المقاطعة - كما يظهره الشريط المصور الذي حصلت الجريدة على نسخة منه- يخاطب المصلين بقوله:«..لن نسمح للدولة بأن تأتي اليوم وتطلب من شريحة اجتماعية ضعيفة بإفراغ الأرض التي أقيمت عليها مساكن بسيطة (في إشارة إلى ما يتهدد سكان حي لابيطا من خطر إفراغ سكناهم بعد صدور حكم قضائي في الموضوع)، فالمواطن له حقوق عند الدولة و من بين تلك الحقوق الحق في العيش الكريم و الحصول على سكن بسيط. ولهذا فبلدية فاس مستعدة لأجرأة قانون نزع ملكية الأرض التي أقيمت عليها دور حي لابيطا وتمليكها لفائدة أصحابها، لأننا لن ندفع سوى 5 دراهم عن كل متر مربع و لتذهب مالكة الأرض إلى البحر.أما فيما يخص المشاكل الأخرى التي تعانيها مدينة فاس، فإننا نلتزم بتدعيم البنية التحتية و التجهيزات و المنشآت العمومية...». هذا و قد أفاد شهود عيان حضروا أجواء هذا الدرس الانتخابي الذي قدم إليهم في قلب مسجد حي لابيطا، بان الأمور كادت تنفجر حين أصر احد الحاضرين من الشباب مساءلة رئيس المقاطعة عن العديد من المغالطات التي ذكرها، وهو ما عرضه لوابل من الشتائم من قبل أنصار «الخطيب السياسي» الذين كادوا أن يشعلوها نارا بوسط المسجد، فيما تعالت أصوات بعض المصلين خارجا و هم يستنكرون انتهاك حرمة المسجد الذي تحول إلى مصدر للقوة و الدعوة الحزبية و السياسية. و كان رئيس مقاطعة المرينيين - تضيف مصادرنا - يخاطب الحاضرين باسم الجماعة الحضرية لفاس و نيابة عن «علامتها» العمدة شباط الذي اختار هو الآخر «فيلا» لأحد شركائه بطريق ايموزار ليلة يوم الاثنين 13 ابريل الجاري ليعقد تجمعا ضم عددا من ممثلي قطاعات التجارة و الصناعة و الخدمات، هاجم خلاله حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و هو يتوعده بمعركة حامية الوطيس على كل الواجهات و بأشرس الأسلحة المتاحة، حيث راح يبشر الحاضرين بالنصر المبين للائحة حزبه التي ستحمل اسم لائحة الولي الصالح «مولاي إدريس».هذا في الوقت الذي لم تبد فيه السلطات المحلية أي رد فعل حيال تصرفات العمدة الاستقلالي و زبانيته و الذين استباحوا- بحسب المهتمين و المتتبعين- جميع الوسائل العمومية وكل السبل اللاقانونية لإطلاق ترتيباتهم السياسية التي ترنو التغلغل الجماهيري.