ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتحاد الاشتراكي خرج من كل أزماته أكثر قوة وأفضل تنظيما

{ عبد الرحيم اريري: أود أن أطرح سؤالا بخصوص رؤية الحزب لتدبير مدينة الدار البيضاء، وأود من الأستاذ عبد الواحد الراضي أن يجيب عن سؤال يتعلق باستراتيجية الحزب، لانتزاع رئاسة المدن الكبرى، علما أنه في الانتخابات الجماعية السابقة كنات هناك مواقف شرسة للحزب وبالخصوص في مدينة الدار البيضاء. نحن الآن على مشارف الانتخابات الجماعية، ولا يظهر في الأفق أن هناك حماسة قوية لانتزاع رئاسة المدن الكبرى. أما بالنسبة للسؤال الثاني، فهل يمكن للأستاذ عبد الواحد الراضي أن يخبرنا عن إسم الشخص المرشح ليكون عمدة للدار البيضاء؟
> الراضي: قبل الخوض في استراتيجية الحزب في الانتخابات بصفة عامة، أود الاشارة إلى أنه في مدينة الدارالبيضاء، وكما تعرفون لسنا القوة الحزبية الوحيدة في الساحة بهذه المدينة، ولهذا فإن وضع استراتيجية انتخابية لن يكون بالأمر السهل، بل إنه قرار يأخذ بعين الاعتبار موازين القوة على مستوى المدينة، كما ان المتحكم في الاستراتيجية الممكن وضعها في مستوى ثان هو نمط الاقتراع، الذي يرغم الحزب على أخذ هذا الاتجاه أوالسير في اتجاه آخر، بالإضافة إلى عامل آخر يتجلى في القوة التنظيمية للحزب في المدينة.
فكما تعلمون فإن النظام الانتخابي الحالي عندما تم اعتماده سنة 2003 فقد صعب عددا من الأشياء. لأنه عندما كان النظام الأحادي الفردي، من كان يمر بالأغلبية يمكنه أن يحسم في عدد الأصوات، ويمكنه أن يفوز.
يمكن الدخول في تحالف محلي، وهنا فالتحالف يكون بين مجموعة من الأشخاص أو الهيئات السياسية بهدف معالجة المشاكل ذات البعد المحلي التي تهم بشكل مباشر المواطنين وهذا لا يشبه التحالف السياسي الذي يكون على مستوى البرلمان أو الحكومة.
لهذا سبق وأن أشرت إلى أنه بعد مرور الانتخابات تعرف موازين القوى وتكون المعطيات واضحة آنذاك يمكن الدخول في نقاش وحوار مع من يمكن التحالف، وأرجوكم أن لا تتشبثوا فقط بمسألة إمكانية التحالف بين الاتحاد الاشتراكي وحزب العدالة والتنمية. إن هذا ليس مربط الفرس وليس مشكل المغرب الأساسي. تربطنا بهذا الحزب علاقة عادية كما العلاقات التي تربطنا مع جميع الأحزاب. فنحن حزب تجمعنا علاقة مع الجميع و يمكن أن نفتح نقاشا مع كل الأطراف في الوقت المناسب. ووجب التذكير أن الاتحاد لم يسبق له أن اتخذ قرار التحالف مع هذا أو ذاك.
عبد الكبير أخشيشن: في السياق نفسه، وارتباطا بالموضوع الذي طرحه الأخ عبد الرحيم أريري، أعتقد أنكم ستقودون الحملة الانتخابية على أساس أن هناك تدبير غير صحي بالدار البيضاء، وأرى أن تحديد الخصوم مسبقا سيحسم في أمر التحالفات؟
الراضي: إن الأمور بالنسبة لنا غاية في الوضوح كوننا نشتغل بمبدأ أهل مكة أدرى بشعابها، وقد سبق لنا نحن في المكتب السياسي للحزب أن اتفقنا أن مسألة تدبير الشأن الانتحابي موكول على المستوى المحلي للكتابات الجهوية و الإقليمية وكتابات الفروع. فهم الذين مخول لهم أن يختاروا من سيكون على رأس القائمة ومن يكون ضمن اللائحة وكذا البت في أمر التحالفات. فعلى الجميع أن يتعلم تحمل المسؤولية. وعليه فهذا الأمر بالنسبة لنا قد حسمنا فيه، وإخواننا في الحزب على ارض الواقع هم الأدرى بما يجب القيام به. هذا مع التذكير أن باب الاستشارة معنا مفتوح وإننا نحن دائما رهن إشارتهم لتقديم رأينا وإسداء النصح. كما أن القرار النهائي يبقى للمؤسسات المحلية. لقد طرحتم مشكل التحالف المبدئي مع من هم الآن يسيرون مدينة الدار البيضاء وأود الإشارة في هذا الصدد إلى أن ألمانيا خلال الانتخابات الأخيرة عاشت منافسة قوية بين شرويدر وميركل. هذه الأخيرة التي هاجمت شرويدر بكل ما أوتيت من قوة غير انه بعد الانتخابات تحالفا معا لتكوين حكومة واحدة. فالسياسة لا تؤمن بالقطيعة مليون بالمائة.
عبد الصمد بنشريف: ماهي الدروس المستخلصة من انتخابات 7 شتنبر 2007، سيما أن كثيرا من الأحزاب بدأت بحركات تسخينية وتحضر نفسها لإبراز نقط قوتها. ما هي إذن مواطن القوة لدى الاتحاد الاشتراكي في الاستحقاقات المقبلة؟ ما هو المشروع الذي يهيئه؟ كيف سيتعامل مع العازفين عن المشاركة؟ وهل لديه استراتيجية في هذا الاتجاه لكسب الرهان؟ وكيف يتوقع أن تكون هذه الانتخابات؟
الراضي: إن قوة حزب الاتحاد الاشتراكي تنبع من اختياراته التي بين التاريخ على أنها اختيارات صائبة. والاتحاد الاشتراكي دافع في المغرب على مر السنوات الخمسين الأخيرة على مفهوم الديمقراطية التي يرجع الفضل لحزبنا في إدخالها باعتباره وريثا للاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحركة الوطنية، ويرجع له الفضل في تعريفه بحقوق الإنسان وجهوده في احترام الإنسان وكرامته، والاتحاد هو من عرف بالعدالة الاجتماعية والإنصاف والاتحاد الاشتراكي هو من كون أجيالا في هذا البلد ممن ضحوا ودافعوا عن الحريات. فهذا هو رصيد الاتحاد الاشتراكي، وهو الرصيد الذي جعله على سبيل المثال، في مدينة الدار البيضاء يكون على رأس أول مجلس بلدي لها، وكانت له أول مجموعة برلمانية سنة 1963 واستمر الاتحاديون يفوزون بالأغلبية إلى حدود سنة 2007، لقد كنا نتوفر قبل استحقاقات 2007 على ست أو سبع برلمانيين، أما الآن فلدينا واحد.
ذلك ناتج عن عدة أسباب من ضمنها نتائج الانتخابات 2007 بصفة عامة. أولا كان الاتحاد الاشتراكي رقم واحد فانتقل إلى الرتبة الخامسة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الرابع كان يتجاوز الاتحاد الاشتراكي بمقعد واحد والثالث لاثنان أو ثلاثة وعملا بمبدأ النسبية، فالاتحاد لم يسقط بالضربة القاضية كما في مباريات الملاكمة.
في الحقيقة سنة 2007 لم نربح المباراة، لكننا ربحنا المعارك لمدة خمسين سنة. إننا سنستأنف المعركة وإنشاء الله نؤمن أن الانتصار سيكون حليفنا في المستقبل. ووجبت الإشارة إلى أن تاريخ الاتحاد و مدينة الدار البيضاء تاريخ واحد. فالاتحاد الاشتراكي حزب متجذر في هذه المدينة. من بين الأسباب التي جعلتنا لا نربح الانتخابات أن عددا كبيرا منا غادرنا غاضبا أو منسحبا، كما عشنا خصومات داخلية كانت سببا في غياب الانسجام والتضامن. إننا ننتقد ذاتنا، فاختيار المرشحين لم يكن موفقا، كما أن الحملة لم تنطلق في الوقت المناسب. والأكيد أننا ارتكبنا عددا من الأخطاء نحن الآن نتعلم منها ولن نكررها. فهذه هي الديمقراطية التي لا يمكن اعتبار الإنسان فيها ملاكا، إذ يمكن أن يخطأ ويصحح خطؤه.
إن المجلس الجهوي المنعقد مؤخرا بمدينة الدر البيضاء قد تبنى مبدأ وحدة اليسار وأظن أن الإخوان في هذه المدينة اختاروا أن يتعاونوا مع الإخوة في اليسار. وبما إننا فوضنا لهم على المستوى المحلي أن يتحالفوا فإننا نبارك هذه المبادرة و أتمنى للجميع النجاح و سنكون جد مسرورين بهذا. و ستكون بمثابة إشارة للعمل في المستقبل على وحدة اليسار.
عبد الرحيم أريري: في هذا السياق حول الخط اليساري، أي وصل هذا النقاش؟ خاصة أن بعض الأصوات داخل الأحزاب الأخرى عاتبت على الاتحاد الاشتراكي كونه يتعامل معها بمنطق الأبوية ومنطق الأخ الأكبر؟
الراضي: الأخ الأكبر. اعتبر هذا مسألة طبيعية. وكما يقول المغاربة «ما كبير غير الله». غير أني أود الإشارة إلى أننا نحن السابقون و نحن الأولون عدديا. واعتقد أن هذه هي الاصطلاحات السياسية التي يتم بها الحديث. ولا أظن أن في ذلك ضررا. فالواحد منا يمكنه أن يتملكه الخوف إذا ما أحس أنه تتملكنا فكرة الهيمنة وحب السيطرة والتحكم. إن هذا يحيل إلى تيار واعتبره وصف لواقع معين و لا أرى فيه مسا لكرامة احد و لا لكرامتنا أيضا.
حقيقة الأمر أن ثمة الأسرة الاتحادية منهم الاتحاديون الغاضبون الذين من الضروري عليهم العودة إلى أحضان الحزب، وهناك الاتحاديون غير النشيطين الذين يجب أن يستعيدوا نشاطهم ضمن صفوف الحزب، واتحاديون خلقوا أحزابهم لأسباب تجاوزها الزمن من بينها مسألة المشاركة في الحكومة. وها هم اليوم أصبحوا على أتم الاقتناع بالمشاركة ولم تعد ثمة أسباب تمنعهم من العودة إلى الحزب. وثمة نموذج الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي قرر حل ذاته و التحق مناضلوه بالاتحاد. وهكذا فإنه من أراد من الإخوان الذين سبق وان غادروا العودة إلى صفوف الحزب نحن مستعدون لإيجاد لهم المكانة اللائقة في انسجام تام مع إخوانهم.
هناك جزء من اليسار الذي يعتبر يسارا ثوريا، نحن اتحاد اشتراكي ديمقراطي نؤمن بالتغيير ونريده ونناضل من أجل التغيير لكن بطرق ديمقراطية.
فلا يمكننا أن نتفق مع من لهم طرق اخرى ولا مكان لنكذب على أنفسنا. ومن الضروري أن يكون من سنتفق معه ويؤمن بنفس الأهداف وايضا بنفس الوسائل لتحقيق هذه الأهداف.
الباب مفتوح ولا أحد يلزمنا أن نغلق الباب دون الوصول الى اهدافنا، فإن ما يهمنا هو التحالفات و المصلحة البعيدة المدى للمغرب ولليسار أيضا.
كما أننا أحدثنا لجنة خاصة انبثقت عن المؤتمر وانجزت تقريرا خاصا حول هذه المسألة. مارسنا النقد الذاتي ولم تكن قيادة الحزب منغلقة على نفسها، فقد كان الاخوان من الاقاليم والفروع والجهات، وعملنا على تقييم مشترك في المجلس الوطني السابق أكثر من 400 من جميع انحاء المغرب ، في المؤتمر كان 1500 للمؤتمرين، كانت نقاشات في القواعد، وهذه التقارير وجهت للقواعد،بعد المؤتمر عقدنا اجتماعا للمجلس الوطني، واجتمح
اعات كتاب الجهات والاقاليم ، وزار إخوان في المكتب السياسي وبلغوا الرسالة، وهذا كله نقوم به، لكن النتيجة بعد الانتخابات، آنذاك سأقول لك هل وصلت الرسالة، هل عمل المناضلون بها أم لا، هذا لا أكذب عليه مستحيل الجزم به ولكن اننا نقوم بما يمكننا بمجهودات.
عبد الكبير أخشيشن: من المؤكد أن نستخلص العبر من الانتخابات التشريعية لشتنبر 2007 وأن نقوم بالنقد الذاتي، الذي كانت فيه قسوة كبيرة، لكن هل تم تسريب الخلاصات إلى الأجهزة التي توجد في تماس مباشر مع مناضليكم التي ستعمل على تدبير الانتخابات... هل وصلت الرسالة التي عبأها الحزب من أجل الانتخابات؟
الراضي: طيب حقيقة من بعدانتخابات 2007 دخلنا في أزمة. ولقد حاولنا التغلب عليها بطريقة ديمقراطية، فقد جمعنا المجلس الوطني وقرر تنصيب لجنة تقييم الإنتخابات، وفي نفس الوقت بما أنه كان معروفا أننا نشارك في الحكومة قرر المجلس الوطني أن يفوض للمكتب السياسي التفاوض على المشاركة، تكونت الحكومة، وعشنا ازمة ثانية في الحزب في ظرف قصير، هذه الأزمة تسببت في أزمة ثالثة وهي استقالة الكاتب الأول. كيف عالجنا هذه المسألة، دائما بكيفية ديمقراطية التأم المجلس الوطني وناقشنا كل هذه القضايا واتفقنا على أن الحل النهائي قد يكون في المؤتمر، وكونا اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فعلا كان هناك في المؤتمر من يقول على أنه يجب الخروج من الحكومة. المؤتمر لم يقرر الخروج من الحكومة، فمن بعد المؤتمر لم يعد احد من الاخوان يطالب بالخروج من الحكومة، واجتمع المجلس الوطني ولم يقرر الخروج من الحكومة، فقضية المشاركة في الحكومة هو منطق اخترناه سنة 1998، بعد 38 سنة من المعارضة دخلنا في منطق المشاركة آنذاك، وفي سنة 1998 يأتي اختيار منطق المشاركة لماذا لأن فترة 5 سنوات التي قضيناها برئاسة الأخ عبد الرحمان اليوسفي في الحكومة، كانت
المرحلة التي حقق فيها المغرب مكتسبات كثيرة ومهمة ولا أحد يمكن أن ينكرها... دخلنا الحكومة التي ترأسها ادريس جطو للحفاظ والدفاع وتعميق هذه الاصلاحات، وكذلك القيام بإصلاحات إضافية تعزز، وهذا في2007 عندما قرر الحزب الاستمرار في الحكومة.
وما أريد قوله للاتحاديين والاتحاديات هو أن يكونوا مطمئنين أن ما وقع للاتحاد الاشتراكي لو وقع لحزب آخر «لسقط ولم ينهض» فنحن الحمد لله تغلبنا على الازمات وعلى المشاكل وأنجحنا مؤتمرنا، الذي صادق على التقارير التي قدمت « التقرير السياسي، الهوية، الاقتصادي ، الاجتماعي» انتخبنا القيادة بالديمقراطية والشفافية، وصادقنا على خارطة الطريق، وتغلبنا على الأزمة، فنحن موجودون في الساحة ونحن الان سنحتفل ب 50 سنة من وجودنا مع 50 سنة أخرى
عبد الصمد بنشريف: ما هي الانعكاسات السلبية التي يمكن أن يفرزها كونك جمعت بين المنصبين، لأنك صرحت أنك بعد انتخابك كاتبا أول للحزب فستنسحب من وزارة العدل، لكن عندما أكد جلالة الملك ثقته فيك كوزير للعدل تراجعت عن هذا القرار. ألم يكن لذلك أي انعكاس على الحزب؟
الراضي: تعلم أنه قبل المؤتمر الوضعية التي كان فيها الحزب جعلتني أفكر أن أسمح في كل شيء وأتابع أمور الحزب، وصرحت بها وقلتها، صرحت بأنه إذا ما انتخبت كاتبا أول سأطلب من جلالة الملك أن اتفرغ للحزب، وبعد مرور المؤتمر وانتخبت طلبت أن اقابل جلالة الملك، قلت له اريد ان اتفرغ للحزب والكل يعلم هذا واللقاء كان في النور وحضور وسائل الإعلام وصرحت للصحافة وانا في القصر، وقال لي يمكن أن تفعلهما معا.
عبد الكبير أخشيشن: عندما نستحضر تاريخ الحزب، نجد ثمة مجموعة من القيم والأشياء التي يتعين أن تجعل من الجميع عائلة، لذلك كان من المفروض أن تتواصلوا وتتأطروا لأنكم قمتم بمجموعة من الأشياء في الحكومة. ما الذي ينقصكم إذن من أجل إيصال خطابكم بدلا من أن يكون ثمة تشويش على هذه الأشياء التي تعتبرونها قيما أو مكتسبات للحزب؟
الراضي: ماشي كاين الناقص كاين الزايد، في السابق وسائل الاعلام كانت الصحافة الحزبية تقدم الخبر والتحليلات، ولما تدخلنا في مرحلة العشر سنوات الاخيرة، الصحافة الحزبية لم يبق لها المفعول الذي كان لها في السابق واليوم الحقل الصحافي والحمد لله توسع، واصبح مهما ولم تعد تعرف الاسباب التي جعلت من مجموعة من الصحف تخصصت في الاتحاد يوميا وباستمرار تحطم الاتحاد الاشتراكي وكل ما يقوم به الاتحاد الاشتراكي اصبح هو المستهدف من طرف الجميع وكل ما يقوم به ردئ «خايب»...لدرجة ان الاتحاديين اصبحوا يتحدثون معنا في المسؤولية بلغة هذه الصحافة، هناك مشكل التواصل، الاعلام، الاقناع، ربما هناك نقص ولا يمكن انكاره، ولم نجد بعد الطريقة لنعطي القيمة للاعمال التي نقوم بها. وهذا ليس مشكلنا بل مشكل الحكومات المتعاقبة.
عبد الرحيم أريري: أنت تقول إننا حققنا الشيء الكثير، وليس ثمة وقت للدخول في التفاصيل، وأنتم كحزب، لماذا لا تضعون كأولوية لكم التعريف بهاته المواقف وهاته الخطوات لتكون الآلة الحزبية على علم بما يجري، ثم الحزب والمجتمع. فما هو الداعي لسياسة الكتمان وعدم التواصل؟
الراضي: ليست سياسة الكتمان، لا نكتم اي شيء، مع الاسف ان مداولتنا للمكتب السياسي التي يجب ان تكون سرية تجد في الصحف «قيادي اتحادي قال هذا ليس بالمعقول»، لازم من أن يكون للحزب بعض الاسرار ولازم أن تكون للنقابة اسرار وأيضا الحكومة والاشخاص ايضا ولكن بالنسبة لنا كل شيء مطروح في الساحة، مع الاسف ليست لدينا اسرار، يجب أن تكون لدينا اسرار، ليس الامر يتعلق بغياب الشفافية، ليس هناك دولة ليس لها اسرار. ليست لنا سياسة ناجحة للتواصل خلية من المكتب السياسي والمجلس الوطني تنكب على الموضوع و تتدارسه، وتبحث عن الحلول التي تتطلب وقتا طويلا، كما أن المجتمع المغربي عرف تحولات،فمنذ 38 سنة ربح الاتحاد الاشتراكي المعركة، وكان المجتمع المغربي متعطشا لجريدتنا، وكان الحزب اختياره الاساسي هو الديمقراطية، ولم يكن احد يشكك في وطنية الفقيد عبد الرحيم بوعبيد المهدي بنبركة وعبد الرحمان اليوسفي، وكل ما تقوله القيادة يعتبر صوابا، كان عندنا انضباط، كانت لدينا جرائدنا «التحرير»، « المحرر» و«الاتحاد الاشتراكي» التي كانت أدوات تواصلنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.