طنجة تتأهب لأمطار رعدية غزيرة ضمن نشرة إنذارية برتقالية    تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المغرب    نشرة انذارية…تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المملكة    توقيف ثلاثة مواطنين صينيين يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات الرقمية    توقيف 3 صينيين متورطين في المس بالمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية    ريال مدريد يتعثر أمام إسبانيول ويخسر صدارة الدوري الإسباني مؤقتًا    ترامب يعلن عن قصف أمريكي ل"داعش" في الصومال    ريدوان يخرج عن صمته بخصوص أغنية "مغربي مغربي" ويكشف عن مشروع جديد للمنتخب    "بوحمرون".. الصحة العالمية تحذر من الخطورة المتزايدة للمرض    الولايات المتحدة.. السلطات تعلن السيطرة كليا على حرائق لوس أنجليس    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    CDT تقر إضرابا وطنيا عاما احتجاجا على قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS    هذا هو برنامج دور المجموعات لكأس إفريقيا 2025 بالمغرب    الشراكة المغربية الأوروبية : تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج فاقت 117 مليار درهم خلال 2024    مقترح قانون يفرض منع استيراد الطماطم المغربية بفرنسا    حجز أزيد من 700 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة بطنجة    توقعات احوال الطقس ليوم الاحد.. أمطار وثلوج    اعتبارا من الإثنين.. الآباء ملزمون بالتوجه لتقليح أبنائهم    انعقاد الاجتماع الثاني والستين للمجلس التنفيذي لمنظمة المدن العربية بطنجة    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    شركة "غوغل" تطلق أسرع نماذجها للذكاء الاصطناعي    البرلمان الألماني يرفض مشروع قانون يسعى لتقييد الهجرة    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    BDS: مقاطعة السلع الإسرائيلية ناجحة    إسرائيل تطلق 183 سجينا فلسطينيا    ثمن المحروقات في محطات الوقود بالحسيمة بعد زيادة جديد في الاسعار    رحيل "أيوب الريمي الجميل" .. الصحافي والإنسان في زمن الإسفاف    الانتقال إلى دوري قطر يفرح زياش    زكرياء الزمراني:تتويج المنتخب المغربي لكرة المضرب ببطولة إفريقيا للناشئين بالقاهرة ثمرة مجهودات جبارة    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    تنس المغرب يثبت في كأس ديفيس    بنعبد الله يدين قرارات الإدارة السورية الجديدة ويرفض عقاب ترامب لكوبا    "تأخر الترقية" يخرج أساتذة "الزنزانة 10" للاحتجاج أمام مقر وزارة التربية    لمن تعود مسؤولية تفشي بوحمرون!    المغرب التطواني يتمكن من رفع المنع ويؤهل ستة لاعبين تعاقد معهم في الانتقالات الشتوية    توضيح رئيس جماعة النكور بخصوص فتح مسلك طرقي بدوار حندون    لقجع: منذ لحظة إجراء القرعة بدأنا بالفعل في خوض غمار "الكان" ولدينا فرصة لتقييم جاهزيتنا التنظيمية    العصبة الوطنية تفرج عن البرمجة الخاصة بالجولتين المقبلتين من البطولة الاحترافية    الولايات المتحدة الأمريكية.. تحطم طائرة صغيرة على متنها 6 ركاب    بنك المغرب : الدرهم يستقر أمام الأورو و الدولار    المغرب يتجه إلى مراجعة سقف فائض الطاقة الكهربائية في ضوء تحلية مياه البحر    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    انتحار موظف يعمل بالسجن المحلي العرجات 2 باستعمال سلاحه الوظيفي    السعودية تتجه لرفع حجم تمويلها الزراعي إلى ملياري دولار هذا العام    الإعلان عن تقدم هام في التقنيات العلاجية لسرطانات البروستات والمثانة والكلي    غزة... "القسام" تسلم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر بالدفعة الرابعة للصفقة    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    حركة "إم 23" المدعومة من رواندا تزحف نحو العاصمة الكونغولية كينشاسا    هواوي المغرب تُتوَّج مجددًا بلقب "أفضل المشغلين" لعام 2025    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاتحاد الاشتراكي خرج من كل أزماته أكثر قوة وأفضل تنظيما

{ عبد الرحيم اريري: أود أن أطرح سؤالا بخصوص رؤية الحزب لتدبير مدينة الدار البيضاء، وأود من الأستاذ عبد الواحد الراضي أن يجيب عن سؤال يتعلق باستراتيجية الحزب، لانتزاع رئاسة المدن الكبرى، علما أنه في الانتخابات الجماعية السابقة كنات هناك مواقف شرسة للحزب وبالخصوص في مدينة الدار البيضاء. نحن الآن على مشارف الانتخابات الجماعية، ولا يظهر في الأفق أن هناك حماسة قوية لانتزاع رئاسة المدن الكبرى. أما بالنسبة للسؤال الثاني، فهل يمكن للأستاذ عبد الواحد الراضي أن يخبرنا عن إسم الشخص المرشح ليكون عمدة للدار البيضاء؟
> الراضي: قبل الخوض في استراتيجية الحزب في الانتخابات بصفة عامة، أود الاشارة إلى أنه في مدينة الدارالبيضاء، وكما تعرفون لسنا القوة الحزبية الوحيدة في الساحة بهذه المدينة، ولهذا فإن وضع استراتيجية انتخابية لن يكون بالأمر السهل، بل إنه قرار يأخذ بعين الاعتبار موازين القوة على مستوى المدينة، كما ان المتحكم في الاستراتيجية الممكن وضعها في مستوى ثان هو نمط الاقتراع، الذي يرغم الحزب على أخذ هذا الاتجاه أوالسير في اتجاه آخر، بالإضافة إلى عامل آخر يتجلى في القوة التنظيمية للحزب في المدينة.
فكما تعلمون فإن النظام الانتخابي الحالي عندما تم اعتماده سنة 2003 فقد صعب عددا من الأشياء. لأنه عندما كان النظام الأحادي الفردي، من كان يمر بالأغلبية يمكنه أن يحسم في عدد الأصوات، ويمكنه أن يفوز.
يمكن الدخول في تحالف محلي، وهنا فالتحالف يكون بين مجموعة من الأشخاص أو الهيئات السياسية بهدف معالجة المشاكل ذات البعد المحلي التي تهم بشكل مباشر المواطنين وهذا لا يشبه التحالف السياسي الذي يكون على مستوى البرلمان أو الحكومة.
لهذا سبق وأن أشرت إلى أنه بعد مرور الانتخابات تعرف موازين القوى وتكون المعطيات واضحة آنذاك يمكن الدخول في نقاش وحوار مع من يمكن التحالف، وأرجوكم أن لا تتشبثوا فقط بمسألة إمكانية التحالف بين الاتحاد الاشتراكي وحزب العدالة والتنمية. إن هذا ليس مربط الفرس وليس مشكل المغرب الأساسي. تربطنا بهذا الحزب علاقة عادية كما العلاقات التي تربطنا مع جميع الأحزاب. فنحن حزب تجمعنا علاقة مع الجميع و يمكن أن نفتح نقاشا مع كل الأطراف في الوقت المناسب. ووجب التذكير أن الاتحاد لم يسبق له أن اتخذ قرار التحالف مع هذا أو ذاك.
عبد الكبير أخشيشن: في السياق نفسه، وارتباطا بالموضوع الذي طرحه الأخ عبد الرحيم أريري، أعتقد أنكم ستقودون الحملة الانتخابية على أساس أن هناك تدبير غير صحي بالدار البيضاء، وأرى أن تحديد الخصوم مسبقا سيحسم في أمر التحالفات؟
الراضي: إن الأمور بالنسبة لنا غاية في الوضوح كوننا نشتغل بمبدأ أهل مكة أدرى بشعابها، وقد سبق لنا نحن في المكتب السياسي للحزب أن اتفقنا أن مسألة تدبير الشأن الانتحابي موكول على المستوى المحلي للكتابات الجهوية و الإقليمية وكتابات الفروع. فهم الذين مخول لهم أن يختاروا من سيكون على رأس القائمة ومن يكون ضمن اللائحة وكذا البت في أمر التحالفات. فعلى الجميع أن يتعلم تحمل المسؤولية. وعليه فهذا الأمر بالنسبة لنا قد حسمنا فيه، وإخواننا في الحزب على ارض الواقع هم الأدرى بما يجب القيام به. هذا مع التذكير أن باب الاستشارة معنا مفتوح وإننا نحن دائما رهن إشارتهم لتقديم رأينا وإسداء النصح. كما أن القرار النهائي يبقى للمؤسسات المحلية. لقد طرحتم مشكل التحالف المبدئي مع من هم الآن يسيرون مدينة الدار البيضاء وأود الإشارة في هذا الصدد إلى أن ألمانيا خلال الانتخابات الأخيرة عاشت منافسة قوية بين شرويدر وميركل. هذه الأخيرة التي هاجمت شرويدر بكل ما أوتيت من قوة غير انه بعد الانتخابات تحالفا معا لتكوين حكومة واحدة. فالسياسة لا تؤمن بالقطيعة مليون بالمائة.
عبد الصمد بنشريف: ماهي الدروس المستخلصة من انتخابات 7 شتنبر 2007، سيما أن كثيرا من الأحزاب بدأت بحركات تسخينية وتحضر نفسها لإبراز نقط قوتها. ما هي إذن مواطن القوة لدى الاتحاد الاشتراكي في الاستحقاقات المقبلة؟ ما هو المشروع الذي يهيئه؟ كيف سيتعامل مع العازفين عن المشاركة؟ وهل لديه استراتيجية في هذا الاتجاه لكسب الرهان؟ وكيف يتوقع أن تكون هذه الانتخابات؟
الراضي: إن قوة حزب الاتحاد الاشتراكي تنبع من اختياراته التي بين التاريخ على أنها اختيارات صائبة. والاتحاد الاشتراكي دافع في المغرب على مر السنوات الخمسين الأخيرة على مفهوم الديمقراطية التي يرجع الفضل لحزبنا في إدخالها باعتباره وريثا للاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحركة الوطنية، ويرجع له الفضل في تعريفه بحقوق الإنسان وجهوده في احترام الإنسان وكرامته، والاتحاد هو من عرف بالعدالة الاجتماعية والإنصاف والاتحاد الاشتراكي هو من كون أجيالا في هذا البلد ممن ضحوا ودافعوا عن الحريات. فهذا هو رصيد الاتحاد الاشتراكي، وهو الرصيد الذي جعله على سبيل المثال، في مدينة الدار البيضاء يكون على رأس أول مجلس بلدي لها، وكانت له أول مجموعة برلمانية سنة 1963 واستمر الاتحاديون يفوزون بالأغلبية إلى حدود سنة 2007، لقد كنا نتوفر قبل استحقاقات 2007 على ست أو سبع برلمانيين، أما الآن فلدينا واحد.
ذلك ناتج عن عدة أسباب من ضمنها نتائج الانتخابات 2007 بصفة عامة. أولا كان الاتحاد الاشتراكي رقم واحد فانتقل إلى الرتبة الخامسة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الرابع كان يتجاوز الاتحاد الاشتراكي بمقعد واحد والثالث لاثنان أو ثلاثة وعملا بمبدأ النسبية، فالاتحاد لم يسقط بالضربة القاضية كما في مباريات الملاكمة.
في الحقيقة سنة 2007 لم نربح المباراة، لكننا ربحنا المعارك لمدة خمسين سنة. إننا سنستأنف المعركة وإنشاء الله نؤمن أن الانتصار سيكون حليفنا في المستقبل. ووجبت الإشارة إلى أن تاريخ الاتحاد و مدينة الدار البيضاء تاريخ واحد. فالاتحاد الاشتراكي حزب متجذر في هذه المدينة. من بين الأسباب التي جعلتنا لا نربح الانتخابات أن عددا كبيرا منا غادرنا غاضبا أو منسحبا، كما عشنا خصومات داخلية كانت سببا في غياب الانسجام والتضامن. إننا ننتقد ذاتنا، فاختيار المرشحين لم يكن موفقا، كما أن الحملة لم تنطلق في الوقت المناسب. والأكيد أننا ارتكبنا عددا من الأخطاء نحن الآن نتعلم منها ولن نكررها. فهذه هي الديمقراطية التي لا يمكن اعتبار الإنسان فيها ملاكا، إذ يمكن أن يخطأ ويصحح خطؤه.
إن المجلس الجهوي المنعقد مؤخرا بمدينة الدر البيضاء قد تبنى مبدأ وحدة اليسار وأظن أن الإخوان في هذه المدينة اختاروا أن يتعاونوا مع الإخوة في اليسار. وبما إننا فوضنا لهم على المستوى المحلي أن يتحالفوا فإننا نبارك هذه المبادرة و أتمنى للجميع النجاح و سنكون جد مسرورين بهذا. و ستكون بمثابة إشارة للعمل في المستقبل على وحدة اليسار.
عبد الرحيم أريري: في هذا السياق حول الخط اليساري، أي وصل هذا النقاش؟ خاصة أن بعض الأصوات داخل الأحزاب الأخرى عاتبت على الاتحاد الاشتراكي كونه يتعامل معها بمنطق الأبوية ومنطق الأخ الأكبر؟
الراضي: الأخ الأكبر. اعتبر هذا مسألة طبيعية. وكما يقول المغاربة «ما كبير غير الله». غير أني أود الإشارة إلى أننا نحن السابقون و نحن الأولون عدديا. واعتقد أن هذه هي الاصطلاحات السياسية التي يتم بها الحديث. ولا أظن أن في ذلك ضررا. فالواحد منا يمكنه أن يتملكه الخوف إذا ما أحس أنه تتملكنا فكرة الهيمنة وحب السيطرة والتحكم. إن هذا يحيل إلى تيار واعتبره وصف لواقع معين و لا أرى فيه مسا لكرامة احد و لا لكرامتنا أيضا.
حقيقة الأمر أن ثمة الأسرة الاتحادية منهم الاتحاديون الغاضبون الذين من الضروري عليهم العودة إلى أحضان الحزب، وهناك الاتحاديون غير النشيطين الذين يجب أن يستعيدوا نشاطهم ضمن صفوف الحزب، واتحاديون خلقوا أحزابهم لأسباب تجاوزها الزمن من بينها مسألة المشاركة في الحكومة. وها هم اليوم أصبحوا على أتم الاقتناع بالمشاركة ولم تعد ثمة أسباب تمنعهم من العودة إلى الحزب. وثمة نموذج الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي قرر حل ذاته و التحق مناضلوه بالاتحاد. وهكذا فإنه من أراد من الإخوان الذين سبق وان غادروا العودة إلى صفوف الحزب نحن مستعدون لإيجاد لهم المكانة اللائقة في انسجام تام مع إخوانهم.
هناك جزء من اليسار الذي يعتبر يسارا ثوريا، نحن اتحاد اشتراكي ديمقراطي نؤمن بالتغيير ونريده ونناضل من أجل التغيير لكن بطرق ديمقراطية.
فلا يمكننا أن نتفق مع من لهم طرق اخرى ولا مكان لنكذب على أنفسنا. ومن الضروري أن يكون من سنتفق معه ويؤمن بنفس الأهداف وايضا بنفس الوسائل لتحقيق هذه الأهداف.
الباب مفتوح ولا أحد يلزمنا أن نغلق الباب دون الوصول الى اهدافنا، فإن ما يهمنا هو التحالفات و المصلحة البعيدة المدى للمغرب ولليسار أيضا.
كما أننا أحدثنا لجنة خاصة انبثقت عن المؤتمر وانجزت تقريرا خاصا حول هذه المسألة. مارسنا النقد الذاتي ولم تكن قيادة الحزب منغلقة على نفسها، فقد كان الاخوان من الاقاليم والفروع والجهات، وعملنا على تقييم مشترك في المجلس الوطني السابق أكثر من 400 من جميع انحاء المغرب ، في المؤتمر كان 1500 للمؤتمرين، كانت نقاشات في القواعد، وهذه التقارير وجهت للقواعد،بعد المؤتمر عقدنا اجتماعا للمجلس الوطني، واجتمح
اعات كتاب الجهات والاقاليم ، وزار إخوان في المكتب السياسي وبلغوا الرسالة، وهذا كله نقوم به، لكن النتيجة بعد الانتخابات، آنذاك سأقول لك هل وصلت الرسالة، هل عمل المناضلون بها أم لا، هذا لا أكذب عليه مستحيل الجزم به ولكن اننا نقوم بما يمكننا بمجهودات.
عبد الكبير أخشيشن: من المؤكد أن نستخلص العبر من الانتخابات التشريعية لشتنبر 2007 وأن نقوم بالنقد الذاتي، الذي كانت فيه قسوة كبيرة، لكن هل تم تسريب الخلاصات إلى الأجهزة التي توجد في تماس مباشر مع مناضليكم التي ستعمل على تدبير الانتخابات... هل وصلت الرسالة التي عبأها الحزب من أجل الانتخابات؟
الراضي: طيب حقيقة من بعدانتخابات 2007 دخلنا في أزمة. ولقد حاولنا التغلب عليها بطريقة ديمقراطية، فقد جمعنا المجلس الوطني وقرر تنصيب لجنة تقييم الإنتخابات، وفي نفس الوقت بما أنه كان معروفا أننا نشارك في الحكومة قرر المجلس الوطني أن يفوض للمكتب السياسي التفاوض على المشاركة، تكونت الحكومة، وعشنا ازمة ثانية في الحزب في ظرف قصير، هذه الأزمة تسببت في أزمة ثالثة وهي استقالة الكاتب الأول. كيف عالجنا هذه المسألة، دائما بكيفية ديمقراطية التأم المجلس الوطني وناقشنا كل هذه القضايا واتفقنا على أن الحل النهائي قد يكون في المؤتمر، وكونا اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فعلا كان هناك في المؤتمر من يقول على أنه يجب الخروج من الحكومة. المؤتمر لم يقرر الخروج من الحكومة، فمن بعد المؤتمر لم يعد احد من الاخوان يطالب بالخروج من الحكومة، واجتمع المجلس الوطني ولم يقرر الخروج من الحكومة، فقضية المشاركة في الحكومة هو منطق اخترناه سنة 1998، بعد 38 سنة من المعارضة دخلنا في منطق المشاركة آنذاك، وفي سنة 1998 يأتي اختيار منطق المشاركة لماذا لأن فترة 5 سنوات التي قضيناها برئاسة الأخ عبد الرحمان اليوسفي في الحكومة، كانت
المرحلة التي حقق فيها المغرب مكتسبات كثيرة ومهمة ولا أحد يمكن أن ينكرها... دخلنا الحكومة التي ترأسها ادريس جطو للحفاظ والدفاع وتعميق هذه الاصلاحات، وكذلك القيام بإصلاحات إضافية تعزز، وهذا في2007 عندما قرر الحزب الاستمرار في الحكومة.
وما أريد قوله للاتحاديين والاتحاديات هو أن يكونوا مطمئنين أن ما وقع للاتحاد الاشتراكي لو وقع لحزب آخر «لسقط ولم ينهض» فنحن الحمد لله تغلبنا على الازمات وعلى المشاكل وأنجحنا مؤتمرنا، الذي صادق على التقارير التي قدمت « التقرير السياسي، الهوية، الاقتصادي ، الاجتماعي» انتخبنا القيادة بالديمقراطية والشفافية، وصادقنا على خارطة الطريق، وتغلبنا على الأزمة، فنحن موجودون في الساحة ونحن الان سنحتفل ب 50 سنة من وجودنا مع 50 سنة أخرى
عبد الصمد بنشريف: ما هي الانعكاسات السلبية التي يمكن أن يفرزها كونك جمعت بين المنصبين، لأنك صرحت أنك بعد انتخابك كاتبا أول للحزب فستنسحب من وزارة العدل، لكن عندما أكد جلالة الملك ثقته فيك كوزير للعدل تراجعت عن هذا القرار. ألم يكن لذلك أي انعكاس على الحزب؟
الراضي: تعلم أنه قبل المؤتمر الوضعية التي كان فيها الحزب جعلتني أفكر أن أسمح في كل شيء وأتابع أمور الحزب، وصرحت بها وقلتها، صرحت بأنه إذا ما انتخبت كاتبا أول سأطلب من جلالة الملك أن اتفرغ للحزب، وبعد مرور المؤتمر وانتخبت طلبت أن اقابل جلالة الملك، قلت له اريد ان اتفرغ للحزب والكل يعلم هذا واللقاء كان في النور وحضور وسائل الإعلام وصرحت للصحافة وانا في القصر، وقال لي يمكن أن تفعلهما معا.
عبد الكبير أخشيشن: عندما نستحضر تاريخ الحزب، نجد ثمة مجموعة من القيم والأشياء التي يتعين أن تجعل من الجميع عائلة، لذلك كان من المفروض أن تتواصلوا وتتأطروا لأنكم قمتم بمجموعة من الأشياء في الحكومة. ما الذي ينقصكم إذن من أجل إيصال خطابكم بدلا من أن يكون ثمة تشويش على هذه الأشياء التي تعتبرونها قيما أو مكتسبات للحزب؟
الراضي: ماشي كاين الناقص كاين الزايد، في السابق وسائل الاعلام كانت الصحافة الحزبية تقدم الخبر والتحليلات، ولما تدخلنا في مرحلة العشر سنوات الاخيرة، الصحافة الحزبية لم يبق لها المفعول الذي كان لها في السابق واليوم الحقل الصحافي والحمد لله توسع، واصبح مهما ولم تعد تعرف الاسباب التي جعلت من مجموعة من الصحف تخصصت في الاتحاد يوميا وباستمرار تحطم الاتحاد الاشتراكي وكل ما يقوم به الاتحاد الاشتراكي اصبح هو المستهدف من طرف الجميع وكل ما يقوم به ردئ «خايب»...لدرجة ان الاتحاديين اصبحوا يتحدثون معنا في المسؤولية بلغة هذه الصحافة، هناك مشكل التواصل، الاعلام، الاقناع، ربما هناك نقص ولا يمكن انكاره، ولم نجد بعد الطريقة لنعطي القيمة للاعمال التي نقوم بها. وهذا ليس مشكلنا بل مشكل الحكومات المتعاقبة.
عبد الرحيم أريري: أنت تقول إننا حققنا الشيء الكثير، وليس ثمة وقت للدخول في التفاصيل، وأنتم كحزب، لماذا لا تضعون كأولوية لكم التعريف بهاته المواقف وهاته الخطوات لتكون الآلة الحزبية على علم بما يجري، ثم الحزب والمجتمع. فما هو الداعي لسياسة الكتمان وعدم التواصل؟
الراضي: ليست سياسة الكتمان، لا نكتم اي شيء، مع الاسف ان مداولتنا للمكتب السياسي التي يجب ان تكون سرية تجد في الصحف «قيادي اتحادي قال هذا ليس بالمعقول»، لازم من أن يكون للحزب بعض الاسرار ولازم أن تكون للنقابة اسرار وأيضا الحكومة والاشخاص ايضا ولكن بالنسبة لنا كل شيء مطروح في الساحة، مع الاسف ليست لدينا اسرار، يجب أن تكون لدينا اسرار، ليس الامر يتعلق بغياب الشفافية، ليس هناك دولة ليس لها اسرار. ليست لنا سياسة ناجحة للتواصل خلية من المكتب السياسي والمجلس الوطني تنكب على الموضوع و تتدارسه، وتبحث عن الحلول التي تتطلب وقتا طويلا، كما أن المجتمع المغربي عرف تحولات،فمنذ 38 سنة ربح الاتحاد الاشتراكي المعركة، وكان المجتمع المغربي متعطشا لجريدتنا، وكان الحزب اختياره الاساسي هو الديمقراطية، ولم يكن احد يشكك في وطنية الفقيد عبد الرحيم بوعبيد المهدي بنبركة وعبد الرحمان اليوسفي، وكل ما تقوله القيادة يعتبر صوابا، كان عندنا انضباط، كانت لدينا جرائدنا «التحرير»، « المحرر» و«الاتحاد الاشتراكي» التي كانت أدوات تواصلنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.