حصل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على ستة وعشرين مقعدا ضمن تسعة وخمسين يشكلون اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، التي عقدت مؤتمرها نهاية الأسبوع الماضي، كما حصل اليسار الجذري على 14 مقعدا وتحالف اليسار والتقدم على ثمانية مقاعد لكل منهما. في حين حصل التجمع الوطني للأحرار على مقعد واحد ضمن الهيأة القيادية. وأنهت النقابة الوطنية للتعليم العالي مؤتمرها، الذي كان مناسبة أخرى أكدت فيها النقابة أنها إطار فريد من نوعه، استطاع أن يحافظ على وحدته في الوقت نفسه الذي كرس فيه النقاش الديمقراطي والتعددية الحقيقية، كما أن المؤتمر كان مناسبة للعديد من البديهيات، لعل أبرزها أن النخبة في المجتمع المغربي قادرة على الجمع بين الوحدة النقابية والتعددية السياسية والفكرية. ولقد ظهر بالملموس أن ذات النخبة بوأت الاتحاد الاشتراكي المرتبة الأولى بين المنتخبين، كما ظهر جليا أن النقابة فضاء لتمثيلية الأحزاب الحقيقية في المجتمع، يسارية كانت أم ذات امتدادات إسلامية. وبالنسبة لليسار، تبين أن الوحدة في الميدان والعمل هما الأنسب لتوحيد كل قواه من الحزب الاشتراكي الموحد مرورا بالنهج الديمقراطي والمؤتمر الوطني، وصولا إلى حزب التقدم والاشتراكية. ومن جهتها، أبدت الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، سواء التي شاركت في الانتخابات والتي لم تشارك فيها، مساهمة إيجابية طيلة أطوار المؤتمر. القيادة الجديدة للمؤتمر شكلت فسيفساء لما يجري في الساحة.