يستعد الجنرال حسني بنسليمان لمغادرة مقر جامعة كرة القدم في الأيام القليلة المقبلة، تأكد ذلك رسميا، يوم الأربعاء الماضي. الخبر خلف ردودا وتعاليق مختلفة في الوسط الرياضي، بل في كل الأوساط. إنها نهاية حقبة.. هو التعليق الذي أجمع عليه معظم المتتبعين، لكن الآراء اختلفت وتنوعت حول وصف المرحلة القادمة: هل هي بداية عهد جديد، أم هي محطة أخرى من محطات الحقبة السابقة؟ الأكيد، أن التخوف لايزال يجثم على الأنفس، ولايزال الترقب «التشاؤمي» يحبس كل النبضات، فالسؤال، كما طرحه أحد أفراد الجمهور الرياضي بعفوية وبتلقائية: «هل ينفع تغيير السائق لوحده عندما تتعطل الحافلة؟.. المفروض أن يتم إصلاح المحرك قبل أي شيء آخر» سيرحل الجنرال فعلا، لكن الأكيد هو أن «المحرك» سيظل معطلا وستظل المسيرة متوقفة إلى حين ! فعندما غيبت قوة و«هيبة» الجنرال النهج الديمقراطي والحوار والتشاور في تدبير شؤون كرة القدم الوطنية، لتغيب معها المنهجية الإدارية بمفهومها الحديث والعصري المبني على وضع البرامج والتقيد بتحقيق أعلى نسبة من الأهداف، وأضحت التعليمات والأوامر عنوانا طبع المرحلة السابقة.. وعندما «ألهت» كثرة الانشغالات المهنية الجنرال فاسحة المجال للمحيطين به لتملك مفاتيح الجامعة بحرية وبدون الخضوع للسؤال وللحساب، فقد أدى كل ذلك إلى تفريخ «جنرالات» عديدين في «قشلة» واحدة! فهل العلاج يكمن في تغيير «القائد» بمفرده، في الوقت الذي أصاب العطب كل أجزاء المحرك؟ ولأن «جنرالات» الكرة انتشروا وهيمنوا وفعلوا فعلاتهم كما شاؤوا بدون أن يعيروا أدنى اهتمام للمشاعر، وبدون أن تحركهم هواجس ترقب الغد وانتظار تقديم الحساب، فقد بنوا لأنفسهم جدارات الحصانة، ودروع الحماية، وتمركزوا وانغمسوا في عمق دواليب الجامعة، حتى أصبح من الصعب انتزاع المفاتيح من بين أياديهم! من هذا المنطلق وهذا التصور، يبدأ النقاش، وتتسع دائرة التساؤل.. هل سيرحل الجنرال ويحمل معه كل الرؤوس، أم أن نفس الوجوه ستظل حاضرة ومتمسكة بمناصبها الجامعية مع قدوم «السائق» الجديد؟ هل نحلم إذن بقدوم مرحلة جديدة بعد رحيل الجنرال حسني بنسليمان؟ سيكون الأمر صعبا، ويكفينا من المطر غيثه الأول.. فالتركيبة، وسنظل نردد ذلك دائما، تحمل من العلل أكثر من مجرد وجع في الرأس، والإصلاح يجب أن يشمل الحافلة بسائقها وبمحركها المعطوب في «دقة واحدة»، إذ ما معنى أن يرحل حسني بنسليمان وتستمر «الجنرالات» الأخرى ماسكة بكل الأمور؟ الخوف كل الخوف، أن تتضمن لائحة المرشح علي الفاسي الفهري للرئاسة ، والتي سيطرحها أمام الجمع العام القادم ليختار منها 15 عضوا جامعيا، كما ينص على ذلك القانون، نفس الأسماء ل «جنرالات» اتفقت كل الآراء على تحميلهم مسؤولية تردي واقع كرة القدم الوطنية! كل الاحتمالات واردة.. وعلي الفاسي الفهري يبدو المرشح الوحيد لمنصب الرئاسة.. وحتى تتقدم ترشيحات أخرى، وهو أمر مستبعد جدا، فالواقع أن كرة القدم ستظل رهينة خطاب التعيينات، بعيدا عن نهج الديمقراطية في انتخاب أجهزتها المسيرة. نحن أمام فرصة لإعادة الاعتبار للممارسة الديمقراطية.. وأمام الجمع العام القادم فرصة لوضع حد فاصل مع عهد الأزمة وإبعاد المتطفلين و.. كما جاء في الرسالة الملكية في المناظرة الوطنية:«ومن التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي، ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور ، واتخاذها مطية، من لدن بعض المتطفلين عليها، للارتزاق أو لأغراض شخصية ، إلا من رحم ربي من المسيرين ..»!