في أغرب صرعة لتكنولوجيا صناعة الإنسان الآلي، تمكن المعهد الوطني للعلوم و التكنولوجيا و الصناعة المتقدمة في اليابان من صنع فتاة روبوت وفق خصائص سوف لن يشك الحاضرون في الحفل الكبير الذي سيخصص لعرض أزياء المودا في مدينة طوكيو الشهر المقبل من مطابقتها التامة لخصائص الإنسان، حيث سيشاهدون بأم أعينهم قدرة هذا المولود التكنولوجي الجديد، الذي صمم وفق نموذج المرأة اليابانية، على التحدث، و الإبتسام، و الإنفعال غضبا أو فرحا، و القيام بحركات إنسانية، فضلا عن طريقة المشي التي تحفظ لها كامل التوازن و التماسك. هذا فعلا ما ستبرهن عليه، هذه الفتاة اليابانية الآلية، حيث ستقوم بافتتاح حفل عرض الأزياء، و ستعرض نفسها بدون ملابس، بطريقة أشبه بنموذج عارضات الأزياء المحترفات اللائي يكسبن ثقة و إعجاب جمهور حفلات عروض الأزياء. يبلغ طولها 1.58 سنتميتر وتزن 43 كلغ، ولها وجه، مستمدة ملامحه من الجمال التقليدي للمراة اليابانية. و حسب «شوخي كاخيت»، رئيس الفريق العلمي المكلف بالتطور التكنولوجي في اليابان، هذا الروبوت الجديد يميز الأصوات، و يقلد حركات الجسم الإنساني، الشئ الذي يعطي إمكانية استخدامه في صناعة التداريب، مشيرا إلى أن الروبوت هو نموذج متكامل في وظائفه، حيث تعبيراته مشمولة بالكلام و الغضب و الفرح...و كل ذلك يتم بفضل ثماني محركات مختفية وراء وجهه الجميل التي تستجيب لأوامر الإنسان. كما أن جسمه مشكل بمادة ألمنيوم سوداء، و بفضل ثلاثين محركا يستطيح تحريك يديه و رجليه و المشي بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يتوفر الروبوت الأنثوي على عينين أقل صغرا من عيني المرأة اليابانية، كما يذكر بشخصيات نسائية لقصص «مانغا» حسب تأكيد المروجين للمنتوج الجديد الذين قدموه في عرض خاص، قبل أسبوع، في إقليم «إيباراكا» شمال طوكيو، حيث نفوا ان يعرض الآن للبيع، و لكن النية قائمة في التخطيط لعرضه في الأسواق مستقبلا بثمن 200.000 دولار. إذن بهذا التطور في الصناعة التكنولوجية بدأ العالم يقترب من غرائب التكنولوجيا التي تبرهن كل مرة على خلقها للمفاجآت و تقريب الأساطير إلى الواقع الملموس. و لاغرابة فيما إذا أصبح السباق على أشده بين التكنولوجيا و الطب البشري من أجل الظفر بصناعة الإنسان الحقيقي، فالأخيرة بات عندها اليقين على صناعته ىبتقنية الإستنساخ بعد أن حققت التجربة في عالم الحيوان، لكن التكنولوجيا تحاول صناعته بعيدا عن علم الأجنة و علم الأحياء، و هذا هو التحدي الكبير الذي لا نعرف ما هي المفاجاءات التي سيبهر بها البشرية مستقبلا و التي لا شك ان آثارها ستكون قاتلة لمجالات ظلت سجينة أوهام تيوقراطية و يقينية و خرافية، فمجال العلوم و على رأسها التكنولوجيا المتطورة و علوم الطب و الأحياء و الهندسة الوراثية تنتصر في كل مرة بثوراتها التي مازالت مجتمعات عالم الجنوب غير عابئة بقيمة منجزاتها و اكتشافاتها.