قال جمال أغماني:إن المغرب،اليوم وغدا،في حاجة إلى العديد من الأطرالتقنية المتخصصة والطاقات البشرية المؤهلة في القطاعات الصناعية الجديدة التي باشرها المغرب من خلال أوراش مفتوحة، وخاصة في صناعة السيارات وصناعة الطيران والصناعة الغذائية والصناعة الإلكترونية،حيث من المتوقع أن تخلق هذه القطاعات وغيرها حوالي200ألف منصب شغل في أفق2015. جاء هذا في العرض التقني الذي ألقاه عضو المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي ووزيرالتشغيل والتكوين المهني،بمدرج المدرسة العليا للتكنولوجيا،مساء يوم الأربعاء المنصرم ،تحت عنوان»المغرب :المكتسبات والتحديات الراهنة»،وذلك بدعوة من الشبيبة الإتحادية بأكَادير،حيث تناول فيه عدة قضايا راهنة التي يعيشها المغرب سواء علىمستوى التشغيل أوالتكوين أوالتنافسية الدولية أوالحماية الإجتماعية أومسألة تأهيل الموارد البشرية للنهوض اليوم وغدا بإقلاع اقتصادي في شتىالمجالات.... وأضاف أغماني،بعد أن تطرق بتفصيل إلى أهم المكتسبات التي تحققت في المغرب منذ عشرسنوات،أن المغرب،وحسب المؤشرات الإقتصادية ، في حاجة إلى العديد من الأطرالتقنية والطاقات البشرية المؤهلة في القطاعات الصناعية الجديدة،وكذا في القطاعات التقليدية،ذلك أنه من المتوقع أن يحدث قطاع السيارات في أفق2015،حوالي70ألف منصب شغل،وقطاع السيارات15ألف منصب شغل،والصناعية الغذائية بالأقطاب الخمسة التي ستنشأ بمكناس والغرب وسوس حوالي 24ألف منصب شغل وقطاع النسيج 31ألف منصب شغل. لكن أكبرتحد سيواجه المغرب،ضمن التحديات الكبرى التي تحدث عنها أغماني،هوالعنصرالبشري الكفء الملائم مع حاجيات سوق الشغل الجديدة،مما يتطلب منذ الآن،وقد شرعت وزارة التشغيل ضمن المخطط الحكومي/المميثاق الوطني للإقلاع الصناعي،ورصدت غلافا ماليا مهما، تكوين حوالي220ألف شاب وشابة من خريجي المعاهد والمؤسسات الجامعية،لتوفيرحاجيات المغرب من الموارد البشرية من تقنيين ومهندسين ومسيرين في الجيل الجديد من القطاعات الصناعية الجديدة،هذا فضلاعن خلق شعب جديدة تتماشى مع سوق الشغل بالمعاهد الجامعات بكل القطاعات الإقتصادية الحيوية،حيث أعطى نموذجا بالتكوين في الصناعة الغذائية التي من المرتقب أن تخلق بصددها من 8 إلى 10شعب. وبرروزيرالتشغيل والتكوين المهني مسألة الحاجة الماسة إلى موارد بشرية ذات كفاءة عالية وتخصص في القطاعات المرتقبة،وخاصة في التقنيين والمستخدميين المتخصصين والمسيرين،هوأن المغرب في سنة2008،رخص لحوالي4000أجنبي للعمل بالمغرب لسد الخصاص الذي تعاني منه عدة قطاعات من أطرمتخصصة في الجيل الجديد من القطاعات الصناعية الحيوية ببلادنا،وذلك من أجل جعل المغرب مؤهلا للتنافسية الإنتاجية بما تستدعيه هذه الأخيرة من جودة عالية في السوق،حتى يكون للمغرب حضورقوي في الأسواق العالمية،الأمرالذي يتطلب الرفع من جودة المنتوج الرهينة طبعا بتوفرأطرمتخصصة وموارد بشرية في مستوىعال من التكوين والتخصص. وفي حديثه عن الحماية الإجتماعية والقرارت الجديدة التي اتخذتها وزارة التشغيل،بشأن الأجراء غيرالمصرح بهم من طرف المشغل لدى الضمان الإجتماعي،ونتائج تأهيل الموارد البشرية عبرتعزيزمسلسل الإلتقائية،ذكرأن الوزارة وجدت أن 90ألف أجير،كان يصرح المشغلون بصددهم فقط بمبلغ500درهم،لكن بتدخل الوزارة أصبح في ظرف ثلاثة حوالي45 ألف أجيرمن أصل90ألف،تم التصريح بهم لدى الضمان الإجتماعي بمبلغ1300درهم عوض500درهم. كما أن الوزارة،يقول الوزيرقامت،ولأول مرة،بإقرارالتعويضات العائلية لفائدة عمال والضيعات الفلاحية الذين كانوا محرومين من هذه التعويضات بدون وجه حق من قبل المشغلين،فضلا عن قرارات أخرى سيقبل عليها المغرب في القريب العاجل،وهي مشاريع في طورالإنجاز،نذكرمنها على الخصوص إقرارتغطية صحية كاملة لكافة الأجراء،وتوسيع سلة العلاجات بالنسبة لأجراء القطاع الخاص،والتغطية الصحية للطلبة الجامعيين،والتعويض عن فقدان الشغل لمدة6أشهر، وستكون الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل مكلفة بمصاحبة الأجيرإلى أن يعود إلىالعمل. وفي نهاية عرضه التقني المتنوع والمغري بالمتابعة،ختم أغماني محاضرته المعززة بالأرقام والمؤشرات،أن المغرب قطع عدة أشواط مهمة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان كمكتسبات سياسية،وكذا حقق عدة إنجازات في قطاعات اقتصادية حيوية،ووضع مخططات للسياحةوالفلاحة والصناعة،لكن في حاجة إلى تعزيزالتكوين والتخصص بالنسبة للشباب/جيل الغد.وقال:«إن مغرب الغد لن يكون هومغرب اليوم»مستلهماهذه الكلام من قولة زعيم الإتحاد الإشتراكي الفقيد عبدالرحيم بوعبيد:»إن مغرب اليوم ليس هومغرب الأمس»