ربط عبد الواحد الراضي، في تجمع جماهيري حاشد بمدينة عين بني مطهر، بين تحمل المسؤولية الحكومية واستمرار الإصلاحات، قائلا: «سنستمر في تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام من أجل جيل جديد من الإصلاحات». وشدد الراضي، والذي قاد قافلة «الشهيد عمر بنجلون» من وجدة إلى مسقط رأس الشهيد صبيحة يوم السبت الماضي، بحضور وفد هام من المكتب السياسي محمد محب، عبد الحميد الجماهري، فاطمة بلمودن، ثورية ماجدولين. وأعضاء المجلس الوطني والفريق الحكومي جمال أغماني، رضا الشامي، على أن الاتحاد اليوم يخوض معركة شرسة ضد «الفساد الانتخابي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي»، مؤكدا على أن الانتخابات القادمة «ستلعب فيها معركة الأخلاق دورا كبيرا». وقال عبد الواحد الراضي، في معرض حديث صريح عن أوضاع الاتحاد الاشتراكي «إن الثقة هي الرأسمال الحقيقي في العمل السياسي» وإن «الوحدة هي التي تصنع الثقة». كما وجه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رسالة إلى الشعب الجزائري، وهو يتوجه إلى أبناء المنطقة المحاذية للحدود الجزائرية عندما قال: «لقد امتزجت دماء آباؤكم وأجدادكم بالدماء الجزائرية دفاعا عن الجزائر نفسها»، وقال أيضا إن «الدماء المغربية الجزائرية اختلطت عائليا كذلك»، مؤكدا على البعد المغاربي لهذه المنطقة، وأنه «طال الزمن أو قصر فلابد أن ينتصر المغرب العربي». ودعا عبد الواحد الراضي إلى «استعادة الدور الاتحادي في تدبير المدن والحواضر والبوادي التي كان يدير شؤونها»، ملحا على دور الوحدة والتعالي الأخلاقي عن الخصومات والذاتيات. أما عبد القادر بوشخاشخ الكاتب الجهوي للحزب بوجدة، فقد أشار إلى الدلالات التاريخية التي حملها الاحتفال بالذكرى الخمسينية لتأسيس الحركة الاتحادية بالمنطقة الشرقية وبالضبط بمدينة عين بني مطهر، مسقط رأس الشهيد عمر بنجلون الذي ساهم بالغالي والنفيس في سبيل تأسيس الحركة الاتحادية ووضع اللبنات الأولى لاستراتيجية النضال الديموقراطي... ومن جهته فقد عبر السهلي بونوة، كاتب فرع عين بني مطهر، في تجمع جماهيري حاشد حضره المنتخبون وأعيان القبائل إلى جانب عدد كبير من أبناء البلدة الصامدة، عن اعتزازهم بالزيارة التاريخية للقيادة السياسية للاتحاد الاشتراكي والتي اختارت تخليد ذكرى تأسيس الحركة الاتحادية بمسقط رأس عمر بنجلون، مساهمة منها في رد الاعتبار «لهاته المنطقة الحدودية المهمشة التي ناضلت ومازالت تناضل من أجل دولة المؤسسات وبناء المشروع المجتمعي الحداثي...» وقد ذكر بونوة بالاختلالات والمشاكل التي تتخبط فيها المدينة على جميع المستويات: السياسية، الاقتصادية والاجتماعية... داعيا الجميع إلى المساهمة في بناء الديموقراطية المحلية الصادقة والاقتصاد المحلي المتضامن والنسيج الاجتماعي المتماسك... كما أشاد بالدور الفعال الذي تلعبه المرأة بعين بني مطهر والمجهودات التي تبذلها للنهوض بالعمل التنموية، من خلال انخراطها وقيادتها للجمعيات النسوية، وفي هذا الإطار قال كاتب فرع عين بني مطهر: «إننا نعتبر تمثيل العنصر النسوي في الاستحقاقات المقبلة اعترافا لمجهوداتها على الصعيد الوطني». وبهذه المناسبة قدم المناضلون محمد حرفي، عبد الرحمان متوكل، واحمد دادسي شهادات في حق الشهيد عمر بنجلون، والذين ربطتهم معه علاقات الصداقة والنضال الديموقراطي... وكانت قافلة الشهيد عمر بنجلون، والتي نظمتها الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بوجدة تخليدا للذكرى الخمسينية لتأسيس الحركة الاتحادية، قد انطلقت من مدينة وجدة صباح يوم السبت الماضي في اتجاه عين بني مطهر بقيادة الكاتب الأول للحزب، وحضور أعضاء من المكتب السياسي والمجلس الوطني والفريق الحكومي، زيادة على أعضاء الكتابة الجهوية والكتابات الإقليمية (وجدة، الناظور، بركان، تاوريرت وفجيج) وممثلين عن بعض الأحزاب وعدد كبيرة من المناضلات والمناضلين الاتحاديين والمتعاطفين. وقد توقفت القافلة بجماعة «سيدي موسى لمهاية»، إذ حظي الوفد بحفل استقبال أقامه عبد العزيز رابحي رئيس الجماعة وحضره عدد من أعيانها ومنتخبيها. ثم عرجت القافلة على مدينة جرادة حيث كان لقاء مناضلي المدينة المنجمية مع القيادة الحزبية حماسيا. وبعد ذلك انطلقت القافلة صوب عين بني مطهر حيث وجدت في استقبالها مناضلات ومناضلي إقليم جرادة ، وكانت أولى الزيارات لمؤسسة «عبد الواحد المراكشي» العتيقة، المدرسة التي تلقى فيها الشهيد عمر بنجلون تعليمه الأولي، كما زار الوفد منزل الشهيد حيث رأى النور لأول مرة...