زار الجريدة السيد نصر الدين البكاي لهبيل، نجل المرحوم البكاي، أول من تولى شؤون الوزارة الأولى في حكومة مغرب ما بعد الاستقلال. ووافانا بتوضيح يتعلق بحوار أجراه معه الأخ أبو سعد الرميلي. وفي ما يلي نص التوضيح كما توصلنا به: «بعد السلام والتحية، أود أن أتقدم لكم بشكري الجزيل وامتناني، على اهتمامكم بنشر الحوار الذي أجراه معي السيد أبو سعد الرميلي، وذلك بتاريخ 16/15 يناير 2009. غير أنه لدي الكثير من التحفظ على الطريقة التي نسج بها الحوار، خاصة وان السيد الرميلي حاورني باللهجة العامية، نظرا لعدم اتقاني للغة العربية الفصحى. لذلك كان المجال مفتوحا امامه لإعادة الصياغة، ومن ثم تأويل بعض التصريحات وبأسلوب غير دقيق. هذا وقد تضمنت مقدمة الحوار أوصافا غير لائقة عن شخصية المرحوم البكاي. لا أقول هذا دفاعا عن البكاي وإنما من باب الانصاف فحسب. ذلك ألتمس من جريدتكم الموقرة نشر هذا الرد توضيحا للقراء. - أولا: وصف السيد الرملي، شخصية البكاي بالشخصية المركبة ولا أعرف ما المقصود بالعبارة، ولا أفهم الداعي لهذا الوصف، ان كانت شخصية البكاي طبعت عند المغاربة بالوضوح والشفافية. - ثانيا: اسند الرميلي دعوة السلطان محمد بن يوسف المغاربة ابان الاربعينات عبر المساجد الى مساعدة الفرنسيين في حربهم ضد الالمان ،أسندها الى عائلة البكاي قائلا: «حسب العائلة» وكأنها من تلفيقها وتأليفها وليست أمرا ملكيا صدر حينئذ من لدن السلطان محمد بن يوسف. - ثالثا: بدا السيد الرميلي وكأنه يبني استنتاجا في غير محله، حيث قال: «البكاي بهذا المعنى لم يكن عميلا او مرتزقا ولا وطنيا». وهنا أتساءل ان لم يكن البكاي لا وطنيا ولا حتى مرتزقا فماذا يكون اذن سوى نكرة حسب رأي السيد الرميلي. وهذا ما يعتبر تجريحا وتجاوزا لحدود اللياقة وامرا منافيا للموضوعية واللالتزام بأخلاقيات الصحافة. اما بخصوص تصريحاتي في الحوار فقد تم اضافة بعض الاقوال التي لم أدل بها نهائيا من طرف السيد الرميلي. ومنها عندما أجبت عن سؤال في الحلقة الاولى من الحوار يتعلق بموقف العائلة من الاتهامات التي صدرت من طرف إحدى الصحف حول شخصية البكاي. فكان جوابي أننا لم نكن بحاجة الى رد بعد رد المغفور له محمد الخامس. كما أننا لسنا في حاجة الى المطالبة بأي تعويض كيفما كان نوعه حتى لا يقال أننا نسعى الى الاغتناء. لكنني لم أقل أن لدينا ما يكفينا من ثروة ورثناها عن والدنا بل قلت عن اجدادنا، فوالدي رحمه الله لم يكن يملك سوى راتبه الشهري. هذا وفي جوابي عن آخر سؤال في الحلقة الاولى عندما قلت بأن البكاي رحمه الله ضحى بذاته من أجل عودة السلطان محمد بن يوسف الى عرشه، قلت أنه خاض أعنف حرب ضد النازيين عند احتلالهم لفرنسا ولم أقل لباريس كما جاء في الحوار. كما أنني لم أصرح قط بالجملة التي اضافها الرميلي على لساني وهي كالتالي: «وقاومهم اعنف مقاومة ومعه محاربون مغاربة حتى خرج النازيون مدحورين وعادوا يجرون اذيال الخيبة». وفيما يتعلق بجوابي عن ثاني سؤال في الحلقة الثانية وتحديدا في الشطر الثاني، لم يذكر السيد الرميلي إشارتي الى جريدة Democracieالصادرة بالفرنسية والتابعة لحزب الشورى والاستقلال عندما تحدثت عن الموقف المعتدل الذي كان ينهجه حزب الشورى والاستقلال اتجاه الاقامة العامة من خلال خطابه عبر جريدته «الرأي العام». وفي حديثي عن الاحرار من الفرنسيين الذين ساندوا البكاي رحمه الله، خلال مفاوضاته مع فرنسا، ذكرت أحد هؤلاء وهو Jean Vedrine الذي كان مديرا تجاريا بإحدى شركات العطور ولم يكن عضوا في البرلمان الفرنسي كما ذكر السيد الرميلي».