ترأس الوزير الأول السيد عباس الفاسي، اليوم الأربعاء بالرباط، حفل إطلاق اسم الفقيد عبد الهادي بوطالب على قاعة الاجتماعات بإدارة صناديق العمل التابعة لوزارة التشغيل والتكوين المهني. وتأتي هذه المبادرة تكريما للراحل الذي شغل منصب أول وزير للشغل والشؤون الاجتماعية سنة 1955 في الحكومة التي ترأسها المرحوم امبارك البكاي. وفي كلمة بالمناسبة، استعرض السيد عباس الفاسي جوانب من مسيرة الراحل الفكرية والعلمية الذي أطلع المغاربة من خلال مذكراته على تاريخ المغرب مبرزا في الوقت ذاته ما قدمه الراحل من عطاءات في مجال الصحافة إذ كان يكتب في جميع الصحف الحزبية منها والمستقلة ويمقت الحزبية الضيقة. وأكد الوزير الأول أن الراحل كان أستاذا للأجيال وبارعا في تفسير القرآن الكريم موضحا أن تفسير الكتاب المقدس لا يتأتى إلا للعلماء وللنوابغ. وتطرق السيد الفاسي من جهة أخرى للدور الذي قام به الراحل من أجل حصول المغرب على الاستقلال من خلال حضوره مفاوضات إيكس ليبان مشيرا إلى انه كان من بين القياديين الذين ناضلوا بالقلم والتنظيم أيضا، ووطنيا، ورجل سياسة، حيث كان من مؤسسي حزب الشورى والاستقلال. وأبرز أن الفقيد كان رجل دولة بالمعنى السامي للكلمة، إذ تقلد العديد من المسؤوليات الوزارية منذ أول حكومة وطنية بعد الاستقلال، وفي قطاعات أساسية كالخارجية والقضاء والتعليم. ودعا الوزير الأول، خلال هذا اللقاء الذي حضره وزراء شغل سابقين، عائلة الفقيد إلى إيلاء مذكرات الفقيد ما تستحقه من رعاية مشددا على ضرورة تكريم الراحل بمبادرات أخرى. ومن جانبه، أشاد وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، بالمسار المهني والنضالي الحافل للفقيد عبد الهادي بوطالب. وفي كلمة ألقيت باسم عائلة الفقيد تمت الإشادة بهذه المبادرة والتعبير عن الاعتزاز باستقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء بالقصر الملكي بتطوان، للسيدين مجيد وسعد بوطالب ، نجلي الراحل اللذين جاءا لتقديم تعازيهما لجلالة الملك في وفاة الفقيد. وتم خلال هذا اللقاء عرض صور فوتوغرافية تؤرخ للمحطات البارزة التي ميزت حياة الراحل عبد الهادي بوطالب. وتضم القاعة التي أطلق عليها اسم الفقيد عبد الهادي بوطالب مقر مركز التوثيق والإعلام لإدارة صناديق العمل الذي ساهم في تأطير عدة بحوث جامعية لنيل شهادة الماستر في القانون الاجتماعي وذلك بتعاون مع كلية الحقوق أكدال بالرباط . كما تضم هذه القاعة، التي كلف تجهيزها حوالي 800 ألف درهم ، أكثر من 1000 كتاب في مجالات متعددة وهي مجهزة بجميع الوسائل السمعية والبصرية الضرورية.