إن أهم مايجب أن يتحقق للأطفال المغاربة هو ترسيخ الحق في التربية والترفيه و مشاركتهم الفرحة بشكل مباشر حول مختلف القضايا التي تههمم وتجاوزالصعوبات التي تعترضهم، بالإضافة إلى ضمان الحق في الرعاية الصحية والتعليم والحماية من جميع أشكال سوء المعاملة .هذا ما يجب ان تختزله أهم المكتسبات المسجلة في مجال التربية والتخييم والتي يحق لكل المتدخلين أن يعتز بها وبالجهود الجبارة التي بذلها قطاع الشباب والرياضة في هذا المجال وهاجسه الأكبر كسب رهان بناء «مغرب جدير بأطفاله» وتتجلى أهمية هذه المكتسبات في كون المخيم اصبح مدرسة للتربية على الديموقراطية وروح المواطنة والسلم والتسامح وهكذا، فقد اصبحت هذه المؤسسة كفضاء للتنشئة الاجتماعية منذ تأسيسها فضاء لإسماع صوت الطفل وإشراكه في معالجة مختلف القضايا التي تهمه، مما جعل القطاع يراكم تجربة ناجحة في مجال التنشئة الاجتماعية والالتزام بحقوق الإنسان وترسيخ الوعي بفضائل الحوار والتعايش والتشبع بثقافة الانفتاح والتسامح إنها تجربة في مدرسة الحياة اليومية تمكن من التعرف على نمو الأطفال ومعاشرتهم عن كثب لتلبية الحاجيات على مستوى الفرد و الجماعة من خلال الورشات الابداعية والبرامج الوطنية التي تتناول مختلف الاشكاليات المرتبطة بمجال الطفولة والشباب . لكن بتباين الخطابات الراهنة والتوجهات المضطربة في عمل اللجنة ظاهريا تجعل من صعوبة المرحلة امرا لا يخدم الطفولة ولا سيما احضار الحساسيات السياسية التي تبقى معطى رئيسيا على حساب الطفولة ،ويضرب في العمق مكسبا هاما لها ، لذا يجب استحضار قضايا واهتمامات الأطفال ومشاغلهم. والوفاء بالالتزمات وملاءمة القوانين والتشريعات الوطنية مع الاطار الذي يربط القطاع بالمتدخلين من خلال اللقاءات الوطنية السابقة المرتبطة بتتويج يشرف المنظومة التربوية في سياق يحدم المصالح التربوية قبل المصالخ الشخصانية . المرحلة الحالية تتطلب من الشركاء الانخراط في المبادرة الوطنية للطفولة والشباب انطلاقا من الديناميكية التي يعرفها المجتمع مع انتشار ظواهر الاستغلال والعنف والانحراف، لذا يجب العمل على تفغيل سياسة القرب بتوفير الاليات والموارد المادية والبشرية واعتماد معايير الجودة وفتح تكافؤ الفرص لكافة المتدخلين ونبذ الانانية والتغني بالتاريخ،لأنه ملك مشترك لكافة المواطنين .وبما ان السياسات الحالية تعتمد على الجهوية، فإن اجرأة الخطة الجهوية للمنظومة التخييمية واعادة الاعتبار للعمل المباشر سيكون دعامة اساسية للنهوض بقطاع التخييم بحكم الممارسات اليومية مع الشباب والطفولة بالمؤسسات المهتمة والاهتمام بالتراتبية في دراسة مؤشرات النجاح والفشل ومدى تاثيرها على الطفولة عوض التغني على مزامير ماضاوية اثبتت السنين ان البعض كان خارج السرب ويتدخل من اجل المزايدات وتحقيق مصالح شخصية في غياب مشاركة فاعلة ميدانيا . المحطة المقبلة تقتضي الالترام بالاستمرارية لروح التعبئة والتشاور في كل المراحل وضرورة الدعم الاخلاقي لحماية المنظومة التربوية وتعزيزها، لأن الاطفال هم الاكثر فئة هشاشة ويتعرضون لمختلف اشكال الاستغلال والتعاطي للمخدرات واستغلالهم في التشغيل بصفة وقحة :الخادمات- يشتغلون ويشتغلون، ان الطريق لا زال طويلا وازالة العراقيل التي تعيق النهوض بالطفولة من أجل توفير حياة كريمة لها اصبح ضرورة ملحة اكثر من ذي قبل.