مهنتي هي أن أحبك. وطريقتي الوحيدة في هذه الحياة لكي أحيى، هي أن أحبك. وطريقتي الوحيدة في هذه الحياة لكي أموت، هي أن أحبك. وعندما أحبك، لا أكتب، بل أقاتل وأصمد وألعن الإنهيارات والسفلة. لا أعرف تناقضا كبيرا للحياة سوى أن تجمعك، أنت والغشاشين والجلادين والقتلة والمرتشين فوق نفس الأرض وتحت نفس السماء. تفاهمت مع الغربة لكي أكون عصفورا في سرب عواطفك. تفاهمت مع الحزن لكي أكون نظرتك إلى الأفق في مساء ممطر. تفاهمت مع الوحشة لكي أكون نبتة صغيرة على نهرك الطويل أو تحت أقدامك العارية.. تفاهمت مع اليأس لكي أكون دمعة عالقة بهدبك أوتحمليني في قلبك. أحلم بوجهك نائمة فأفكر في ابتكار نوم بضفتين، بين ذراعيك. أتيه عمدا في النوم من أجل أن أصل الطريق المفضلة لقدميك. أحلم بك، فتأتيني الأنهار متدحرجة كضحكة من بلور. يغمرني ضوء كثيف حتى أني أرى أخطائي. عندما تنظرين إلي خاطفة وأعلق دائما، بخيوط من عطر إلى مشيتك وأنت ذاهبة، وأدمدم كالريح وهي تحيي الأعشاب الزرقاء. حولك: أحبك أحبك فتنفتح أمامي مسافة سعيدة من الشمس... ليست الكآبة مأهولة بي فقط، بل أنا قصبها الذي يرتجف كلما ابتعدت أكثر، ولا أجد فعلا مبررا لكي تظل كل الأشجار بعيدة عن غرفتك ولا العصافير صامتة في غاباتك ولا حتى سببا كافيا لكي لا تتبعك الحضارة إلى محلات بيع العطور.. > > > البارحة بات الشاعر في العراء، بعد أن أغلقت قلبها، ونامت سعيدة. لم تطلب منه أن يحمل معه كل الرسائل القصيرة، وحالات الطمأنينة السريعة. هو الذي فهم ذلك وجمع كل ما كتبه من رسائل، وجمع بعض العواطف من زوايا القلب، وحرص على أن ينظف المكان جيدا. فهو اعتاد أن يترك ما وراءه نظيفا، حفاظا على سمعته. وللمزيد من الحرص، أغلق النوافذ وخرج إلى العراء. أحس ببرد شديد كما لو أن عموده الفقري ماسورة مياه في يوم ثلج. العالم خارج قلبها بارد، بارد جدا. أنا الآن أريد أن أكتب لك رسالة عاشق عصري. سأحاول إقناع مدير البنك بأن يقرضني فعلا ثمن تذكرة إلى باريس، وثمن ليلة واحدة في غرفة بفندق قريب من تور إيفيل، لكي أستيقظ، لأنني أتوقع بأنني سأصل ليلا، في اليوم الموالي، وأذهب لكتابة اسمك على قدم البرج. لبرج عال للغاية كما سأعرفه. وسأقضي النهار كله في كتابة اسمك. إذا أسعفني الحظ، بطبيعة الحال، سأتصل بك من هناك. فنحن لن نذهب سويا كما يكون رجال ميسورون قادرين على ذلك. أنا سأذهب الى باريس وحدي، وأنت ستقيمين هنا، وسأصف لك ما أفعله، إذا أسعفني الحظ. ليس من المؤكد أن ذلك سيحصل، لكني أريد أن أشعرك بأني أحبك وأنني أحلم بباريس من أجلك. ومن أجل اسمك. فلست مثل الرومانسيين القدامى، الذين جاؤوا قبل الطائرات، لن أعدك بالقمر، أو أعدك بالدنيا كلها، وفي الأخير نختصم بسبب ليلة سيئة، ومظلمة وباردة فوق كل الحساب. سأحلم لك بباريس، وسنخطط، العمر كله ربما، لكي نحقق هذا الحب، بالقرب من سيقان حديدية للسيد إيفيل الفرنسي. ولأن سان فالنتان يخلد هذه السنة في أيام الفيضانات، فإنني سأغرق في نهر السين، من أجلك وأنبت في سبو. ذلك أفضل لكي أعود مع الربيع ...