كان الجمهور الودادي كعادته حاضراً بالمركب الشرفي لكرة القدم بوجدة، لمؤازرة فريقه الأحمر الذي خاض اللقاء المؤجل برسم الدورة 14 من بطولة المجموعة الوطنية الأولى النخبة، أمام ممثل الشرق المولودية الوجدية، والذي آلت نتيجته لصالح الفريق البيضاوي، (القلعة الحمراء) بهدف نظيف من توقيع المهاجم مصطفى بيضوضان في الجولة الأولى من المباراة. وقد ساهم جمهور الوداد العريض، الذي ملأ مساحة بالمدرجات المغطاة لمركب وجدة، وفاق عدده (450) متفرجا، ساهم في صنع فوز فريقه من خلال المساندة القوية والحضور المتميز، بترديد شعارات وأناشيد طيلة المباراة. هذا الجمهور الذي رحل لمدينة وجدة شَدَّ الرحال لشرق المغرب عبر مرحلتين، المرحلة الأولى انطلقت ليلة الخميس عبر القطار، حيث وصل الفوج الأول صباح الجمعة.. ونزلت مجموعات منه بأحد الفنادق البسيطة، حيث أدى معظمهم، كواجب للمبيت، حوالي 30,00 درهما، فيما حل الآخرون ببعض الفنادق المتوسطة. وقد حضر الوفد الأول تداريب فريق الوداد ليوم الجمعة، مثلما هي عادته بمركب بن جلون بالدارالبيضاء، حبا لناديهم الأحمر، ومعرفة الجديد مع المتابعة اليومية للأخبار. أما الفوج الثاني فقد وصل صباح السبت عبر القطار الذي انطلق في اتجاه وجدة من مدينة الدارالبيضاء في حدود العاشرة والنصف ليلا، حيث حل بها في حدود الساعة العاشرة صباحاً، منهم من اتجه مباشرة، بعد أخذ وجبة الفطور، للفندق الذي يقيم به فريق الوداد البيضاوي، ومنهم من اتجه مباشرة للمركب الشرفي للحضور باكراً قصد حجز مكانه تجنباً للاصطدامات والازدحام. وقد عانت الجماهير الودادية من قساوةالطقس، حيث سجل معدل الحرارة ليومي الجمعة والسبت 8 درجات بكل مناطق شرق المملكة. أدى الجمهور الودادي دوره كما يجب، وسجل حضوراً متميزاً، لفت إليه أنظار الجماهير الوجدية الى جانب، طبعا، الجمهور المحلي الذي كان بدوره رائعاً، وأبدى ارتياحه لمستوى وعطاءات الفريقين اللذين قدما عرضاً جيداً دون الحديث عن النتيجة تحت إشراف الإطارين الوطنيين بادو الزاكي وقرقاش.. بعد نهاية اللقاء انطلقت معاناة الجماهير الودادية، هناك من توجه لمحطة الحافلات، وآخرون توجهوا لمحطة القطار. وقد تمكنت مجموعات من حجز أماكنها على متن القطار، وبعض الحافلات، لكن مجموعات أخرى لم تغادر وجدة إلا في حدود الساعة الواحدة و 15 دقيقة صباحا عبر إحدى الحافلات التي توجهت لمدينة فاس، بطلب من مسؤولين أمنيين - مشكورين على ما قاموا به - تجاه مجموعة من الشبان الذين لم يتمكنوا من حجز تذاكرهم لعدم وجود المصاريف الكافية، وذلك بإعطاء تعليمات لأحد سائقي إحدى الحافلات للتوجه حالا لفاس. أيضا تدخل ضابط أمني وقائد مقاطعة حضرية تابعة لمحطة وجدة الخاصة للمسافرين عبر الحافلات. هذه المجموعة وصلت لمدينة الدارالبيضاء في حدود الساعة الثالثة بعد ظهر أول أمس الأحد ومتكونة من ممثلي جماهير وعشاق الوداد لمنطقة الحي المحمدي / حي عادل بواسطة هشام وعمر ويوسف من أناسي ومجموعة من عين الشق وآخرين من حي الألفة، وجوادي ... وحسب هؤلاء، فقد ظلت مجموعة أخرى بمدينة وجدة لغاية يوم الاثنين، نظراً لعدم تمكنها من وسيلة نقل... ومن خلال الحديث مع هذه المجموعة، التي صرحت للجريدة، أنها مهووسة بحبها وعشقها لفريق الوداد، وهي جد ملتزمة بمساندتها للنادي الأحمر حتى ولو سافرت للعيون وأكادير وتطوان ومراكش وآسفي، كما أوضح هشام وعمر ويوسف على أن تعب الرحلات وعدم الإمكانيات لا يهمهم أمام الوداد، إلا أنهم متذمرون من عدم حضور مسؤولي الفريق ومساندتهم خارج الدارالبيضاء، كما سجل ذلك بالمركب الشرفي بوجدة. فقد حضر مع الفريق المدرب بادو الزاكي والدكتور العبار، رشيد الداودي المدرب المساعد، الدولي السابق مجاهد، وباقي الطاقم التقني. فتحية لجمهور الوداد الذي يؤازر فريقه في السراء والضراء، داخل وخارج قواعده، رغم المعاناة وقلة الإمكانيات، إن لم نقل انعدامها، ويبقى على مسؤولي الوداد الوقوف لإعادة النظر في التعامل مع هذه الشريحة من الجمهور الودادي الحقيقي الذي لا يبخل على فريقه، وذلك بتشكيل لجنة من الجمعيات والمنخرطين لدعم هؤلاء حتى يتسنى لهم متابعة ومساندة ناديهم الوداد.