يقدم البرنامج التلفزيوني المغربي الجديد « الشاهد » لأول مرة في تاريخ التلفزيون بالمغرب، متابعة وثائقية بالصوت والصورة حول الشهيد المغربي الكبير المهدي بنبركة. وذلك من خلال استضافة إبنه البشير بنبركة، الذي سيرسم بالصوت والصورة سيرة حياة عريس الشهداء المغاربة على مدى حلقتين، بمشاركة الزميل الصحفي المتخصص في رسم ملامح تاريخ الشهيد، الزميل عبد اللطيف جبرو. وسيبث البرنامج يومي الثلاثاء 3 و 10 فبراير 2009 ابتداء من العاشرة وخمس وأربعين دقيقة ليلا ( 45 h 22 ) على القناة الأولى. وسيستعرض البرنامج حياة ونضال المهدي بنبركة كزعيم وطني قبل الاستقلال وبعده. أي منذ ولادته بالرباط سنة 1920 وحياته وسط أسرته المتواضعة بأحد أحياء الرباط العتيقة وينقلنا البرنامج في جولة بأزقة المدينة القديمة للتعريف بالمراحل التي قطعها المهدي بنبركة في دراسته بمدرسة لعلو الابتدائية وكوليج مولاي يوسف في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين تم انتقاله بعد ذلك للدراسة بكلية العلوم بالجزائر في بداية الأربعينيات مع الحديث عن الأجواء السياسية التي كانت سائدة آنذاك في المغرب وفرنسا التي كانت تحت الاحتلال النازي. ويستعرض البرنامج ظروف التحاق المهدي بنبركة للتدريس بليسي كورو بالرباط ) ثانوية الحسن الثاني حاليا ( . وكيف تم اختياره من طرف الملك محمد الخامس لتدريس الأمير مولاي الحسن علوم الرياضيات بالمعهد الملكي خلال هذه المراحل كان المهدي بنبركة يشتغل بدون كلل وهو لا يزال شابا في بناء الحركة الوطنية وتأسيس حزب وطني. وبعد الإعلان عن تأسيس حزب الاستقلال وتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى المقيم العام كان من أصغر الموقعين عليها سنا حيث أدى به ذلك مباشرة إلى الاعتقال بسجن لعلو حيث حملته السلطات الاستعمارية مسؤولية الأحداث التي وقعت بالرباط في يناير 1944 وبعد الإعلان عن تقديم الوثيقة وبصفته مديرا لحزب الاستقلال كان ينسق جميع الخطوات النضالية للحزب مع الملك محمد الخامس وكانت اتصالاته بالقصر الملكي تتم بطريقة سرية ومن خلال بعض العاملين بالقصر. ونتيجة نضاله الوطني قامت الإقامة العامة بنفيه مع مجموعة من المسؤولين بحزب الاستقلال إلى منطقة تافيلالت بالجنوب المغربي وبعدها باغيالونكردوس حيث نفي أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب من طرف المقيم العام الجنرال كيوم . وقد فرضت عليه الإقامة الإجبارية في المنفى لمدة أربع سنوات1951 ? 1954 مر فيها المغرب من مخاض عسير أدى إلى نفي محمد الخامس والعائلة الملكية ) غشت 1953 ( وماثلا ذلك من نضال الشعب المغربي وكفاحه من أجل عودة الملك. وبعد تولي منديس فرانس سدة الحكم تغيرت سياسة فرنسا الاستعمارية حيث تم الإفراج عن المهدي بنبركة ورفاقه وشارك بعد ذلك في سنة 1955 في محادثات ايكس لبيان ضمن وفد حزب الاستقلال كما أشرف ونظم الاحتفالات والتظاهرات التي واكبت عودة محمد الخامس إلى المغرب يوم 16 نونبر 1955 من المنفى كما واكب توقيع وثيقة الاستقلال بباريس ووثيقة الاستقلال بمدريد. ومباشرة بعد الاستقلال تم اختيار المهدي بنبركة من طرف محمد الخامس في نونبر 1956 ليكون مسؤولا عن المجلس الوطني الاستشاري وهو أول نواة برلمانية في المغرب الحديث. إلا أن الصراع داخل أجنحة حزب الاستقلال أدى بالمهدي بنبركة تحت تأثير شباب الحزب إلى تأسيس الجامعات المستقلة لحزب الاستقلال التي تحولت في النهاية إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. وبعد عدة أحداث وطنية طبعها التوثر غادر المهدي بنبركة المغرب في شتنبر 1959 ثم عاد إليه في ماي 1962 وفاز في ماي 1963 بمقعد برلماني في أول مجلس نيابي منتخب عن دائرة يعقوب المنصور بالرباط. ولكنه عاد مرة إلى مغادرة المغرب في يونيو 1963 من أجل مواصلة الإعداد لمؤتمر القارات الثلاث بها فانا ) كوبا ( المزمع عقده في يناير 1966 ولكنه تعرض للاختطاف والإغتيال في باريس في 29 أكتوبر 1965. ويستعرض البرنامج دور المهدي بنبركة في الحياة السياسية الوطنية ودوره البارز في بناء طريق الوحدة وديناميته في العمل السياسي والاقتصادي وعلاقاته مع زعماء العالم الثالث ودول كبرى كروسيا والصين وفرنسا ويتضمن البرنامج صور وأفلاما وثائقية عن المهدي بنبركة تبث لأول مرة.