بعد تقديم الجزء الثاني من البرنامج التلفزيوني «الشاهد» الذي يعده الزميلان محمد الضو السراج وشكيب بنعمر، الخاص بالشهيد المهدي بنبركة، أصدر نجله البشير بنبركة، أستاذ الرياضيات بفرنسا، بيانا احتجاجيا قويا حول روح البرنامج وكيفيات إعداده، التي غيبت الكثير من التفاصيل، مثلما مارست رقابة مفضوحة على شهادته في ما يرتبط بتفاصيل اختطاف واغتيال الشهيد المهدي ومسؤولية أجهزة الدولة الأمنية المغربية والفرنسية في ذلك. مثلما أن عطب البرنامج الأكبر كامن في أنه اكتفى بشاهد واحد لم يعايش الشهيد في كل مراحل حياته، وكان الأجدر بمعديه أن يسجلا ويقدما شهادات رفقاء الشهيد الكثر الذين لا يزالون على قيد الحياة من مختلف المشارب الفكرية والسياسية والجمعوية، وكذا الشخصيات الدولية والعربية والمغاربية التي عايشته واحتكت به. ومما ورد في بيان البشير بنبركة بالحرف: «إنه مؤسف أن يتم التعامل في موضوع مثل هذا الموضوع الذي له قوة رمزية كبيرة والذي يرتبط بفترة حاسمة من تاريخ المغرب، من خلال الإكتفاء بشهادة واحدة من مصدر واحد الذي اعتبره البشير ليس مؤهلا للحديث عن الشهيد، من خلال استثمار خاص لوثائق العائلة. مضيفا: « إنه نأسف أن لا المؤرخين ولا الأساتذة الجامعيين، ولا شهود المرحلة الأحياء لم يتم الإتصال بهم. وكذا كتاب السيرة الذين احتكوا بوالدي والذين اشتغلوا معه. إن ذلك كان سيعلي من قيمة ومصداقية البرنامج وكان سيغني ذاكرتنا الجماعية». مختتما بيانه بالتأكيد على « أنه من المؤسف ومن غير المقبول أن يكون برنامج تلفزيوني في التلفزة المغربية مخصصا لتاريخ المغرب، مساهما في التلفيق وفي تغليط الرأي العام المغربي، من خلال إعادة كتابة التاريخ عبر بوابة التغاضي عن الشهود الحقيقيين وبالكذب على الوقائع مما يسئ لذاكرتنا الجماعية».