تقدم القناة الأولى للتلفزة المغربية برنامج الشاهد الذي يبث كل يوم ثلاثاء ابتداء من الساعة العاشرة والنصف ليلا، وهو عبارة عن حلقات تتضمن شهادات لشخصيات وطنية وفاعلين سياسيين وحزبيين مغاربة عاشوا أهم قضايا وأحداث القرن العشرين وكانوا طرفا فيها وساهموا في تغيير مجريات التاريخ. السلسلة تتضمن معلومات تبث لأول مرة وخبايا ملفات سياسية يميط البرنامج اللثام عنها للرأي العام. أكثر الأحداث كانت خلال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات ومرحلة بناء الاستقلال. والبرنامج هو مجموعة الصور النادرة والتسجيلات السمعية البصرية موثقة لتلك الشخصيات منها: الدكتور الراحل عبد الكريم الخطيب، محمد بنسعيد آيت يدز، أحمد عصمان، البشير بنبركة. المحجوبي أحرضان، عبد الله القادري، مولاي اسماعيل العلوي، عبد الواحد معاش، الحسين برادة، عبد الكريم الزرقطوني، ابراهيم السرفاتي، مليكة الفاسي، المرحوم عبد الله العياشي، سعد الدين العثماني، امحمد بوستة، المرحوم عبد الواحد الفاسي (نجل محمد الفاسي) شمعون ليفي، عبد الله الوكني، الغالي العراقي، عبد الواحد الراضي، أندري أزولاي، محمد اليازغي، عبد الإله بنكيران، عاشور البكاي (نجل امبارك البكاي). بث الجزء الأول يوم غد الثلاثاء 30 دجنبر 2008 والجزء الثاني يوم الثلاثاء 6 يناير 2009 ابتداء من الساعة العاشرة والنصف ليلا. يخصص الجزء الأول من برنامج «الشاهد» للسيدة مليكة الفاسي التي تحكي عن فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وذلك من خلال علاقتها بأسرة الملك محمد الخامس وتأثير الحركة الوطنية ممثلة في الحزب الوطني ثم حزب الاستقلال على محمد الخامس الذي فضل التحالف مع القوى الوطنية من أجل مواجهة مخططات الجنرال جوان ثم الجنرال كيوم، وتروي السيدة مليكة الفاسي عن ظروف إعداد عريضة المطالبة بالاستقلال وكيف تم التنسيق مع محمد الخامس حول هذا الموضوع والدور الذي لعبته كامرأة في هذه القضية. ومن المعروف أن مليكة الفاسي هي المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة 11 يناير إلى جانب شخصيات وطنية بارزة في حزب الاستقلال وذلك سنة 1944. وبصفتها شاهدة على هذا العصر تروي السيدة مليكة الفاسي عن دور زوجها محمد الفاسي في التنسيق بين حزب الاستقلال والقصر الملكي الشيء الذي أدى إلى اعتقاله ونفيه من طرف الفرنسيين. وفي غيابه قامت مليكة الفاسي بدور التواصل بين الحركة الوطنية ومحمد الخامس إلى أن انتهى المطاف بنفي محمد الخامس بعد رفضه الادعان لضعوط الجنرال جوان والجنرال كيوم من أجل قطع علاقته بالحركة الوطنية، ومن المعلوم أن مليكة الفاسي ولدت سنة 1919 بمدينة فاس وتلقت تعليما تقليديا من طرف والدها المهدي الفاسي كما تعلمت أصول الموسيقى الأندلسية ونشرت عدة أبحاث ومقالات في جريدة المغرب وقد طالبت وهي في سن مبكر من زعماء الحركة الوطنية إدماج الفتاة المغربية في الحياة العصرية وذلك بالدعوة إلى تعليمها وبذلك كانت زعيمة المرأة المغربية في تلك الظروف التي عاشها المغرب في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وفي الجزء الثاني تتابع مليكة الفاسي حديثها عن دورها في إذكاء مشاعر الحماس والوطنية في النساء من أجل المشاركة السياسية وفتح المجال أمام المرأة المغربية للمساهمة في الحياة الحزبية والسياسية الوطنية. وكانت من بين مجموعة من الرائدات في إنشاء العصبة المغربية للتربية الإسلامية ومحاربة الأمية وبعد ذلك تولت رئاسة جمعية المواساة لإيواء الفتيات المعوزات ومساعدتهن من أجل العيش الكريم واستمرت في رئاسة هذه الجمعية إلى وفاتها. وقد جمدت عضويتها في حزب الاستقلال في بداية الستينيات لتتفرغ كليا للعمل الخيري والإحساني وقد أنعم عليها جلالة الملك محمد السادس في يناير2005 بوسام العرش من درجة ضابط كبير ضمن من بقي من الموقعين على وثيقة 11 يناير 1944، وقد توفيت السيد مليكة الفاسي في ماي 2007 وتم تسجيل هذا البرنامج معها قبل وفاتها بقليل. ويتضمن البرنامج مجموعة كبيرة من الوثائق السمعية البصرية والصور النادرة التي تسجل جميع مراحل حياتها.. مدة البرنامج 55 دقيقة وهو من فكرة محمد سراج الضو وإخراج شكيب بنعمر.