من خلال زيارتنا الميدانية للعديد من مراكز وقرى إقليميالقنيطرةوسيدي قاسم ، وقفنا على عتبة كارثة جديدة تعيشها جهة الغرب الشراردة بني احسن ، حيث كشفت التساقطات المطرية الأخيرة التي بلغت 519 ملم ، هشاشة البنيات وضعف التجهيزات والوسائل في مختلف المناطق التي زرناها ، كما سجلنا تذمرا كبيرا وسط الفلاحين وخاصة الصغار الذين تضررت حقولهم وضيعاتهم وحتى بيوتهم التي داهمتها المياه ليبيتوا عدة أيام في العراء وفي طقس بارد ومضطرب ، وحسب الأرقام التي وفرتها مصالح المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالغرب ، فإن مجموع الأراضي الفلاحية التي غمرتها المياه قد بلغ 43.672 هكتارا ، ومن خلال مقارنتنا ما بين المناطق في إقليميالقنيطرةسيدي قاسم يتضح بأن أغلب الأراضي المغمورة تتركزبإقليمالقنيطرة حيث تؤكد الأرقام بأن إقليمالقنيطرة تضررت به أزيد من 40.000 هكتار ، وتتوزع هذه الأراضي المتضررة حسب نفس المصدر إلى 4565 هكتارا بالجماعة القروية لسوق ثلاثاء الغرب ، و9860 هكتارا بالجماعة القروية بالمكرن و 5300 ه بالجماعة القروية بنمنصور و 3300 هكتار بالجماعة القروية عامر السفلية و 2070 هكتارا بجماعة البحارة أولاد عياد ، و3010 هكتارات بجماعة بني مالك و 2350 بجماعة سيدي محمد لحمر ، بينما بلغت الأراضي المتضررة بإقليمسيدي قاسم 3477 هكتارا ، إذ تعتبر الجماعة القروية للرميلة من أكثر المناطق المتضررة حيث بلغت مساحة الأراضي المغمورة بها حوالي 1200 هكتار تليها جماعة سيدي الكامل بمساحة 820 هكتارا وجماعة دار العسلوجي بمساحة 472 هكتارا . بعض الفلاحين الذين التقيناهم بمنطقة بنمنصور يؤكدون بأنهم لم يعيشوا مثل هذه التساقطات منذ أزيد من ربع قرن ، حيث تحولت أراضيهم إلى برك مائية لن ترى النور فيها أية زراعة شتوية ، ويضيف بعض المستجوبين بأن للفلاحين نصيبا من المسؤولية ، ذلك أن المجاري التي كانت تساعد على تصريف مياه الأمطار قد تم حرثها وإلغاء دورها إما عن جهل أو طمعا في بعض الأمتار من الأرض ... وعن مآل الموسم الفلاحي الحالي يؤكد الفلاحون بأن حقول الحبوب قد تضررت كثيرا وخاصة القمح الطري والصلب والقطاني ، والشمندر السكري ويبقى الأمل معقودا في المزروعات الربيعية لتوفير الخضر والكلأ للماشية والقصب السكري . وتجدر الإشارة هنا إلى أن من بين المساحات المغمورة بالمياه تم تسجيل 18.425 هكتارا كانت مخصصة لزراعة الحبوب ، و16.500 هكتار من الأراضي العارية ، فيما توزعت المساحات المتبقية ما بين 6570 هكتارا مخصصة لزراعة قصب السكر و 661 هكتارا مخصصة للشمندر السكري . إن ساكنة جهة الغرب الشراردة بني احسن التي تقدر ب 1.849.776 نسمة ، منها 58% بالوسط القروي بمعدل كثافة يصل إلى 211 ساكنا في الكلم مربع ، أي ما يعادل خمسة أضعاف المعدل الوطني ، تجد نفسها اليوم مهددة بارتفاع أسعار الحبوب والخضر وتضرر اليد العاملة الفلاحية وكذا العاملة بالمصانع الفلاحية وخاصة معامل السكر ومعامل الطماطم الفلاحية وشركات التلفيف وغيرها ، كما أن الأضرار التي لحقت بالفلاحين الصغار لا حصر لها من خلال ضياع مزروعاتهم ، وأثقال كاهلهم بالديون المرتبطة باقتناء البذور والأسمدة ، خصوصا إذا علمنا أن الاستغلاليات الفلاحية تصل إلى 140.300 منها 75,5 % لا تتعدى مساحتها خمس هكتارات ، بينما الاستغلاليات التي تفوق مساحتها 20 هكتارا لا تتعدى 3,9 % ، وأن مؤشر الفقر بهذه الجهة يبلغ معدله 20,5 % ، إن هذه الوضعية الكارثية تتطلب تدخلا سريعا للدولة من أجل التخفيف من وطأة ما نزل .