للمرة الثالثة على التوالي هذا الموسم تتفوق كرة القدم التونسية على الكرة الوطنية، فبعد أن كان نادي الترجي التونسي قد هزم فريق المغرب الفاسي في نصف نهاية كأس شمال إفريقيا بفاس، ثم استطاع نادي الصفاقسي إقصاء الرجاء بالدار البيضاء، يأتي الدور على الجيش الملكي، ليكون ضحية النادي الإفريقي، ليتواصل التفوق التونسي الاحترافي على الهواية المغربية. مع بداية اللقاء ظهرت ملامح الفريق التونسي، الذي أكد أنه حضر لمدينة فاس للبحث عن اللقب، حيث كان هو السباق للتهديد، وكان الجرموني حاضرا في مناسبتين.. خطورة الفريق العسكري كانت من الكرات الثابتة، خاصة بواسطة بندريس ولمساسي. النيجري أوطوروكو كاد في د 21 أن يفتتح حصة التهديف، لولا التدخل الناجح للمدافع أوشلا، الذي غير اتجاه الكرة. رد فعل الجيش الملكي كان في د 25 من خلال قذفة قوية مرت فوق المرمى. ويعود لمساسي من جديد في د 25 ويمرر لمصطفى العلاوي، الذي كانت قذفته عالية. ضغط الجيش الملكي في د 31 أسفر عن زاويتين، قبل أن يعود الفريق التونسي بهجوم خاطف، لكن أوشلا كان بالمرصاد لمحاولة النيجيري أوطوروكو. وينسل عادل السراج، الذي أصبح في وضعية جناح ويمرر لكن الحارس التونسي يتدخل بنجاح. أخطر هجوم في هذا الشوط كان لصالح الزوار، حيث استطاع العميد وسام بنيحى تمرير كرة عميقة لحمزة المسعدي، الذي توغل ومرر داخل المعترك. الكرة تمر أمام الهجوم التونسي الذي لم يتمكن من تسجيل الهدف. ماتبقى من عمر الشوط الأول كان لصالح الجيش الملكي، لكن دون جدوى. مع انطلاقة الشوط الثاني، حافظ كل مدرب على خطته وتشكيلته، فمدرب النادي الإفريقي عبد الحق بنشيخة ركز على الدفاع المتقدم، مع الاعتماد على الهجومات المرتدة السريعة عله يفلح في تسجيل الهدف، نفس الخطة تقريبا نهجها المدرب امحمد فاخر بتحصين الدفاع بقيادة أوشلا وفرض حراسة لصيقة على المهاجمين النيجريين، مع الاعتماد على التسربات بواسطة فلاح من الجهة اليمنى والسراج من الجهة يسرى للبحث عن رأس العلاوي أو وادوش. د 49 كادت أن تأتي بالجديد بالنسبة للفريق التونسي، حيث كاد النيجيري أوطوروكو أن يهزم الحارس الجرموني لولا رد الفعل السريع لهذا الأخير وتحويل الكرة بصعوبة للزاوية، قبل أن يرد عليه العلاوي في د 51 بضربة رأسية مركزة، بعد انهزام الحارس صابر، إلا أن كرته تخطىء الهدف. عبد الرحمان لمساسي بدوره في د 54، وعلى إثر ضربة رأسية كاد أن يحقق الهدف. أحسن فرصة في اللقاء كانت لصالح العسكريين في د 56، على إثر خطأ للدفاع التونسي، وادوش ينسل ويتوغل داخل المعترك، ويمرر للقديوي الذي كان وجها لوجه أمام الحارس صابر، إلا أنه لم يتمكن من التحكم في كرته بالشكل المطلوب، لتضيع فرصة سانحة وحقيقية للتسجيل. وتوالت هجومات العسكريين، لتتوج بضربة رأسية رائعة في د 58 من طرف رأس الحربة مصطفى العلاوي، إلا أن تدخل الحارس التونسي بخر أحلام العلاوي. وتأتي الدقيقة 61 وادوش يراوغ ويقدم كرة للقديوي، الذي يراوغ ويمرر لمراد فلاح، الذي قذف إلا أن الكرة بقليل من الحظ تذهب محاذية للمرمى. مرتدات الفريق التونسي كانت تكتسي خطورة كبيرة على مرمى العسكريين خاصة في د 77، في الوقت الذي تمكن وسام بنيحيى من مراوغة لاعبين ويقذف بقوة، لكن الحارس الجرموني يحول الكرة للزاوية. ويتمكن الفريق العسكري من خلق فرص أخرى للتهديف، وذلك في د 79 إلا أن وادوش يبالغ في المراوغة ويتباطأ في القذف. التغييرات التي قام بها المدرب امحمد فاخر كانت إيجابية وحركت الآلة الهجومية للعسكريين، حيث عوض مديحي والباسل وناطير كلا من وادوش وناوم ولمريني، ومن جانب التونسيين عوض نور حضرية وكريم السعيدي الإفريقيين أوطوركو أوتشالا فانسون. العشر دقائق الأخيرة من عمر اللقاء كانت في مجملها للفريق العسكري، الذي لم يعرف كيف يحسم اللقاء لصالحه، خاصة في د 80 عندما انسل اللاعب مديحي وأصبح وجها لوجه أمام الحارس، وكان في إمكانه التسديد مباشرة إلا أنه فضل التمرير لمصطفى العلاوي، مما جعل الدفاع التونسي يتدخل ويبعد الكرة للزاوية. وفي آخر دقائق اللقاء كان في إمكان العلاوي ان يحسم المقابلة بعدما توصل بكرة من الباسل إلا أن موقعه لم يجعله مؤهلا لجعل الكرة داخل الشباك، لتكون الضربات الترجيحية هي الفيصل الذي منح النادي الإفريقي اللقب، بعدما أضاع القديوي الضربة الترجيحية الأخيرة للجيش الملكي.