رغم وقف إطلاق النار والانسحاب الجزئي من قطاع غزة من طرف الجيش الإسرائيلي، لم يتوقف المغاربة هنا وهناك من تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية لما اقترفته أيادي الكيان الصهيوني من مجازر في حق الشعب الفلسطيني، من خلال الغارات الجوية والأسلحة الفسفورية والتوغل البري الإسرائيلي الذي أغرق القطاع في بحر من الدماء وخلف الآلف من القتلى والجرحى، أغلبهم نساءا وأطفالا. احتشد عدد غفير من المحامين بمقر المحكمة الابتدائية بفاس في وقفة تعد استثنائية شاركت فيها أسماء وازنة ووجوه حقوقية في قطاع المحاماة بفاس، مرددين شعارات تدين الاعتداء الغاشم الذي لم تسلم من وحشيته الدور الدينية والمساجد والمراكز الصحية والبنايات الإعلامية. وقد أعرب المشاركون في هذه الوقفة التي تحولت فيما بعد إلى مسيرة جابت دهاليز المحكمة الابتدائية لتنتقل إلى مقر محكمة الأسرة، عن دعمهم وتضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني إلى أن يسترجع أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. فاعتبر الاستاذ محمد الدباغ أحد الوجوه البارزة التي شاركت في هذه الوقفة التضامنية، أن الهجوم الذي تعرضت له غزة والمدنيون الفلسطينيون وصمة عار أمام صمت الأنظمة العربية، وبعد شجبه لهذه المجزرة ناشد المجتمع الدولي والقيادات العربية العمل على إعمار وإعادة إسكان الفلسطينيين بعد تدمير منازلهم. وقد أصدر المحتجون أصحاب البدل السوداء بيانا تضامنيا مع غزة، يشيرون فيه إلى أن المذبحة المرتكبة من طرف الكيان الصهيوني والعصابات العاملة تحت إمرته بأسلحته الفتاكة والمحرمة دوليا في حق شعب أعزل تعري أكذوبة مفاوضات السلام تتذرع بها بعد الأنظمة العربية والإسلامية في مناهضة الرد على العدوان. كما أدان البيان الذي ألقاه الأستاذ المسكيني، العدوان الغادر والمفضوح للكيان الصهيوني وكل المشاركين فيه سواء بالصمت أو التواطؤ مع مرتكبيه على قطاع غزة والهادف إلى إبادة، واستنكر عملية التدمير التي تعرضت لها مدن ومخيمات بغية القضاء على البنية التحتية بالقطاع ومحو أثار وجود الشعب الفلسطيني. ثم دعت الهيئة من خلال البيان المجتمع الدولي وكل الهيئات الحقوقية والمنظمات الدولية إلى اتخاذ قرارات رادعة ضد مرتكبي المحرقة، وتحريك المتابعات الجنائية أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية ضد الصهاينة وكل قادتهم العسكريين والمدنيين المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب الجماعية والجرائم ضد الإنسانية مع استعمالهم لأسلحة محرمة دوليا في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وشدت وبكل حرارة على يد الإعلاميين وطنيا وعربيا ودوليا وبجميع مكوناتهم الذين ساهموا في فضح الجرائم الفظيعة المرتكبة من طرف الكيان الصهيوني بقطاع غزة ومناصرة الشعب الفلسطيني. وفي هذا الإطار كذلك، لقد سبق وأن نظمت النقابة الديمقراطية للعدل (ف.د.ش) بفاس وقفة أمام مقر المحكمة الابتدائية أدانت فيها بالمجزرة الصهيونية والجرائم البشعة المرتكبة في حق أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة أمام أعين الرأي العام العالمي والعربي على الخصوص. وبمدينة صفرو لبى المواطنون والمواطنات نداء حملة تبرع بالدعم الذي دعت إليها جمعية أطباء إقليمصفرو ومندوبية وزارة الصحة والمركز الجهوي لتحاقن الدعم، بعدما جندت لهذه العملية الإنسانية أكثر من 30 طبيب ومساعد على مدى 3 أيام، كان الغرض منها حسب الدكتور جمال بوركبى رئيس الجمعية، هو الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته ومصيبته التي ابتلاه الله بها ولو بقطرة دم. وفي اتصال هاتفي مع الدكتور عزيز الغالي الناشط الجمعوي في الدفاع عن القضايا الفلسطينية وعضو البعثة المغربية لزيارة قطاع غزة، لتقديم الدعم والمساندة لضحايا الاعتداء، والذي كان وراء خلق لجنة تحت إشراف الدكتور فريد فرحات لجميع الأدوية اللازمة والمساعدات الإنسانية وإمدادها لضحايا القصف الصهيوني شجب بدوره وبشدة العدوان الهمجي ووجه دعوته إلى المجتمع المغربي للتحرك الفوري لجمع التبرعات وكل ما من شأنه أن يساعد ويخفف من معاناة هذا الشعب الأعزل. وأمام هذه المعضلة لجأ المجلس البلدي إلى رمي هذه النفايات بجوار حيي الانبعاث وعواطف كحل مؤقت في انتظار رميها من جديد إلى المطرح الجماعي حينما تتحسن أحوال الطقس !.لكن سكان الحيين اعترضوا على ذلك نظرا للأضرار التي قد تخلفها النفايات على محيطهم البيئي وعلى صحتهم. ظهور هذا المشكل واستمراره لفترات طويلة،كلما تساقطت الأمطار أو أضرب عمال الجماعة ،أصبح يؤرق المسئولين بالجماعة خصوصا مع تزايد احتجاجات المواطنين الذين ألقوا اللائمة على المجلس البلدي الذي لم يفلح خلال ولايته في معالجة هذا المشكل الذي يبدو بسيطا . وحول هذا الموضوع أفادنا أحد الأعضاء بأن الجماعة تعمل جاهدة لإيجاد حل دائم لهذه المعضلة ،حيث أكد أن هناك اتصالات مع الشركة المفوض لها تدبير مرفق النظافة بجماعة بركان لتدبير نفايات جماعة أحفير مؤقتا في انتظار اتخاذ المجلس البلدي تدابير عملية لحل المشكل بصفة دائمة. في انتظار هذا الحل ،الذي قد يأتي أو لا يأتي،يبقى المواطن الأحفيري يتابع بأسف وحسرة أزقة وشوارع حاضرته تتحول يوميا إلى أروقة للقمامة والأزبال.