بعدما فازت الشركة الفرنسية «فيوليا» بصفقة النقل الحضري بالرباط، ودخل الملف مرحلة المصادقة من طرف السلطات المغربية المختصة، تكبدت المجموعة صفعة قوية من طرف المجتمع المدني السويدي الذي ارتكز على ما اقترفته فيوليا من انتهاكات للقوانين الدولية أثناء إنجاز مشروع الميترو بالقدس. فقد أعلنت المنظمة غير الحكومية السويدية «بالكونيا» يوم 20 يناير الجاري أن «فيوليا» فقدت صفقة في ستوكهولم بقيمة 1,9 مليار أورو وهي أكبر صفقة جارية في أوربا بأكملها، كما أوضحت أن السبب في ذلك يعود إلى الطريقة التي دبرت بها فيوليا مشروع خط الميترو الرابط بين القدسالغربية الواقعة تحت نفوذ السلطات الإسرائيلية والمستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت بشكل غير شرعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما دفع المنظمات غير الحكومية إلى مؤاخذة «فيوليا» على عدم احترامها للمعايير الأخلاقية، والضغط على السلطات السويدية إلى أن قررت إلغاء صفقة النقل الحضري بستوكهولم التي سبق لفيوليا أن فازت بها، رغم أن المسؤولين عن النقل الحضري العمومي بستوكهولم برروا القرار بأسباب ذات طابع تجاري. واستناداً إلى ما نقله موقع «لوموند ديبلوماتيك»، فإن المجلس البلدي لستوكهولم توصل بملتمسات تحمل توقيعات الآلاف من السكان لفرض اختيار مجموعة غير متورطة في انتهاك القانون الدولي الإنساني. وبعد أن تزامن تورط «فيوليا» في هذه الفضيحة مع مواجهتها لعدة صعوبات في البورصة، ومع معاناتها من وضعية مادية صعبة ، فمن غير المستبعد أن تتكبد المزيد من الخسارات في باقي أنحاء العالم ما لم تحترم القوانين الدولية، وتتخلى عن التهافت على الربح السريع حتى ولو كان ذلك على حساب الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني ، وعلى حساب المواثيق الدولية التي لا تقبل الجدل.