حذرت حركة «أطباء بيطريون بلا حدود» من خطورة حدوث كارثة بيولوجية، بسبب انتشار المقابر الجماعية للبشر والحيوانات، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية خطيرة في الأراضي الفلسطينية. وقد خاطبت الحركة في بيان لها صدر يوم 19/1/2009 منظمة الصحة العالمية والمكتب الدولي للأوبئة الحيوانية بباريس، لحثهما على أداء واجبهما في حماية الصحة العامة في قطاع غزة، كما أبدت الحركة التي تعد الثالثة من نوعها في العالم، والوحيدة في الشرق الأوسط، استعداد الأطباء البيطريين المنتمين لها للسفر إلى غزة لتقديم الدعم اللوجستي في مجال الصحة العامة والطب البيطري ومساعدة المنظمات العاملة داخل القطاع لمنع وقوع أي كوارث بيئية به. من جانبه، وحسب أحد المواقع الإلكترونية، أكد المتحدث باسم الحركة أن نفوق المئات من الحيوانات والطيور تحت الأنقاض يمثل كارثة بيولوجية وانبعاثا لأوبئة خطيرة جدا، ابتداء من المرض الأسود "الطاعون" ونهاية بفيروس أنفلونزا الطيور، في ظل ظروف قطاع غزة الذي يعد من بين المناطق الأعلى كثافة في عدد السكان على مستوى العالم. وأشارت الحركة في بيانها إلى أن «الحديث عن نفوق الحيوانات والطيور في الوقت الذي أدى فيه العدوان الإسرائيلي على غزة لقتل ما يزيد عن 1300 شخص ، لا يبدو ترفا، إذا ما علمنا حجم الأخطار التي يمكن أن تواجه سكان غزة بسبب تردي الأوضاع الإنسانية، والتلوث البيئي الشديد هناك». وارتباطا بالموضوع، بعثت جمعية الرفق بالحيوان في غزة برسالة استغاثة إلى رئيس الاتحاد المصري لجمعيات الرفق بالحيوان، لحث الاتحاد على المساهمة في إرسال معونات طبية ومساعدات عاجلة لإنقاذ الوضع المأساوي على المستوى البيئي والذي لا يقل قساوة عن الإنساني في القطاع، وذلك عبر معبر رفح المصري. وفي رده على طلب الاستغاثة صرح رئيس الاتحاد المصري لجمعيات الرفق بالحيوان بأن حركة «أطباء بلا حدود» على استعداد لتقديم الدعم المادي والمعنوي لأهالي القطاع، وأنها تبحث الكيفية التي يمكن أن تصل بها تلك المساعدات عبر معبر رفح بعد وقف إطلاق النار في القطاع، وأنه أبلغ جمعية الرفق بالحيوان في غزة بذلك. وحسب تقرير صدر حديثا عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقداستعملت إسرائيل في حربها على غزة عدة أسلحة خطيرة تجرب لأول مرة، منها القنابل الفسفورية التي تسبب التلوث بالفسفور الأبيض، وتؤثر على عناصر البيئة كافة من ماء وهواء وتراب وكائنات، فالهواء سيكون ملوثا بالغازات الناجمة عن احتراق الفسفور، وهي غازات خطيرة وسامة تؤدي إلى أضرار صحية لها علاقة بالجهازين التنفسي والعصبي، والأمراض المرتبطة بهما وخاصة عند الأطفال والشيوخ من المدنيين. ويترسب الفسفور الأبيض في التربة وقاع الأنهار والبحار، ويصل إلى أجسام الأسماك التي تشكل مصدرا مهما للغذاء في غزة، ونتيجة لذلك قد يتعرض الإنسان للضرر نتيجة أكله أسماكا ترسب عليها الفسفور الأبيض أو نتيجة السباحة في المياه الملوثة به. أما بالنسبة للتنوع الحيوي، فيؤدي انتشار هذه المادة واحتراقها إلى تدمير النظام البيئي الطبيعي من حيوانات ونباتات، وتلويث المنتجات الزراعية التي يتم فيما بعد تناولها عن طريق السلسلة الغذائية.