بعد الانتهاء من الاحتفالات بتنصيبه بدأ الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما مباشرة الاهتمام بالورشة الضخمة التي تنتظره وباشر التحرك في مجال حل الازمة الاقتصادية وسحب القوات الاميركية من العراق والمساهمة في عملية السلام في الشرق الاوسط واغلاق معتقل غوانتانامو. فغداة ادائه اليمين وخطاب القسم الذي رأى فيها الكثيرون قطيعة مع سياسات سلفه جورج بوش, انتقل اوباما مباشرة الى ارض الواقع. وبعد اقل من يوم له في الرئاسة اعلن قرارا اول له صدى عالمي اذ طلب الثلاثاء تعليق الاجراءات امام اللجان العكسرية في غوانتانامو لمدة120 يوما للسماح لادارته البت بمصير هذه الاجراءات التي وافق عليها بوش وتثير معارضة كبيرة. وجاء في مسودة مرسوم رئاسي ان الادارة الاميركية قررت اغلاق غوانتانامو في غضون عام. ومن الملفات الاخرى التي ينوي باراك اوباما الاهتمام بها بسرعة هي اعادة الوحدات القتالية الاميركية المنتشرة في العراق في غضون16 شهرا. واجتمع أول زمس الاربعاء مع المسؤولين العسكريين وطلب منهم «دفع التخطيط اكثر الى الامام لانجازالانسحاب العسكري من العراق بطريقة مسؤولة»» واتصل اوباما كذلك بقادة الشرق الاوسط متعهدا ب«العمل بشكل نشط من اجل تحقيق السلام الاسرائيلي-العربي منذ مطلع ولايته» على ما افاد الناطق باسمه روبرت غيبز. وقالت المصادر الفلسطينية ان الرئيس الفلطسيني محمود عباس كان اول مسؤول اجنبي يتصل به اوباما. ومن الاجراءات الاولى التي اتخذها الرئيس الاميركي الجديد هو الطلب من السناتور المتقاعد جورج ميتشل مهندس السلام في ايرلندا الشمالية ان يصبح موفده الى الشرق الاوسط. ووقع اوباما في يومه الاول في الرئاسة كذلك اول المراسيم الرئاسية و احدها يجمد اجور كبار معاونيه الذين يتقاضون اكثر من مئة الف دولار سنويا. وقال اوباما «في هذه الفترة التي تشهد صعوبات اقتصادية, الاسر الاميركية مضطرة الى عصر النفقات وهذا ما ستقوم به واشنطن كذلك»» وعدد القواعد الاخلاقية التي يجب ان يحترمها اعضاء ادارته مثل عدم القبول باي هدية من مجموعات الضغط النافذة. لكن مع الاعلان يوميا عن اغلاق شركات وعمليات صرف موظفين تتصدر الازمة الاقتصادية اهتمامات الاميركيين وهي الاولوية الاولى المعلنة للرئيس اوبامام. فبعدما دعا الاميركيين في خطاب القسم الثلاثاء الى «النهوض وتولي مهمة تجديد اميركا» سيعقد اوباما اجتماعات مع مستشاريه الاقتصاديين للبحث في خطة واسعة لانعاش الاقتصاد الاميركي قد تصل قيمتها الى825 مليار دولار تنفق في مشاريع اشغال عامة وتخفيضات ضريبية. وتميز يوم الاربعاء كذلك بقرار الرئيس الجديد اداء القسم مجددا بعدما تلعثم الثلاثاء خلال مراسم التنصيب. وكان رئيس المحكمة الاميركية العليا جون روبرتس شقلب تسلسل الكلمات في نص القسم الوارد في الدستور. وقال البيت الابيض ان اداء القسم في المرة الثانية تم من دون مشاكل وبحضور عدد قليل من الاشخاص في قاعة الخرائط في المقر الرئاسي. لكن البيت الابيض اكد ان حلف اليمين الثلاثاء كان قانونيا على ما افاد مسؤول الشؤون القانونية فيه غريغ كريغ. ورغم برنامجه المثقل كرس اوباما ساعتين من وقته لحضور قداس في كاتدرائية واشنطن العريقة غداة تنصيبه وعشر دقائق ليختلي بنفسه في المكتب البيضوي صباح الاربعاء. وكان جورج بوش قال لاوباما انه سيحس عندما بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه. وقرأ اوباما الرسالة القصيرة التي تركها له بوش في درج المكتب. وقال غيبز ان الظرف حمل عبارة «من الثالث والاربعين الى الرابع والاربعين» من دون ان يكشف عن فحوى الرسالة. وكان بوش الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة واوباما هو الرئيس الرابع والاربعون.