نعم.... إنه التغيير إن أوضاع فريق المولودية الوجدية لكرة القدم لا تبشر بخير، كما يؤكد ذلك وضعها في البطولة الوطنية الحالية، وذلك نتيجة إدارة ضعيفة، وهي الحالة التي مافتئنا نندد بها منذ أزيد من سنة، نتيجة ممارسات ذلك السيد الذي يصر على تحمل الرئاسة منذ عشر سنوات. إن فريق المولودية الوجدية يحتل الآن مكانة المصباح الأحمر، أي مؤخرة الترتيب في البطولة الوطنية، وذلك لأول مرة في تاريخه. هذه الوضعية جعلت كل الرياضيين يطرحون العديد من الأسئلة حول هذا التدني وهم في حالة حزن متواصل على أحوال محبوبتهم التي يعاينون احتضارها، وكيف لا وفريقهم هذا كان يلعب دائما الأدوار الطلائعية باعتباره منشطا دينامياً للصراع. وما من إجابة لهذا القلق الذي لا يخفي على أحد إلا الإقرار بأن الفريق مرهون بين أيد غير مؤهلة لكي لا نقول ضعيفة. فمنذ عقد كامل من الزمان يعاني فريق المولودية من صعوبات مختلفة ومتعددة وهو ما يؤكد أن بقاءه ضمن الصفوة جد مهدد هذه السنة، فكيف لا نقول والحالة هذه بأن صورة هذا الفريق قد تغيرت سلباً بشكل كبير. فما هي الأسباب إذن: أسباب تقهقر الفريق إن مصدر هذه الصورة القاتمة تكمن في إرادة وإصرار السيد لحماني على رئاسة الفريق الذي استحوذ عليه في ظروف الفراغ المذهل الذي ساد في الحقل الرياضي بوجدة بصفة خاصة، وها هنا علينا أن نشير إلى ابتعاد العناصر المتطوعة... عناصر ذات كفاءة ومثقفة... مقتنعة ليس فقط بضرورة العمل على إدانة ممارسات ذلك الشخص الذي يمسك بقبضة من حديد على رئاسة الفريق، بل بمجابهته لإرغامه على التخلي عن الرئاسة. إن الوضعية المأساوية التي يتخبط فيها الفريق اليوم لمواتية لإزاحته ومحاسبته عن طريق افتحاص جاد. فمنذ مجيء السيد لحماني مدعوماً بمجموعة مساندة غير معروفة في الوسط الكروي الوجدي عامة، وفي المجتمع المولودي والرياضي بصفة خاصة، لم تشهد المولودية الوجدية إلا مراحل التقهقر حيث أن صورتها في هذه الظروف مشوهة، كما أن سمعتها معرضة للتشويه وتترجرج في الوحل، ولا أدل على ذلك من أنها تنهزم في عقر دارها حيث أصبحت شباكها تحتضن الإصابات العديدة نتيجة العديد من الأخطاء التي ترتكب ببشاعة لتؤكد عمق وخطورة التفكك. والسبب الرئيسي في ذلك أن اختيار الجهاز المسير لم يكن عقلانيا شأنه في ذلك شأن اختيار الإدارات التقنية، وعلى رأسها المدربون. وفي هذا الصدد، نلاحظ أن الفريق يغير المدربين ليس فقط في مطلع كل موسم، بل أحيانا وسط الموسم وأحياناً في خضم المقابلات وليس غريبا أن يتم تسريح المدربين دونما أي شعور أو وعي بما يخلفه ذلك من عدم استقرار جماعي وتقني، وفي ذلك ما فيه من حجة على عدم كفاءة ذلك الذي دخل من النافذة. ها هي النتائج تفضح هذا الواقع، إذ تؤكد كل ما يكتب في الجرائد ثم يمكننا أن نسجل من جهة أخرى ضعف المجموعة الممارسة خلال هذا الموسم. إذ أنها تفتقر إلى حارس مرمى قوي ومحنك، كما أن الفريق إلى جانب ذلك يحتاج إلى رجال دفاع أقوياء وحدث ولا حرج عن غياب المهاجمين، فكيف تريدون، والحالة هذه، أن يطمح الفريق في احتلال مكانة جيدة ضمن النخبة. وبالموازاة مع كل هذه النواقص، نضيف غياب سياسة للفئات الصغرى التي كان يتوجب تحديدها لتأطير الصغار والفتيان والشباب، كما أن سياسة الاستكشاف والبحث عن العناصر الفاعلة لاغية تماماً. ومن أكبر معالم الفوضى، تأطير الفريق خلال رحلاته وتنقلاته. من المؤسف حقاً أن يقوم الإنسان بجرد لهذه الحقائق. لقد ظهر ومنذ عدة سنوات، أن المولودية الوجدية محتاجة إلى تجديد أطقمها الادارية لمواجهة الفراغ الذي نعيشه اليوم. الآن ونيران الحطب تلتهب، لابد وأن تتضافر الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو أمر غير مستحيل، طالما أن المعركة لم تندلع إلا في هذه الفترة من الموسم، أي نصف البطولة، إذ على السلطات المحلية أن تتدخل قبل فوات الأوان، وذلك بتشكيل لجنة مصغرة للإنقاذ على وجه السرعة، خاصة وأن الاستياء عام في أوساط كل المهووسين بحب فريق الولودية الوجدية في وجدة وخارج وجدة.