تميزت الذكرى الأربعينية للمناضل المرحوم الفضيل فوال التي أحيتها النقابة الوطنية للتعليم والفيدرالية الديمقراطية للشغل يوم الأحد 18/01/2009 بمجمع القدس ، بحضور جمهور وازن من رجال ونساء التعليم وممثلين عن المنظمات النقابية والجمعوية والحقوقية والأجنبية ، كما تميزت بحضور عدد من الوجوه القيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والفيدرالية الديمقراطية للشغل من بينهم الكاتب العام « للفدش « الأخ عبد الرحمان العزوزي ، والكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم سابقا المناضل الطيب منشد والأخ عبد العزيز إيوى الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم والكاتب الجهوي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس الاخ محمد جوهر، ومحمد عامر كاتب الدولة المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وممثل القنصلية الاسبانية عبد الرحيم بلخياط المندوب الجهوي للصناعة التقليدية بفاس وآخرون .... وقد افتتحت الذكرى بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ترحما على روح الفقيد وقراءة الفاتحة على روح ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم على غزة الذي خلف آلاف الجرحى ومئات القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ، كما قرأ مجموعة من المادحين باقة مختارة من الامداح النبوية . وبعد هذه الوصلة الروحية ، تابع الحاضرون والحاضرات الذين غصت بهم جنبات القاعة الكبرى بمجمع القدس ، شريطا وثائقيا حول حياة الراحل الفضيل فوال من إعداد النقابة الوطنية للتعليم ، اشتمل على عدة محطات في حياة الراحل انطلاقا من طفولته بمدينة شفشاون ودراسته الابتدائية والإعدادية بمدينة تطوان إلى تخرجه من المدرسة العليا للأساتذة وتعيينه بسيدي إفني ثم غفساي وفاس كمحطة أخيرة في مساره التعليمي. وقد تضمن الشريط عدة شهادات هامة من بينها شهادة للفنان محمد حقون الذي كان ولايزال يتوفر على مرسم كان يؤمه أطفال وشباب مدينة شفشاون ، حيث أكد الفنان حقون أن الراحل كان مواظبا على المجيء لمرسمه ، إذ كان معجبا بالفن التشكيلي. وبالإضافة إلى شهادة الفنان حقون، تحدث عدد هام من المناضلين الذين عايشوا الراحل واحتكوا به عن خصال الفضيلة ومميزاته ، إذ صرح المناضل الطيب منشد في شهادته قائلا: «إن الراحل أدى واجبه بصدق وأمانة حيث طرد وجوع وسجن من أجل مبادئه « أما الأخ بوشتة تباتو وهو مناضل نقابي وسياسي من مدينة تطوان، والذي كانت تربطه بالمرحوم علاقات حميمية، إذ لم يستطع أن يمسك دموعه عندما ذكر كثيرا من المحطات النضالية في حياة المرحوم وخاصة سنة 1980 ، حيث عانت النقابة الوطنية للتعليم من هجمة شرسة ، إذ أغلقت مقراتها واعتقل مناضلوها ، إذاك كان المرحوم في أوج عطائه النقابي ، حيث عمل بكل ما يملك من قوى إلى جانب إخوانه المناضلين على إحياء النقابة وبعثها من جديد ، وأضاف الأخ تباتو قائلا: «إن المرحوم عاش أيام الرصاص وسجن من أجل مبادئه وناضل من أجل أفكاره ، غير أنه لم يكن يطمح إلى التسابق على المصالح، الشيء الذي جعله يحظى باحترام وتقدير كافة المناضلين والمناضلات ، وباحترام الحركات التقدمية رغم اختلاف وجهات النظر أحيانا». وكان رحمه الله يقول الأخ اتباتو ، من العناصر الفاعلة في مسألة محاربة تشغيل الأطفال ، ساهم بكل ما أوتي من قوة وعزيمة في محاربة الهدر المدرسي لإيمانه القوي ، بأنه من الواجب أن ينهي أطفال المغرب مراحل تعليمهم مهما كانت ظروفهم المعيشية . كما اشتمل الشريط أيضا على شهادات أخرى من بينها شهادة لأخ الراحل حول الصعوبات التعليمية التي مر بها المرحوم الفضيل ، وشهادة الاخ النحاس الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية والتعليم بفاس ، وكذا شهادة الأخ بومهدي والفنان صبتا في نفس الاتجاه ، أما الأخ محمد جوهر الذي كان بمثابة الأب الروحي للراحل فلم يستطع أن يعبر عما يخالجه من أسى وحزن لفقدان الراحل ، بالإضافة إلى شهادة ابنته إيمان التي تحدثت عن علاقتها مع أبيها بوصفه كان صديقا وفيا، تفشي له أسرارها وتتحدث معه عن كل شيء أكثر من حديثها مع أمها . وخلاصة القول، فإن الشريط الوثائقي الذي شاهده الحاضرون يعتبر وثيقة حية توفقت النقابة الوطنية للتعليم والف د ش في حبك أطواره ، وبذلك عكس وبكل صدق مراحل هامة أرخت لذلك المناضل الراحل ، الذي كانت المدن المغربية العتيقة شفشاون وتطوان ثم فاس أهم الينابيع التي ارتوى منها واستلهم نضاليته من بين أحضانها . وبعد مشاهدة الفيلم الوثائقي استمع الحضور إلى مقطوعات وأمداح نبوية على إيقاعات مقامات أندلسية ، ثم تليت عدة كلمات للإخوة عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام « للف د ش « باسم هذه الهيأة ، وكلمة للأخ محمد بنيس باسم الاتحاد الاشتراكي بفاس وكلمة للأخ عبد العزيز ايوي باسم النقابة الوطنية وشهادة للأخ احميدة النحاس الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم، وشهادة للسيدة أنيس بريدا باسم النقابة الوطنية الفرنسية، وشهادة مدير أكاديمية فاس ألقاها الشاعر محمد بودويك ، وشهادة للنقابة الهولندية ، وشهادة باسم جمعية ملتقى الشباب والتنمية التي تشتغل على ملف محاربة تشغيل الأطفال ألقاها محمد عاطش ، وشهادة نقابة اللجان العمالية باسبانيا ، ثم شهادة للسيد عبد العزيز الرغيوي الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي بمراكش وشهادة للدكتور بوزيان ، ثم كلمة الأسرة .