هذا ما ينطبق على شركة نقل المدينة، التي ارتكبت بعد ثلاث سنوات من انطلاقها، أزيد من 25 حادثة سير مميتة دون إغفال الحوادث ذات الخسائر المادية المتنوعة كان آخرها الحادثة التي أودت بحياة شاب بشارع برشيد بعين الشق يوم الخميس الأخير ( 15 يناير الجاري ) ، وكان أخطر هذه الحوادث، هي تلك التي وقعت قبل أشهر بحي سيدي مومن حين دهست إحدى حافلات هذه الشركة مجموعة من المواطنين كانوا في محطة الوقوف، لتحصد أربعة أرواح وتصيب العشرات بجروح متفاوتة. وتعود أسباب هذه الحوادث، بإجماع المتتبعين لخطوات هذه الشركة ، ووفق تصريحات بعض العاملين بها، إلى الحالة الميكانيكية للحافلات، التي «تستوردها» الشركة من «لافيراي» باريس! مقابل «الكوارث» التي تسببت فيها الشركة، نجدها في كل مرة تفرض زيادة على الركاب، المنحدرين أساسا من الشرائح الاجتماعية ذات الدخل المحدود أو المنعدم ، ففي السنة الاولى من انطلاقها، فرضت زيادة 50 سنتيما، ضدا على منطوق بنود الاتفاقية الموقعة بينها وبين مجلس مدينة الدارالبيضاء، والذي ينص على أن الزيادة لن تكون إلا اذا حصلت زيادة في تكلفة مكونات الحافلة، أي قطع الغيار والإطارات وغيرها، وهذا ما لم يحدث ، ثم إن الزيادة يجب أن تكون بعد انقضاء مدة معينة تفوق السنة من انطلاق عمل الشركة، وهو ما لم يحصل. سنة بعد تلك الزيادة، ستفرض أخرى، ثم ستحاول أن تنهج نفس النهج لكن الوالي تدخل وأوقفها ، الى أن تمكنت من فرضها مؤخرا، عندما قدمت «كاضو راس العام» لزبنائها «الكرام » على شكل 50 سنتيما كزيادة، ليصبح ثمن التذكرة موازيا لثمن الطاكسي أو أكثر، وهو شيء مخالف لكل مساطر النقل العمومي في كل أقطار العالم! ثلاث زيادات كان الجميع ينتظر أن تحسن هذه الشركة أسطولها وأن تقوم بالاستثمارات التي التزمت بها في العقدة مع مجلس المدينة، وأن توفر جودة في الخدمات، إلى جانب الاستجابة للمطالب الاجتماعية للعاملين، لكن سيظهر بأنها لا تقوم بأي مجهود في الاستثمار ولا تغطي كافة الخطوط، وتخلف مواعيد مرورها ، كما أن مستوى خدماتها في تدن متواصل، ومعاملاتها مع العمال والموظفين لا ترقى الى شركة حديثة وحداثية! فرغم مسلسل الزيادات التي زادت في حجم ثقب جيوب المواطنين، لم تمتع عمالها بأدنى حق من الحقوق واكتفت ب «رشهم» بزيادة طفيفة بعد سيل من الاحتجاجات توجت بإضراب عام شل حركة النقل بالمدينة، بعد تلك الزيادة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وبعد أن حطمت الرقم القياسي في حصاد الأرواح، ستحطم رقما قياسيا آخر هذه المرة في توقيفات وطرد العاملين، مما يعني أن ساجد يؤشر لهذه الشركة بالزيادات كي تملأ المقابر، وتزيد من عدد الجرحى والمصابين، و«تنعش» صفوف البطالة، حيث يظهر ويتأكد يوما عن يوم ، أن هذا ما تجيده حقيقة!