تمت بدوار ايت باعمران بقلعة مكونة أول أمس، إعادة تمثيل الجريمة المروعة التي هزت المنطقة والتي أقدم فيها شاب من مواليد 1983 على قتل والدته البالغة من العمر 50 سنة، وشقيقتيه إحداهما من مواليد 1977 والثانية من مواليد 1979. وتبين من خلال إعادة التمثيل التي عاينتها «الاتحاد الاشتراكي» أن الجاني خطط لجريمته بشكل محكم أي مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بأن اقتنى البنزين وقناعا أخفى به وجهه أثناء تنفيذه للجريمة، كما أنّه ارتدى جلباب عمّه المختل عقليا بعدما ضرّجه بالدماء. وعقب تنفيذ جريمته ألقى بالفأس التي نفذ بها جريمته في غرفة عمه المذكور بنية إلصاق التهمة به، لولا أن تدخل أخيه الصغير المفاجىء الذي يدرس بالسنة التاسعة إعدادي، أربك مخطّطه ممّا جعله يلاحقه محاولا النيل منه أيضا. اتجه الجاني إلى إحدى الغرف، حيث توجد حقيبة الأسرة مسدودة وحاول فتحها وتكسيرها ظنّا منه أنّه سوف يعثر بها على نقود أو ما شابه ذلك . وقد عاين أفراد الأسرة الباقون أثر عنف على الحقيبة، ممّا يرجّح فرضيّة القتل من أجل المال. جميع أفراد العائلة بمن فيهم الضحايا (الأم وابنتاها) كانوا على علم بأنّه يقدر على تنفيذ الجريمة ، حيث صرّح شخص من الأسرة أنه طلب المبيت من الأم التي كانت تؤدي واجب العزاء قبيل وفاتها بقليل ، فأخبرته بقلقها من أن يقدم ابنها باقتراف فعل ضارّ في حقّ أختيه الموجودتين لحظتها معه في البيت، غير مدركة أنّ الأمر قد تمّ فعلا وأن نفس المصير ينتظرها هناك، وهذا ما صرّح به أيضا أفراد من عائلة الجاني بمن فيهم والده. القاتل كان يبتزّ إخوته ووالديه ماديّا من أجل إشباع نزواته، بما فيها تعاطيه للمخدرات والكحوليّات والأقراص المهلوسة، وكم من مرّة دخل في شجارات مع والده من أجل ذلك إلى درجة أنّه كان يلحّ عليه كي يكتب له قطعة أرضية من ممتلكاته أو يمنحه نصيبه من الإرث، وكان الضحايا الثلاث يمنحنه النقود خفية ممّا يتسلمنه من ربّ الأسرة او يوفّرنه من مصروفهنّ الشخصيّ. كلّ أفراد الأسرة والجيران وسكّان الدوّار يصرّحون بأنّ الجاني لم تكن لديه أيّ نزاعات أو مشاكل أخرى مع الضحايا باستثناء ابتزازه الدائم لهن. الجاني مشهود له بانحرافه في الوسط، وقد سبق أن اعتقل من طرف السلطات المحلية لأجل ذلك والمثير أثناء إعادة تمثيل الجريمة انه لم يبد عليه أيّ أثر للندم أو ما شابه ذلك. إعادة تمثيل هذه الجريمة تمت في أجواء مشحونة، حيث تحلق عدد غفير من المواطنين حول مكان اقترافها، ومنع عناصر الدرك وسائل الإعلام من التقاط صور لذلك نزولا عند رغبة أفراد أسرة الجاني والضحايا معا. وعلمت جريدتنا أن الضابطة القضائية قد أنجزت مسطرة إحالة المتهم على النيابة العامة التي من المنتظر بدورها أن تحيله على قاضي التحقيق.