الاعتقالات الأخيرة لبعض بائعي لحوم الكلاب والأغنام النافقة بالدار البيضاء، ممن يحولونها إلى سندويتشات نقانق وكفتة و«تقلية»، تعيد إلى الأذهان بعض الاعتقالات السابقة لبائعي لحوم الكلاب والحمير بالدارالبيضاء أيضا، إلا أنها آنذاك كانت حالات فردية تظهر.. ثم تعاود الظهور حالة حالة، أما الآن فالأمر يتعلق بمجموعة من باعة لحوم الكلاب والنافق من الأغنام والأنعام. إنه الجشع في أبشع تجلياته أن يغامر بائع ويقامر بصحة المواطنين، من أجل الحصول على ربح سهل هو الخسران المبين عينه. من أين يجيء هؤلاء الكلبونيون إلى واقعنا المغربي، ليتكالبوا على جيوب فقراء جوعى، كل همهم إسكات أصوات أمعائهم، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم ملأوا بطونهم بما كان ينبح! هل نرد كل هذه «الكلبونية» إلى امتلاء شوارع مدننا بالكلاب الضالة، التي شجعت أمثال هؤلاء الضالين على الجشع السهل، ففعلوا ما فعلوه، أم نردها إلى موات المراقبة، أم فقط إلى موت الضمائر؟! يبدو أن كل ضمائرنا باتت عبارة عن ضمير غائب ومستتر، وإذا غابت الضمائر أو ماتت، فانتظر ما هو أكبر وأكثر من الكلبونية!