بعد فوزها نهاية الاسبوع المنصرم بصفقة طلب عروض لحيازة 51% من شركة الاتصالات بمالي، أصبحت اتصالات المغرب تبسط نفوذها عمليا على قطاع الاتصالات في كل من موريطانيا (موريتيل) وبوركينا فاصو (أوناتيل) والغابون (اتصالات الغابون) ومالي (صوطيلما). وقد انزعج المصريون كثيرا بعد خسارتهم للصفقة الأخيرة، وعبروا عن ذلك في مجموعة من وسائل الاعلام، خصوصا وأنهم كانوا يعتقدون أن المجموعة المصرية (أوراسكوم) قادرة على الظفر بالحصة الكبرى من أسهم شركة ( صوطيلما) غير أن آمالهم خابت بعدما صنفت الشركة المصرية في الرتبة الرابعة، حيث منحت اتصالات المغرب أكبر عرض مالي (250 مليون أورو) متبوعة ب (سوداتيل) السودانية وشركة (اتصالات البرتغال). وبدل أن ينتبه الاعلام المصري لقوة الشركة المغربية، التي علمنا أمس أن رقم معاملاتها ارتفع خلال سنة 2008 ليناهز 29.5 مليار درهم ، لم يستبعد أحد «المحللين» المصريين في برنامج اقتصادي أن يكون المغرب قد نزل بثقله السياسي للفوز بهذه الصفقة. وليست هذه المرة الأولى التي ينزعج فيها الاعلام المصري ومعه أحيانا الجزائري والتونسي، من التوسع الاقتصادي للمغرب، حيث سال كثير من المداد حول الصفقات الكبرى التي فازت بها المقاولات المغربية الكبرى في بلدان إفريقيا. فالمغرب حاضر بقوة في القطاع البنكي من خلال مجموعة التجاري وفابنك التي ضمت إليها مؤخرا خمسة من البنوك الافريقية الرئيسية، بكل من الكونغو والسينغال والكوت ديفوار والغابون بتفويت من القرض الفلاحي الفرنسي بغلاف مالي ناهز 250 مليون أورو. كما وطد المغرب أقدامه الاقتصادية من خلال مجموعة (أونا) التي تمتلك شركتها (مناجم) فروعا قوية في الغابون، كما تتوفر ذات المجموعة، في قطاع التوزيع التجاري الواسع، على مجموعة من الأسواق الكبرى بالكونغو والكاميرون والغابون (مجموعة أبتروغ). ونفس الثقل تنزل به شركة الخطوط الملكية المغربية في افريقيا، حيث تمتلك حصة عريضة من أسهم الخطوط السينغالية والكاميرونية والغابونية، فضلا عن تأمينها للعديد من الخطوط الجوية التي تربط القارة السمراء بأوربا. أما المكتب الوطني للكهرباء فيتواجد بقوة بالسينغال وسيراليون وبوركينا فاصو التي يؤمن لها التزود بالكهرباء والماء الشروب. أما على مستوى المقاولات العقارية فيمكن التذكير بتواجد مجموعة ميلود الشعبي بكل من السينغال وغينيا بيساو، بل وبتونس ومصر نفسيهما. هذا فضلا عن الشركة المغربية دولاتر لفيفيي التي زودت الغابون بمنصة كبرى لاستغراج البترول، والقائمة طويلة للمقاولات المغربية التي وجدت في إفريقيا جنوب الصحراء، متنفسا استراتيجيا لتوسعها.