اكتب كلمتي «غزة» بالإنجليزية على أي موقع بحث على الشبكة العنكبوتية، فسيظهر لك ما يزيد عن 18 مليون موقع إلكتروني وصفحة رقمية رداً على سؤالك، ضمنها جزء كبير من المواقع المغربية. وما يسترعي الانتباه أن بعضها يدعو إلى التبرع لأهالي غزة، في ما يحضّ بعضها الآخر على التبرع لأطفال إسرائيل « الجوعى في الجنوب الإسرائيلي» الواقع تحت ضغط «الإرهاب»، ( هكذا، يا سلام!! ). هنا نحن أمام هذه هي «الحقائق» العنكبوتية كما تظهر في المجازر والحروب في المنطقة العربية، وما أكثرها. ويشعر المتابع العربي للأحداث بالإنهاك والانهيار العصبي نتيجة متابعة ما يجري في غزة، التي تضاف إليها الانقسامات العربية - العربية، والفلسطينية - الفلسطينية، والعربية - الدولية، والصمت الطويل لضمير العالم أمام الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة. ويحاول البعض اللجوء إلى الإنترنت بحثاً عن مصادر بديلة أكثر هدوءاً وربما أكثر عقلانية، لكن المفاجأة هي أن ما يحدث على الإنترنت يُشبه رجع الصدى لما يحدث في باقي وسائل الإعلام. وتمتلئ الشبكة العنكبوتية بالدعوات إلى التطوع للانضمام إلى صفوف المقاومة في الداخل، وبنداءات للإطاحة بالأنظمة العربية، وبتراشق الألفاظ بين مدوّنين إلكترونيين «بلوغرز» عرب يتهم بعضهم بعضا بالخنوع والخيانة، وبخوض الحروب لمصلحة «الآخرين»، وبالتحليلات السياسية والاستراتيجية، وبالسخرية، وبالغضب من الجميع وهكذا دواليك. والخلاصة هي أت هناك حربا في غزة وحربا أخرى في الفضاء الإفتراضي للأنترنيت!!