قال الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن الحزب يواصل نضاله، كما في السابق، من أجل مجتمع جديد، منفتح، ديمقراطي، عصري ومتضامن. وأوضح المالكي في مداخلة له الخميس الماضي حول موضوع «السياسة والمجتمع»، بالمعهد العالي للتجارة وإدارة الأعمال والمقاولات بالدارالبيضاء، أن الديمقراطية، الحداثة والتضامن التي تعتبر الرهانات الثلاث للمغرب تشكل أرضية نضال حزب الاتحاد الاشتراكي. وأكد المالكي على ضرورة أن تكون الديمقراطية عاملا لإدماج كل الطبقات الاجتماعية ولإشراك كل الشرائح السوسيو مهنية خاصة الشباب والنساء، مشددا في الآن ذاته على أن كل ديمقراطية تعتمد الاقصاء، مآلها الفشل. وقال المالكي أن الحداثة لايمكنها أن تتحقق إلى بتوفير شروط تجعل من المرأة عاملا للتغيير، مشيرا إلى أنه لاحداثة دون إشراك المرأة ولا يتحقق إشراك المرأة دون ديمقراطية، معتبرا أن هذه الازدواجية هي قاعدة كل دينامية سياسية. ودعا المالكي في السياق ذاته إلى ضرورة تطوير أوضاع المرأة المغربية وتحريرها وإدماجها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مشددا على كون الارتقاء بوضع المرأة يشكل ركيزة أساسية لجعل الحداثة سوكا وممارسة يومية. وبخصوص التضامن، قال المالكي أنه بالرغم من كل ما حققه المغرب من مكتسبات، التي لا يجب نفيها في عدد من المجالات، فالمجتمع المغربي يعرف فوارق اجتماعية ومجالية لابد معها من تظافر كل الجهود لأجل وضع استراتيجية شاملة متناسقة لتعزيز التضامن الوطني ومحاربة التهميش والفوارق الاجتماعية وجعل المغرب فضاء لتسريع وثيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار المالكي إلى أن الاستعدادات للانتخابات المحلية لشهر يونيو المقبل تمثل الإجابة الملموسة لكل مطالب الحزب التي سبق وتقدم بها، مؤكدا في هذا الصدد أن انخراط الشباب والنساء يعد رهانا من أجل تحقيق مستقبل ملئ بالنجاحات والانجازات. وأوضح أن الثاني عشر من شهر يونيو المقبل، موعد الانتخابات المحلية المقبلة، سيكون مناسبة لاختبار الديمقراطية ومصداقية الانتخابات. وحث عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الشباب على الانخراط في الحياة السياسية والتسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة في التصويت معتبرا أن ذلك هو خير سبيل للمحاسبة. واعتبر المالكي أن الحديث المباشر إلى شباب يعتبرون النواة الصلبة لنخبة المستقبل، فرصة لأجل التعريف باختيارات الحزب في عدد من القطاعات السياسية وسوسيوثقافية. وتوقف المالكي في هذا اللقاء الاسبوعي مع طلبة المعهد الذي ينظم في سياق سلسلة القاءات مع فاعلين سياسيين، عند الأزمة الاقتصادية التي يعرفها العالم وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أنها مست كل البلد على اختلاف مجالات التنمية. وأثار المالكي الانتباه إلى أن الأزمة الاقتصادية أعادت الاعتبار إلى الفكرة الاشتراكية، وأشار، في هذا الإطار، إلى أن الدرس الذي يمكن استخلاصه من الازمة هو البحث عن عقلانية مركزها الانسان والعودة إلى القيم والاخلاقيات لجعل المالي في خدمة الاقتصادي وهذا الأخير في خدمة الاجتماعي. وهو ما ، يضيف المالكي، يتطلب رؤية استراتيجية جديدة لا يمكن إعمالها إلا بانخراط الدولة فيها كفاعل مركزي إلى جانب مؤسسات الدولة الأخرى. وتميز اللقاء أيضا بوضوح وواقعية عرض المالكي، الذي تحدث في إطار إجابته عن أسئلة الطلبة عن الكتلة، والتحالفات الممكنة في أفق الاستحقاقات القادمة وبلقنة الحقل السياسي وأزمة الثقة في السياسيين، والانتقال الديمقراطي، والعزوف عن المشاركة في الانتخابات، وغياب التواصل مع المجتمع، والتقنوقراطي والسياسي في تدبير الشأن العام.