جميل أن يكون في المغرب خبراء على شاكلة الدول الأوروبية والغربية عموما ، لما يتحلون به من حب المعرفة والاطلاع، والتتبع بشتى الوسائل المعرفية والتقنية للطيور والحيوانات، وذلك على منوال ما تقدمه القناة العالمية «أنيمو»، والتي بلا شك تحظى بمتابعة قل نظيرها. وجميل أيضا أن أتلقى عبر البريد الإلكتروني ملاحظات واستفسارات من القراء الكرام، تصب كلها حول ما كتب على صفحات عالم خاص التي تتغيا خدمة «الولاعة» المغربية. فقد توصلت في أحد التعقيبات على موضوع المناظرة الوطنية لطائر الفلاوطا التي نظمت بمدينة سلا، بملاحظة أعتبرها شخصيا من مولوع له غيرة على مشهد تربية الطيور والاهتمام بها، حيث اشار الى كلمة خبراء في الأورنيطولوجيا، أو علم الطيور، وتساءل في نفس الوقت هل لدينا فعلا خبراء؟وساق مثالا للخبراء في قناة الحيوانات العالمية. لن أجيب بالإيجاب أو النفي، لكن يمكن التأكيد على أن الخبير هو من يهتم بالشيء ويبحث في تاريخه وتفاصيل حياته، ويحاول الإلمام بكل شيء يتعلق به مهما كان دقيقا، وهذه الصفات تنطبق على عدد من «الماليع» المغاربة، وبطبيعة الحال لا يمكننا مقارنتهم مع نظرائهم الغربيين لسبب بسيط، وهو الإمكانيات المادية والوسائل التقنية، وليس نقصا في القدرات الشخصية. نعم لدينا خبراء، لكن الإعلام الوطني مازال غافلا عن جمهور «الماليع» ولا يهتم بمسابقة او مناظرة إلا لماما. نعم لدينا أناس مستعدون لقضاء فترات طويلة في المحميات أو البراري، لاقتناص المعلومات عن حيواناتنا وطيورنا، لكن شرط توفرهم على الدعم المادي والتقني. أما والأمر يتعلق بأحد الطيور المغردة التي تعيش في القفص، فطريقة ملاحظتها وتتبع تفاصيل حياتها لا تتطلب معسكرا في الخلاء ولا منظارات بعيدة المدى أو مناظير بالأشعة فوق البنفسجية لمراقبة تحركاتها ليلا. الحديث عن الخبراء المغاربة ليس تضخيما للأمور أو محاولة لإعطائهم حجما أكبر منهم، لأنه فعلا لدينا خبراء يدلون بتصريحاتهم وآرائهم لبعض وسائل الإعلام الغربية، لكن إذا كانت كلمة الخبراء لا تناسب كل المهتمين فالخلاف فقط في التسمية، لنطلق عليهم إذا «ماليع» كما جاء في الرسالة عبر البريد الإلكتروني. وفي النهاية لا بد من التحية للقراء الكرام الذين يبدون ملاحظاتهم القيمة حول المواضيع التي تنشر في صفحتهم «عالم خاص» التي حتما ستفقد طعمها وجدواها في غياب اهتمامهم بها، والتعقيب على مواضيعها إن بالسلب أو الإيجاب ، لأنها في النهاية تبقى إيجابية لخدمة الولاعة المغربية.