لم يكن المسؤول الأول عن تسيير الجماعة الحضرية للدار البيضاء ، في يوم من الأيام، مهمشاً للإصلاحات المبرمجة في تراب منطقة عين الشق، ولكن كان مُبرمجاً لها ومخصصا لها وقتاً مناسباً! ولم يجد أحسن وأفضل من هذه الأيام ، حيث ستبقى تحركاته راسخة في أذهان جميع من مرت أمامه آلة ضخمة وجرافة وشاحنات مملوءة أو فارغة! إنه كان يعرف خصاصها وكان يدرك احتياجاتها، و متى سيطرق بابها. في الأسابيع الأخيرة لم يكلف نفسه عناء طرق أبواب أحيائها، بل اختار طرقا جديدة وحديثة، تعتمد على التعرف على بعض الفاعلين والنشطاء الاقتصاديين، والذين أصبح يشكل معهم حلْقات واجتماعات على قارعة الطرق وفوق رصيف بعض الشوارع، وهو من كان إلى حدود الأمس القريب، من الصعب العثور عليه حتى في مكتبه بمجلس المدينة! إنه «غزا» حي الأسرة واستعان في ذلك بأحد «الكوميديين» الذي يسكن بالحي، هذا الأخير عرّفه بصاحب مقهى كبيرة مشهورة باستعمال الشيشا. وحدث مرة ورئيس الجماعة الحضرية في وقفة مع بعض المعروفين بهذا الحي، يحدثهم أنه سيشرع قريباً في إصلاح طرقات وشوارع «الأسرة» طالبا منهم مساعدته في الاستحقاقات المقبلة. وكان طبعاً من بين الواقفين صاحب المقهى المعلومة الذي أضحى من المعتمد عليهم، إذا برجل من سكان الحي يتقدم الى ساجد ويطلب منه مساعدة سكان الحي في منع استعمال واستخدام الشيشا في المحل المذكور، موضحا له أنه يتواجد ضمن رواد هذه المقهى شباب وشابات هم تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، ولم يكن هذا الرجل يعرف أن من بين الواقفين بجانب رئيس مجلس المدينة صاحب هذه المقهى، أصيب «الرئيس» ساعتها بالإحراج، ولم يجد مخرجاً من هذه الورطة سوى جواب لم يستسغه الرجل، حيث رد عليه قائلا: «إننا في مجلس المدينة بعيدون كل البعد عن مثل هذه المشاكل وهذه الأمور، وليست من اختصاصنا»! متناسيا كم من مرة طُرح هذا الموضوع على دورات مجلس المدينة وهناك قرارات في هذا الصدد! هكذا يتنصل ساجد من هذا الإحراج عن طريق المراوغة، وبهذه الطريقة التي تجعل الشيشا وأخطارها خارج مسؤولية مُسيري مجلس المدينة ، على الأقل، الى أن يمر يوم 12 يونيو 2009! فهو، يقول بعض أبناء حي الأسرة ، يرغب في أن يحافظ على أصحاب المقاهي ولا يريد أن يخسر أصحاب الشيشا بالمنطقة،أو أن يدخل معهم فيما يفسد عليه مخططه «الزفتي» الذي يغزو به حاليا حي الأسرة وحي الفضل والأحياء المجاورة؟ فأين كان هذا الأسطول «الزفتي» منذ خمس سنوات خلت؟