“أشمن مقهى الطاقة ...راه هلكونا وما خلاو عندنا طاقة ” بهذه العبارة الإستفزازية التي لا تخلو من وخز كاريكاتوري ، تعلق إحدى السيدات الساكنة على بعد أمتار من المقهى، عن الوضعية الكارثية التي وصلت لها ساكنة العمارات والمرافق التجارية القريبة من المقهى بالمسيرة الثانية على تراب مقاطعة المنارة. في حين تتعالى أصوات النساء والأطفال، إحتجاجا على المقهى المشهور بالشيشا، بعد أن حول حياتهم لجحيم لا يطاق، وقبل أن تأمر السلطات المحلية ، من خلال لجنة مختلطة، بإغلاق المقهى، على إثر مخالفات تنبني على تحويله لوكر للدعارة ، واستقطاب المنحرفين والمومسات، وممارسة كل أنواع الموبقات،والمحرمات فضلا عن كونه كان من أبرز الفضاءات المعروفة على المستوى المحلي والجهوي بالشيشا،والأشياء الأخرى، كما يصف أحد محدثينا من المحتجين الواقفين، وما تخلفه هذه الأخيرة من إنبعاث لغاز ثاني أوكسيد الكاربون القاتل، وما ينجم عن ذلك من تلويث المحيط الإيكولوجي والبيئي . من جهة أخرى، ظلت مأساة “المقهى المشتغل على الطاقة ” التي أصابت الصغار قبل الكبار، وتجرع مرارتها كل السكان المجاورين لهذا المرفق الملغوم، تحظي بالتميز والمداهنة تحت أنظار قائد المنطقة، وصمته، وضدا عن مقتضيات المدونة المتعلقة بالتعمير، خصوصا عندما قام صاحبه بفتح ممر غير قانوني بين المقهى وبين المرآب، الذي تم تهيؤه كملحقة للمقهى، وعمد إلى إستغلال الطابق تحت أرضي للعمارة المخصصة لوقوف السيارات، وتحويله إلى “ديسكوتيك شبقي” وحلبة ل “هز ياوز” مما دفع اللجنة المختلطة تحت ضغط السكان المتضررين، وتصعيد الاحتجاجات إلى استصدار قرار فوري بسحب الترخيص نهائيا. تجاوزات بالجملة وأخرى بالتقسيط، مارسها المسؤول القانوني عن المقهى، دون حسيب أو رقيب وفي غفلة من متابعة بعض الضمائر للتراجيديا التي كانت تأكل يوميا من صحة الصبيان والشيوخ ، وتتمركز على أكناف أصحاب الإتاوات والإكراميات اليومية، في حين أعطى ممثل الحي بالمجلس الجماعي وبمجلس مقاطعة المنارة،سفيان بن خالتي المثال الجيد والرائع عن الكيفية التي ينبغي للمنتخب الجماعي العمل عليها، في التجاوب مع مطالب الساكنة، وقضاياهم اليومية. وإرتباطا بنفس الموضوع ، علمت “مراكش بريس” أن جهات حقوقية وجمعيات لحماية الطفولة تنوي متابعة المسؤول القانوني عن “مقهى الطاقة” بعد أن تبين أن بعض الساكنة ، خصوصا من العجزة والأطفال باتوا يعانون من أمراض الربو وحساسيات ضيق التنفس، ومضاعفات مرضية مزمنة كلفت الأسر أموال طائلة قصد تغطية مصاريف العلاج ، من ضمنهم طفلة لم يتجاوز سنها 7 سبعة شهور. والواقع، أن خبايا مقهى الطاقة صدمت حتى بعض زبائنه ممن كانوا “في دار غفلون” وعرت على واقع مزري ، تغلفه مؤامرات الصمت من طرف بعض رجال السلطة ، حيث تبلور الشيشة بدخانها المتماوج كل أجواء من العري والصخب التي تسترها الأضواء الخافتة، مقاهي تجتدب الدعارة بكل صنوفها وتزين كل ضروب العلاقات المحرمة. حسن حمدان
عن هذا المقهى، ومقاهي أخرى ستكون لدينا تفاصيل مثيرة وصادمة.