عندما يبلى الجلد يُستبدل عادة بخلايا جديدة تتولّد تحت سطحه. ولكن عند الإصابة بمرض الصدفية يتسارع المعدل الطبيعي لتوليد الخلايا فلا تتمكن الخلايا عند ذلك من صنع مادة القرنين التي تعطي الجلد سطحه الصلب، وتكون النتيجة حصول تقشّر للجلد قبيح المنظر يُعرف بمرض الصدفية. وغالباً ما يسبق ظهور الصدفية حدوثُ فترة من الإجهاد العقلي، أو الإصابة بالتهاب في الحلق. ما هي الأعراض؟ تظهر بقع حمراء قانية ناتئة مغطاة بقشور بيضاء على الجلد، ولا تسبب عادة أي إزعاج ولكنها قد تكون مثيرة للحك أو متقرحة. ومن المحتمل أن تظهر بقعة واحدة صغيرة أو عدة بقع كبيرة. والمناطق الأكثر شيوعاً لظهورها هي الركبتان والكاحلان وفروة الرأس، كما قد تظهر على الإبطين أو تحت الثديين وعلى الأعضاء التناسلية، وفي بعض الأحيان حول الشرج. وعندما تحدث الصدفية على اليدين والقدمين، فمن المحتمل أن تكون على شكل بثور ممتلئة بالقيح الأبيض (غير الخَمِج) وجلد متقشّر سميك. وفي بعض الحالات تتأثر الأظافر فتسمك وتتنقر وتنفصل عن الجلد الواقع تحتها. ويُعاني حوالي سبعة في المائة من كافة المصابين بالصدفية من مفاصل منتفخة (وهي حاله تُعرف بالتهاب المفاصل الصدفي وتشبه حالة التهاب المفاصل نظير الرثوي). ما مدى انتشار هذه المشكلة؟ مرض الصدفية حالة شائعة إذ يصاب واحد من كل أربعين شخصاً بأعراضه إلى درجة معينة. ويغلب انتشار هذا المرض عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين عشر سنوات وثلاثين سنة، وتكون معظم حالات الإصابة به معتدلة،وقد تكون وراثية إلى درجة معيَّنة. ولا مخاطر على الصحة إلاّ في الحالات الحادة النادرة الحدوث. لذا فاستشارة الطبيب مهمة جداً لتحديد العوامل التي تحفز ظهور هذا المرض. ما هو العلاج 1) المساعدة الذاتية: من المفيد لبعض المصابين بالصدفية تعريض أجسامهم بعناية لأشعة الشمس، أو استخدام مصباح الأشعة فوق البنفسجية، لتسريع الشفاء من هذا المرض، ولكن في حالة الجسم الحساس يجب الحذر كثيراً من تعريض الجسم طويلاً لأشعة الشمس لئلا يصاب بسعفة (حرقة) الشمس التي تزيد الإصابة سوءاً. 2) المساعدة الطبية: يرشدك الطبيب إلى استخدام أحد المراهم أو المساحيق التدميلية لوضعها على المناطق المصابة. ونذكر من بين هذه المواد المستحضرات الستيرويدية، والتي تملك فعالية معتدلة والتي قد تخلّف تأثيرات جانبية في حال استعملت لفترة طويلة. يجب وضع بعض المستحضرات المستعملة لعلاج الصدفية بعناية كبيرة نظراً لأنها قد تحرق الجلد السليم كما قد تلوث مستحضرات أخرى شراشف السرير والملابس. إن استعمال هذه المستحضرات الجلدية مفيد في العديد من الحالات، ولكن إذا لم تحقّق التأثير المطلوب، يمكنك أن تتلقى علاجاً بالأشعة فوق البنفسجية أو علاجاً جديداً يعتمد على الأشعة الخفيفة يُعرف باسمهالطبي PUVA، ولكن لا تزال التأثيرات الجانبية المحتملة لهذا النوع من العلاج مجهولة حتى اللآن. وكبديل لهذه العلاجات يمكن دخول المستشفى لمدة تقل عن الشهر لتلقي العلاج الذي يعتمد على المستحضرات الجلدية وتحت إشراف الكادر الطبي، وقد يعطي المصاب دواء «مسمِّماً للخلايا» والذي يبطّئ تجزّؤ الخلايا في حال كون الإصابة حادة، ولا يُستخدم هذا العلاج الأخير بشكل روتيني لأنه قد يؤثر على خلايا أخرى معيّنة موجودة في الجسم. يمثل مرض الصدفية عند غالية المصابين به حالة مرضية طويلة الأمد، ولا يوجد حالياً أي علاج يحقق الشفاء الدائم منه. ومع ذلك فان المعالجة الحديثة تنجح إلى درجة كبيرة في التخلص من أعراض هذا المرض في كل مرة يعاود ظهوره فيها.