رفضت غرفة الاتهام بمجلس قضاء الجزائر الأربعاء، طلب الإفراج الذي تقدم به محامو الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ منتصف نونبر بتهم تتعلق ب»السلامة الترابية» و»الوحدة الوطنية»، بحسب ما ذكرت صحيفة الوطن الخميس. وذكرت الصحيفة «بعد الاستماع إلى مرافعات هيئة الدفاع وممثل النيابة، قرر القضاة رفض استئناف المحامين ضد أمر الحبس المؤقت الصادر عن قاضي التحقيق في 21 نونبر، وإبقاء صنصال رهن الاحتجاز بتهمة ارتكاب أفعال تتعلق بالمادة 87 مكرر من قانون العقوبات». وأضافت الصحيفة أن الكاتب الذي تلقى دعما كبيرا من جهات سياسية وأدبية عدة في العالم، قضى جزءا من فترة احتجازه في مستشفى مصطفى باشا الجامعي وسط العاصمة الجزائرية من أجل تلقي العلاج، لكنه حاليا في سجن القليعة على بعد حوالي 45 كلم غرب العاصمة. وندد المحامي الفرنسي لصنصال، فرنسوا زيمراي، بالسلطات الجزائرية التي رفضت منحه تأشيرة للدفاع عن موكله. وأعلن فرنسوا زيمراي،في بيان ، أنه لم يتمكن من زيارة موكله في الجزائر وقال المحامي في البيان «فيما ستبت محكمة الاستئناف في الجزائر العاصمة طلب الإفراج عن بوعلام صنصال الأربعاء 11 دجنبر، لم يسمح لفرانسوا زيميراي بالذهاب إلى الجزائر للاستعداد للدفاع عن موكله إلى جانب زوجته الجزائرية». وأضاف أن «رفض التأشيرة يعيق ممارسة حقوق الدفاع المنصوص عليها في المعاهدات الدولية التي صادقت عليها الجزائر، والتي من دونها لا تكون المحاكمة عادلة». وتابع البيان «بموجب الاتفاقات المبرمة عام 1962، يمكن للمحامين الفرنسيين والجزائريين ممارسة المهنة بشكل متبادل في البلدين»، مشيرا إلى أن «زيميراي تقدم بطلب للحصول على تأشيرة مصحوبا بدعوة من زملائه الجزائريين». وقال في مؤتمر صحافي الأربعاء إنه «سينتظر بضعة أيام» قبل أن يرفع شكوى ضد الجزائر لدى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة ولجنة حقوق الإنسان في الاتحاد الإفريقي. وقال نقيب محامي باريس بيار هوفمان على منصة «إكس» إن «ما يحصل غير مقبول. حقوق الدفاع ليست متغيرة». وكان زيميراي الذي كلفته دار «غاليمار» الفرنسية الدفاع عن الكاتب، أعلن أنه تقدم بطلب للإفراج عن صنصال البالغ 80 عاما. وبحسب وسائل إعلام عدة، جرى توقيف بوعلام صنصال يوم السبت 16 نونبر بمطار الجزائر العاصمة، آتيا من فرنسا. وتبدي الأوساط السياسية والأدبية قلقها حيال مصير صنصال، حيث وجه ثلاثون فائزا بالجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية نداء إلى السلطات الجزائرية «لضمان الحماية الجسدية واحترام الحقوق الأساسية لصديقنا»، وذلك في عمود نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة لوفيغارو. كما دعا الفائزون بجائزة نوبل للآداب آن ي إرنو وجان ماري لو كليزيو وأورهان باموك ووول سوينكا، إضافة إلى عدد من الكتاب بينهم سلمان رشدي وروبرتو سافيانو، إلى «الإفراج الفوري» عن الكاتب الفرنسي الجزائري صنصال، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لمجلة «لوبوان».وطالب الأدباء في المقال الذي نشر بمبادرة من الكاتب في «لوبوان» الجزائري كمال داود الفائز بجائزة غونكور هذه السنة، ب»الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال وجميع الكتاب المسجونين بسبب أفكارهم». وأضافوا «لا يسعنا أن نبقى صامتين. فالمسألة متعلقة بالحرية وبالحق في الثقافة وبحياتنا، ككتاب مستهدفين بهذا الترهيب». بدورها، أعربت دار «غاليمار» الفرنسية التي تنشر مؤلفات صلصال «عن قلقها العميق بعد توقيف أجهزة الأمن الجزائرية الكاتب»، ودعت في بيان «إلى الإفراج عنه فورا». وقالت أوساط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه «قلق للغاية بشأن هذا الاختفاء»، موضحة أن «أجهزة الدولة مستنفرة لكشف ملابسات وضعه».