1 – التسجيل الرسمي لانتصار المغرب في الصحراء 2 – مصنف العقيدة الدبلوماسية 3 – ماذا تنتظر الأممالمتحدة.. 1 – اختار الملك، محمد السادس أن يحصر خطاب افتتاح البرلمان، في موضوع واحد ووحيد هو قضية الصحراء. وإذا كان السياق يخلق المعنى، فإن السياق الحالي مطبوع بالعديد من التحديات الجيوسياسية والاستراتيجية، التي توجد فيها قضية التراب الوطني للبلاد موضع حروب ومنازعات ورهانات حربية أو جيو سياسية متعددة. وكان لا بد من التركيز على موضوع سيادي في منبر سيادي في مناسبة سيادية. في السياسة دوما، يعتبر أكتوبر شهر القضية، لكن ما استجد فيه هاته السنة هو توالي الاعترافات بمغربية الصحراء. ولعل أكتوبر هاته السنة يحل وفرنسا قد اعترفت بمغربية الصحراء، وسترافع عنها أمام مجلس الأمن بعد أن كان رئيسها قد أعلن بأن الدفاع عن هذا الموقف سيتم داخليا وخارجا.. 2 اختار الملك، أيضا، أن يعلن ويسجل رسميا انتصار المغرب في قضية الصحراء. وقد توازت في ذلك اللغة الدبلوماسية بتعداد الأنصار والمناصرين، والعواصم التي رافقت المغرب في حقه، مع القاموس القرآني(جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) في إحالة روحية على الأرض المستعادة، وقول "للذين حاولوا يستفزوك من الأرض ليخرجوك منها كما قال الفقهاء..! ولعل قوة الخطاب، بل بؤرته، تكمن بالأساس في هذا التسجيل العلني والرسمي، كفعل قانوني وسياسي ودبلوماسي يفيد بأن انتصار المغرب في قضيته، والانتصار الدولي لها، أصبح صيرورة حتمية ونهائية.. ونتيجة لا رجعة فيها. 3 وضع مصنفtraité للدبلوماسية، وهو جواب وتجاوب مع مطلب كان دائم الحضور لدى الباحثين كما لدى الرأي العام حول دليل مكتوب يشرح فيه المغرب عقيدته الدبلوماسية، ويعرّف بمرتكزاتها، بشكل يقترب من نظرية لهذه الدبلوماسية. وقد كان تضمن هذا المصنف الجواب عن ثلاثة أسئلة: ماذا تحقق؟ وكيف تحقق؟ وما الذي بقي لنا أن نحققه وكيف؟ وفي ذلك، كانت العبارة المفتاح لقراءة الفعل الدبلوماسي "الانتقال من التدبير إلى التغيير". لا بد من القول بأن هذا الانتقال قد تم جزء كبير منه بالفعل: وذلك من خلال إعادة تأطير معادلات الحل، وفيها نقول بعجالة: الإقبار النهائي للاستفتاء باعتباره بؤرة العقدة التي كانت معادلة الصحراء تتمحور حولها( تحديد الهوية، وقف إطلاق النار، أطراف النزاع. أسلوب الحل وأفقه؟). هكذا حلت الموائد المستديرة محل الاستفتاء( الذي صار من متلاشيات العلاقة الدولية وأدبيات الأممالمتحدة)، وأصبح البحث عن حل توافقي تقبل به الأطراف عوض عملية خاسر – رابح التي تقود إلى الدويلة الوهمية، ومن نزاع ثنائي مغربي – انفصالي، تغيرت المعادلة إلى نزاع ثنائي جزائري مغربي، ذي أبعاد إقليمية.. الخروج من دبلوماسية ملكية تقليدية، تحاول تدبير المواقف ، لاسيما عند الشركاء، إلى دبلوماسية هجومية تسعى إلى تغيير هاته المواقف ؛ تغيير في وسيلة تحقيق هذا النموذج بالمبادرة والاستباقية، وقد تعددت بالفعل وجوه هذا المنحى: عسكريا من خلال تطهير معبر الكركرات جيو سياسيا من خلال تنويع الشراكات والخروج من شرنقة التقسيم القطبي للعالم الموروث عن الحرب الباردة، العودة إلى الاتحاد الإفريقي إقامة علاقات جديدة ودخول مناطق الحظر الذاتي فيها: نيجيريا إثيوبيا، كنموذج؛ اعتماد استراتيجية الصدمة: الفصل الألماني – الإسباني، وما ترتب عن الندية المعتمدة فيها.. 4 مساءلة الأممالمتحدة: بتسجيل انتصار المغرب، وإقامة الدليل المادي والدبلوماسي، على التوجه الدولي الغالب في التعامل مع الحق المغربي. صار من اللازم أن تنظر الأممالمتحدة لنفسها:كيف تكون أغلب الدول فيها، مع الحق المغربي ومع الحل المقترح، في حين تواصل التعامل مع الأطراف على قدم المساواة، كما لو أن التوجه الدولي لا معنى له؟ كيف يمكن للأمم المتحدة أن تظل في موقع وموقف المتفرج أو الكاتب العمومي الدولي! وهي ترى بأن المقترح المغربي يحتل مساحات واسعة في خارطة القرار الدولي، بدون أن تدفع الأطراف الأخرى إلى تبني التوجه الغالب؟… هاته الأسئلة وغيرها وردت ضمنا في العديد من المبادرات الدبلوماسية المغربية، وتم إبلاغ المبعوث الشخصي ديميستورا به،على شكل تسجيل المفارقة التالية: كيف الحديث عن مسلسل سياسي سلمي في وقت ما زالت أطراف الطاولة من الخصوم تواصل اعتداءاتها على التراب المغربي بشهادة من تقرير الأمين العام الأممي نفسه؟ وتقول بعض التسريبات عن التقرير الجديد إنه يسجل 164 هجوما من الانفصاليين، 75 % منها في المحبس وقد بدأ العمل بالمسيرات، "الدرون" التي سبق الحديث عنها من طرف البوليساريو نفسه، وهذا دليل على تدخل الجزائر وإيران كذلك في الوضع .. في مقابل جمود المسلسل السياسي، وهي الورقة التي تسعى الجزائر إلى اللعب بها لتوحي بأنها قادرة على الحسم في سيرورة القضية… وتعطيل قرارات مجلس الأمن! ولعلها الورقة الأخيرة التي بقيت لها، إلى جانب التهديد بقطع العلاقات مع بعض الدول التي انتصرت للحق والقضية العادلة!