قال أستاذ علم الاجتماع عبد الله ساعف إن أحداث 16 ماي 2003 أعطت للدولة إمكانية تحجيم حزب "العدالة والتنمية" وعمليا نزع الشرعية عنه عن طريق الاتهامات والإشاعات. وأشار ساعف في ندوة نظمها حزب "العدالة والتنمية" اليوم السبت حول حصيلة تجربته، أنه بعد هذه الفترة جاء تأسيس حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي بدأت سيرورته في 2008، لتبدأ المواجهة بين الحزبين خاصة أن الأول جعل من مواجهة الإسلاميين شعارا أساسيا، مع الترويج أن الأحزاب الأخرى توفيت أو شبه متوفية.
وأكد أن مرحلة المواجهة القوية التي ملأت المشهد السياسي بكامله، جعلت مسار حزب "العدالة والتنمية" بعيدا عن مسار الأحزاب الإدارية التي سبقته، ثم بعد ذلك جاءت أحداث الربيع العربي وحركة 20 فبراير، لافتا أن الحزب لم ينزل إلى الشارع واشتغل في إطار النظام القائم، وثبت خيار العمل في إطار الشرعية. واعتبر ساعف أن هذه المواجهة أسفرت عن الدخول الرسمي والكامل إلى المشروعية سواء مع الدولة أو المجتمع، مسجلا أن الحزب رغم كل هذا غير موجود في المؤسسات باستثاء البرلمان، فليس له حضور بين الولاة والعمال أو رؤساء الجامعات والمؤسسات العمومية والكتاب العامون. وسجل أن حزب "العدالة والتنمية" لا يشبه الأحزاب الأخرى خاصة أنه استطاع هزيمة "البام" في المواجهة، مبرزا أن هناك قوة ذاتية للحزب علما أن الخريطة المجتمعية تغيرت وحتى التنظيمات تغيرت وأصبحت شاردة. وشدد ساعف أن القوى المجتمعية التي كانت تغذي التنظيمات السياسية طرأ عليها تغيير عميق سواء مع الثقافة السياسية أو القيم والسلوكات، مع عودة الدولة بقوة في سياق إقليمي ودولي مفتوح على جميع الاحتمالات، متسائلا كيف سيتصرف حزب "العدالة والتنمية" مع هذه المعطيات؟.