ليس العامل الذي يظهر في الصورة عاملا منتميا إلى الشركة التي تدبر تسيير قطاع النظافة بفاس، بل إنه أحد العمال الذين تشغلهم ودادية بدر للسهر على التنظيف والحراسة، بحي بدر الذي أصبح من أجمل الأحياء بمدينة فاس، فعلى امتداده قامت الودادية بغرس أشجار التصفيف الدائمة الاخضرار، مما أكسبه رونقا وجمالية رائعتين، فأشجاره متنوعة ومنتقاة تضم أشجار الدلب والفوقص واللارنج وغيرها من الأشجار الظليلة. جمالية أتت من كون مسؤولي الوداديات تجنبوا تنخيل المنطقة ليستفيد قاطنوها من الظلال الوارفة خلال في فصل الصيف حيث تشتد الحرارة بفاس، إلا أنه رغم جمالية حي بدر فهو يفتقر للمرافق الاجتماعية لأنه لا يتوفر على سوق للخضر والفواكه واللحوم وغيرها، كما يفتقر إلى ملعب للأطفال لممارسة شغفهم الطفولي، كما أن الجماعة ومقاطعة اكدال أهملتا قطعة أرضية كبيرة تقع في آخر الشارع الرئيسي للمنطقة التي أصبحت مرتعا للازبال والنفايات، حيث أصبح من الواجب قامة حديقة بها لتكتمل جمالية المنطقة. وفي حوارنا مع السيد عبد العالي، أحد العمال المشتغلين مع مكتب ودادية حي بدر، أكد لنا بأن الودادية هي الساهرة على نظافة هذه الرقعة مساهمة منها في حماية البيئة والتخفيف من البطالة ، ذلك أن عدد العمال المشتغلين بوداديات الحي يفوق 50 عاملا، وبذلك فان السكان يساهمون في التخفيف من البطالة بالإضافة إلى أداء واجباتهم الضريبية الخاصة بالنظافة وجمع نفايات الازبال المنزلية، مضيفا بأن منطقة حي بدر تتوفر على عدد هام من الوداديات من بينها ودادية انس ووداية المهدي وغيرهما، وكل ودادية تشغل مجموعة من اليد العاملة تسهر على تنظيف وحراسة الدروب والأزقة، مما جعل هذه المنطقة نموذجا حيا في المحافظة على البيئة وجمالية الشوارع، كما أن السكان يساهمون أيضا في تحسين جمالية المنطقة وذلك بغرس الشجيرات الظليلة والورود والإزهار المتنوعة في حدائقهم الصغيرة مساهمة منهم في تحسين أجواء البيئة وجماليتها . ولعل السؤال الذي يطرحه الساكنة في منطقة بدر يتعلق بتقاعس المتدخلين المعنيين في القيام بحملات النظافة والتوعية البيئية، وفي إقامة حدائق في الساحات الفارغة بالمدينة؟