لم ينتظر سكان مدينة الدارالبيضاء سنة أو سنتين أو على الأقل مدة زمنية قد تكون مقبولة حتى تعود إلى حالتها الطبيعية وهي إنتشار الأزبال وإتساخ شوارعها وأزقتها،ففي نهاية شهر مارس الماضي وبداية أبريل الجاري تحركت جميع السلطات والجماعة الحضرية للدار البيضاء ليلا ونهارا وقامت بتنظيف وغسل الشوارع وتبليط واجهات العمارات بل فرضت على جميع الأفراد بالقيام بأعمال مماثلة من أجل رونق المدينة وجمالها وغرس أشجار ونباتات جديدة وخلق فضاءات طبيعية جميلة جدا وكأن المواطن البيضاوي كان يحلم برؤية مثل هذه المناظر إلى درجة أن المواطنين أخرجوا مسرحيات ونكت عن تلك الأشجار التي تم غرسها في مهمة قادمة من شارع آخر أو فضاء آخر شأنها شأن الموظف أو العامل المعين في هذه الساحة أو تلك،أو هذا الشارع أو ذاك فالأشجار والحدائق مثلها مثل البشرفلكل له تعيينه وله مهمته،والأدهى من ذلك هي حكاية قمامات الأزبال فهي الأخرى ظهرت بشكل جديد للمواطنين الذين إستبشروا خيرا وفرحا وظنوا بأن الشركات الثلاث المكلفة بالنظافة ستستجيب لمطالبهم المتمثلة في النظافة،فشوارع وأزقة وأحياء البيضاء بإستثناء المناطق التي يقطنها أصحاب النفوذ كلها غارقة في الأزبال والأوساخ ومناطق تنعدم فيها القمامات وأخرى لاتدخلها شاحنات الأزبال إلا في أوقات محددة كما هو الشأن بالنسبة للمدينة القديمة وسيدي عثمان ودوار السكويلة ومناطق عديدة من الدارالبيضاء تعيش تحت وطأة الأزبال،بالإضافة إلى ذلك يتم وضع قمامات الأزبال وسط بعض الشوارع الكبرى التي تشوه جمالية الشارع،وخير مثال يمكن أن نسوقه هو شارع محمد الخامس ذلك أن شركة النظافة وضعت رهن إشارة مطاعم كبرى قمامات مشوهة لجمالية الشارع الذي أصبح في حلة جديدة بعد إخضاعه لعملية الإصلاح ومرور الطرامواي منه،أما الأزقة المتفرعة عنه فحدث ولا حرج فهي مملوءة عن آخرها بالأزبال،وأصبح لزاما على المقدمين والشيوخ أن يتحملوا هذه المسؤولية أي أن يتصلوا بشركات النظافة لإبلاغهم شكاويهم وشكاوي المواطنين عسى أن تنظف هذه الأماكن لكن لاحياة لمن تنادي. إن وضعية الدارالبيضاء تتطلب تكثيف جهود جميع المتدخلين من أجل تنظيف هذه المدينة العملاقة،وأن لايقتصر عمل المسؤولين فقط على القيام بما يرضي الزيارة الملكية وتهميش المواطنين الذين يؤدون واجبات النظافة.