وجدت بعض وكالات الأسفار المغربية نفسها في ورطة حقيقية، بعدما فاجأتها السلطات السعودية المختصة بقرار منع أداء مناسك الحج، على غير الحجاج الرسميين. وستجد الوكالات المتورطة نفسها في مواجهة ضحاياها من المعتمرين الذين أدوا أثمانا باهظة من أجل أداء عمرة رمضان والمكوث في مكة، لأداء مناسك الحج، وهو- الحلم- الذي تبخر وتبخرت معه الملايين بعد قرار السلطات السعودية وضع آليات لمنع الحجاج غير الرسميين من أداء مناسك الحج. وفرض على هؤلاء المعتمرين عدم الخروج إلى شوارع مكة، لأن ذلك أصبح مغامرة قد تسقطهم بين يدي الأجهزة الأمنية السعودية. وانتشرت السلطات الأمنية السعودية في كل شوارع مكة المؤدية إلى المسجد الحرام:(شارع إبراهيم الخليل، المسفلة، العزيزية بكل مناطقها، وعند الدخول والخروج من الأنفاق التي أحدثت أخيرا للوصول إلى المسجد الحرام بكل سلاسة.) ويعتمد الأمن السعودي على قاعدة بيانات حجاج العالم الإسلامي التي يتوفر عليها في مراقبة صدقية الوثائق، التي يتوفر عليها الحجاج، وذلك بالاعتماد على وسائل متطورة قادرة على قراءة القن السري الذي يحمله كل حاج . وقد تم ضبط هذه العملية بعد فرض المملكة العربية السعودية الفيزا الإلكترونية على الحجاج والمعتمرين. وتابعت جريدة الاتحاد الاشتراكي كيف يصل المراقبون إلى بيانات بعض الحجاج من خلال أخذ صور لهم أيضا. وأمام هذا الوضع، انتشرت ظاهرة سرقة شهادة "إتمام المناسك" لأنها الوثيقة الوحيدة التي تضمن التوجه إلى منى، وعلمت جريدة الاتحاد الاشتراكي، أيضا، أن بعض الحجاج المغاربة قد سرقت منهم هذه الشهادة، وهو ما حول اهتمامهم من العبادة إلى دخول متاهات الإجراءات الإدارية . والمرجح أن من سرقها سيحاول تزويرها للاستعمال الشخصي لكنه سيسقط، لا محالة، في جريمة التزوير والتدليس، خاصة وأن الأمن السعودي لا يكتفي برؤية الوثائق بالعين المجردة فقط، ولكنه يلجأ إلى قراءة بياناتها بواسطة ما يتوفر عليه من معدات إلكترونية متطورة. وقد تم توقيف العديد من الحجاج غير الرسميين (مغاربة ومن جنسيات أخرى)سواء أثناء توجههم إلى المسجد الحرام، أو خلال مداهمة بعض الإقامات قي محيط مدينة مكة. ولا يتساهل الأمن السعودي مع كل مخالف لإجراءات الحج الجديدة حيث يتم تغريمهم مبالغ مالية مهمة مع ترحيلهم إلى أوطانهم ومنعهم من دخول المملكة العربية السعودية لسنوات طويلة. يذكر أن وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، مافتئت تؤكد أن بطاقة إتمام مناسك الحج الذكية تخول وحدها للحجاج أداء مناسك الحج. ويعمل المؤطرون المغاربة على تذكير الحجاج، من خلال مجموعات "الواتساب"، بأهمية هذه البطاقة مع ضرورة الحرص على عدم فقدانها، كما يحث المؤطرون المغاربة الحجاج الذين يشرفون على تأطيرهم على تصويرها وحفظها في ذاكرة الهواتف النقالة، وعدم نسيان حمل نسخة من التأشيرة لأن الأمن السعودي يطلبها في بعض نقط المراقبة.