اعتبر الناقد المغربي سعيد يقطين يوم الجمعة 10 ماي في تقديمه لكتاب «»بعيدا عن الضريح»« للأكاديمي والمعجمي والمترجم عبدالغني أبو العزم، خلال فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته29، أن الكتابة عن الذات واحدة من أهم الأسس التي ينبني عليها فهم الذات والآخر، لأن الكتابة عن الذات سعي إلى العمل على فهمها، وهو الفهم الذي لا يتم دون ربطها بالآخر، كما أنها جزء من ذاكرتنا الموجهة إلى الأجيال القادمة. وأضاف يقطين أنه ضمن هذه الرؤية، تندرج كتابات أبو العزم الذي ظل مؤمنا طيلة مساره، بالعمل الثقافي كما مارسه مثقفو الستينات والسبعينات، حيث أنه حتى وهو في غمرة انشغاله الثقافي، كان يؤسس لمشروع علمي جعله مواظبا على البحث والعطاء إلى اليوم، وهي ميزة قلما تتوفر لكتاب آخرين، فهو من طينة... نادرة من الكتاب والمثقفين الذين تعددت واجهات عطائهم، خاصة أنه مساره عرف انتقالات نوعية، حيث أصبحنا أمام انتقال من صفة مثقف إلى عالِم خصوصا بعد عمله المتفرد »»الغني الزاهر« «الذي يكمن اعتباره أسطورته الشخصية والذيقد نرى جزءا آخر منه بمساعدة جامعة أوكسفورد التي أبدت موافقتها على المساعدة. ورغم تعدد هذه المسارات والاهتمامات، لاحظ يقطين أن هناك خطا ناظما يشده إلى هذه الممارسات (الترجمة،السياسة،الثقافة) هو الوفاء: وفاء للصداقة/للكتابة/للمبادئ. وبخصوص السيرة الذاتية موضوع التقديم«« بعيدات عن الضريح« «فقد لفت يقطين إلى أن أبو العزم وهو يكتب سيرته، فإنه يكتب سيرة جيل بكامله، سيرة تحاول الوعي بذاتها وكتابة تاريخ تجربة جماعية بنجاحاتها وإخفاقاتها، مضيفا أنه بعد الجزأين الأولين »»الضريح»« و»»الضريح الآخر»« يواصل أبو العزم مشروعه السيري »في «بعيدا عن الضريح»« للنبش ولتسجيل لحظة تاريخية تمتد من الخميسنات إلى الآن، بعفوية أسلوبية تجعلنا نقرأ سيرته وسيرتنا ونستمتع بها، جماليا وفكريا وثقافيا، لأنها صادرة عن وعي فكري ورؤية سياسية وعن مشروع أكد أبو العزم، وهو يغالب أثر الزمن والمرض، أنه ظل دائما يحمل مشروعا سياسيا نضاليا وثقافيا مازال ملتزما به إلى الآن، معترفا أن سيرته »»بعيدا عن الضريح« «جعلته يعيش مخاضا صعبا، لأن المسكوت عنه في هذه السيرة هو ما يملأ الصفحات وإن تدثر بلبوس أخرى، خصوصا علاقته بالمرأة، لافتا إلى أنه كان بالإمكان كتابة هذا الجزء الثالث بشكل أفضل لولا ظروفه الصحية، معتبرا أن هذا المسكوت عنه يمكن أن يضيء جانبا آخر من سيرته، وهو ما سيعمل على استدراكه في جزء آخر.