شهد اليوم الأول من فعاليات الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم 10 ماي، تقديم الديوان الأخير للشاعر مخلص الصغير «الأرض الموبوءة»، الصادر حديث عن منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر. تتصدر هذا الديوان قصيدة »»الأرض الموبوءة»« التي كتبها الشاعر في الذكرى المائوية لميلاد قصيدة الأرض .... »للشاعر ت.س. إليوت، حيث تستحضر قصائد هذا الديوان حيرة الإنسان المعاصر وارتباكه الوجودي أمام عصر اللايقين والحروب والأوبئة، كما تفتح حوارا مع محكيات التاريخ والأسطورة والسرديات الشعرية العالمية الكبرى. في تقديمه لديوان «الأرض الموبوءة» للشاعر ومدير دار النشر بتطوان ملخص الصغير اعتبر الناقذ محمد آيت لعميم أن مخلص الصغير لم يكن في حاجة لتنقيح قصيدته كما فعل إزرا باوند مع »أرضه الخراب«، لأنه «كتبها »أصلا منقحة بجمل شعرية بها بساطة خادعة، حيث وراء هذا الوضوح الخادع، تحتشد مرجعيات شعرية وأسطورية وفكرية«. وأضاف أيت لعميم أن مخلص الصغير «»دس في تجربته هذه هواجسه وذكرياته وأصوله البعيدة وعشق المدينة، والاحتفاء بأبطال المنطقة »إلا أن الديوان في نفس الآن، يعلن منذ بدايته «انتماءه« إلى النصوص الكونية، من خلال ذلك التناص الذي نلمسه مع قصيدة »الأرض الخراب« ل ت. س إليوت احتفاء به وفي نفس الوقت فتحا لأفق للتأمل في المأساة التي أحدقت بالعالم أثناء وباء كورونا، وبهذا فقد عرف الشاعر كيف يستثمر هذه اللحظات التي عبرناها في زمن ضيق، ليلقط» بذكاء ملتهب، المفارقات من خلال دربة ومراس تأتت له من اختياراته القرائية المنفتحة على الآخر وعلى التراث العالمي. »»الأرض الموبوءة« «ديوان يرصد المأساة الجماعية والفردية ويستدرجها إلى فضاء القصيدة ليستل منها أسئلة كونية، ديوان تحضر فيه العناصر الأربعة المكونة للوجود، وقد تحولت إلى عناصر هدامة، لاتنتج سوى الموت، ما يشي برؤية قيامية« تشي بزمن النهايات، حيث «يتسيد الموت ويدخل المدينة منتعلا الوباء في قدميه المتورمتين»، « فجل موضوعات الديوان انتظمت في أسئلة مرتبطة بالهوية والانتماء، وبسؤال المصير البشري وبالعمق الحضاري وبأسئلة ثقافية كبرى في أفق مصالحة القارئ مع الشعر الذي قل تداوله وإقبال الناشرين على المغامرة بنشره.