تفصل الحكومة والنقابات والكونفدرالية العامة للمقاولات المغربية، أربعة أيام عن العيد الأممي فاتح ماي، الذي تعتزم الحكومة جعله مناسبة لتوقيع اتفاق اجتماعي يهم عددا من الملفات الحارقة، لكن يبدو أن الحكومة لم تراع سير وتيرة هذا الحوار من ناحية الزمن وحجم الملفات المطروحة على طاولة الحوار، كي يمكن أن توفر شروط النجاح والتوافق والتعاقد من جديد على سلم اجتماعي لإنقاذ القدرة الشرائية للمواطنين، التي تدهورت في السنوات الأخيرة، بفعل عدد من التحولات والمتغيرات الوطنية والدولية، وفي مقدمتها ارتفاع نسبة التضخم وتداعيات التحولات الاقتصادية الدولية. وتوجد الحكومة والنقابات، اليوم، أمام امتحان عسير، بالنظر للاحتقانات الاجتماعية التي تعرفها عدد من القطاعات، واعتبارا أيضا للملفات الحارقة التي يجري الحوار بشأنها، كمثل قانون الإضراب، وقانون النقابات والملف الضخم المتمثل في إصلاح أنظمة التقاعد ثم تحسين الدخل والزيادة العامة في الأجر، لإنقاذ الطبقة المتوسطة من ازدياد تدهور أوضاعها المعيشية، ومراجعة أشطر الضريبة بالقطاع العام، ثم الزيادة في الحد الأدنى للأجر. لكن، حسب التسريبات التي تداولتها بعض التقارير الإعلامية، يظهر أن نقابة الاتحاد المغربي للشغل ترفض ما جاءت به الحكومة من اقتراحات حول إصلاح ملف التقاعد والزيادة العامة الهزيلة في الدخل، وفي المقابل أفصحت أنها بصدد التوافق حول مراجعة هذه الاقتراحات المتعلقة بتخفيض الضريبة عن موظفي القطاع العام، ثم إن قانون الإضراب المقترح أتت الحكومة بصيغة أخرى مغايرة للصيغة التي جاءت بها الحكومة السابقة. أما في ما يتعلق بالكنفدرالية الديمقراطية للشغل، اعتبر نائب الكاتب العام لهذه المركزية أن كل التسريبات غير محسوم في أمرها أو لم يتم أي توافق بشأنها، كما أن الكونفدرالية تستعد لقرارات حاسمة بخصوص الحوار الاجتماعي الجاري حاليا خاصة أنها استدعت مجلسها الوطني للانعقاد، يوم السبت 27 أبريل الجاري. وبالنسبة للاتحاد العام للشغالين الذراع النقابي لحزب الاستقلال، يبدو أنه يتكلم حول ما يروج ولا يدلي قياديوه بأية تصريحات بخصوص الحوار الاجتماعي، خاصة أن الحزب الموالية له النقابة مشغول بانعقاد مؤتمره الوطني. اليوم، هناك امتحان عسير لكل الأطراف؛ وكل أمام مسؤولياته التاريخية، ويبدو أن هذا المخاض المرتبط بالحوار الاجتماعي سيلد اتفاقا اجتماعيا «مشوها» بالنظر للضغط الزمني وحجم الملفات المطروحة على طاولة الحوار والانتظارات الكبيرة للاحتقانات الاجتماعية الحالية. نتمنى ألا يتمخض الجبل فيلد فأرا!