عرى محمد قدوري، المستشار الاتحادي بجماعة مكناس، الوضعية المزرية التي يتخبط فيها المجلس الجماعي وتعيش على وقعها ساكنة عاصمة المولى إسماعيل، نتيجة تعاقب أناس على تسيير وتدبير شؤونها، أناس لا هم لهم سوى قضاء مصالحهم والحفاظ على امتيازاتهم بكل الطرق. جاء ذلك في مداخلة له خلال دورة فبراير لمجلس جماعة مكناس، والتي أبرز فيها العقلية التي سادت ولا تزال تسود داخل المجلس مستشهدا في ذلك بفقدان المدينة لجماليتها من خلال الحالة المتردية التي تعيش على وقعها الحدائق والمساحات «الخضراء»، والظلام الدامس لشوارعها وأزقتها، وحالة حافلاتها المهترئة التي تطلق دخانها على ساكنة المدينة واحتلال الملك العمومي من لدن الباعة الجائلين في قلب المدينة، بل والإجهاز عليه ( وعلى عينك يا بنعدي )، أما الخدمات فحدث ولا حرج، الحاصول، يقول قدوري، فين ما ضربتي لقرع يسيل دمه. ودعا المستشار الاتحادي العقول الراقية داخل المجلس إلى تكوين «لوبي» يترافع عن المدينة لعل الآخرين يستفيقون من سباتهم وينضمون إلى المدافعين عن المصلحة العامة. كما أعلن أنه يتبع كل المساطر المؤدية إلى الحصول على المعلومة في ما يتعلق بصرف الميزانية وليس من عادة الاتحاديات والاتحاديين توجيه الاتهام لأي أحد لأنهم يؤمنون بدولة المؤسسات. وعرفت الدورة المصادقة على العديد من الاتفاقيات أبرزها اتفاقية الشراكة والتعاون من أجل المساهمة في تنظيم المعرض الدولي للفلاحة، وأخرى من أجل توسيع فضائه، واتفاقية شراكة من أجل بناء وتهيئة وعصرنة بنيات سوق صوريا للماشية، وفي الجانب الثقافي صادق المجلس على اتفاقية الشراكة مع جمعية «مسرح الشامات» لأجل تنظيم مهرجان مكناس للمسرح – الملتقيات الدولية للكتابات المسرحية… هذا وتم إرجاء النقطة 13 من جدول أعمال الدورة المتعلقة بإحداث لجنة موضوعاتية مؤقتة للعلاقات الخارجية والتعاون بعدما احتدم الصراع حول من يحظى برئاستها. وجدير بالذكر أن نقط نظام التي تلت كلمة الرئيس في بداية الجلسة استمرت لأزيد من ساعتين ونيف قبل أن تنطلق الأشغال بصفة طبيعية.