افتتح برواق "كنت" بمدينة طنجة معرض للفنانة التشكيلية زينب بشرى بعنوان "ريكوفري" (تعافي) ، بحضور نخبة من رواد الثقافة وعشاق الابداع التشكيلي ونقاد مغاربة وأجانب . ويعكس هذا المعرض الآسر، الذي سيستمر إلى غاية 27 من شهر فبراير 2024، ذكرى مدفونة على مدى عدة أجيال، وهي زلزال أكادير في عام 1960، ويقدم لجمهور طنجة غوصا غامرا في قصة الدمار، ولكن أيضا إعادة الإعمار والشفاء والتعافي . وتستكشف الفنانة، المتخرجة حديثا من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، في معرضها الأول الذكريات والصدمات الموروثة من الأجيال السابقة، من خلال ابداعات بصرية ورمزية تكشف عن سعي شخصي لفهم هذه الآثار والتعبير عنها. وأعربت مديرة الرواق، عزيزة العراقي، عن اعتزاز المؤسسة الفنية و سعيها لتشجيع الفنانين الشباب، الذين يمتلكون موهبة ويستحقونها، مؤكدة أن زينب بشرى هي فنانة شابة حائزة على جائزة المعهد الوطني للفنون الجميلة سنة 2023. وأضافت أن هذا المعرض الذي يتناول زلزال 1960 بأكادير، كان من المقرر أن يقام في شهر شتنبر الماضي، لكن في سياق الهزة الأرضية التي ضربت منطقة الحوز وأقاليم أخرى ، تم تأجيله إلى شهر يناير ، مشيرة إلى أن موضوع المعرض يجسد إعادة الإعمار والأمل في البناء والتجديد والتعافي بعد الكارثة. وأوضحت أن عملية إعادة البناء والإعمار هذه تتمثل في اختيار الألوان والإبداع من خلالها وعبرها ، التي تكون أحيانا داكنة، وأحيانا فاتحة ومنتعشة ومشعة ، لترمز إلى الأمل رغم الصدمة. من جانبها، أعربت الفنانة عن فخرها وسعادتها برؤية معرضها الأول يؤتي ثماره ويرى النور ويستقطب الاهتمام ، معربة عن أملها في مشاهدة الجمهور وهو يكتشف هذه الأعمال التي تعبر عن الخواطر والآمال . من جانبه، أشار الكاتب والناقد الفني فيليب غيغيه بولوني، إلى أن هذه الفنانة التشكيلية الشابة تقوم "بعمل تشكيلي غني وقوي للغاية، ويعكس بشكل رائع قوة وحضور العمل المتميز ، وكيف يفرض نفسه على العين وعلى المساحة ويستثمر الفضاء الذي يتم تقديمه فيه بالكامل". وأبرز أن الفنانة تتميز بحضور مميز فعلا ، معتبرا أن هذا المعرض يستحق الزيارة .