انطلق المشروع الوطني للقراءة بالمملكة المغربية في نسخته الثانية تحت إشراف «مؤسسة البحث العلمي" الإماراتية، والتي تعد مؤسسة ثقافية مجتمعية تستثمر في تنمية الأجيال وتطويرها عبر برامج متنوعة تربوية وتعليمية وإبداعية متجددة تستند على إمكاناتها العلمية وتستنير بخبراتها الواعية، الممتدة منذ عام 1998 محليا ودوليا، وذلك بهدف تنمية الوعي بأهمية القراءة، وتمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار، ودعم قيمهم الوطنية والإنسانية، من خلال مشروع ثقافي تنافسي مستدام يهدف إلى توجيه أطفال المغرب وشبابه لمواصلة القراءة الوظيفية الإبداعية الناقدة، التي تمكنهم من تحصيل المعرفة وتطبيقها وإنتاج الجديد منها وصولا إلى مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر، وبما يتوافق مع الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين بالمملكة المغربية 2015- 2030، ويتماشى مع النموذج التنموي الجديد للمملكة المغربية والمحدد لمقومات الانتقال إلى دولة صاعدة، ومن بين ركائزه تطوير الرأسمال البشري بإرساء أسس نهضة تربوية شاملة. هذا وقد احتضنت كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس الرباط، يوم الخميس 28 شتنبر 2023، انطلاقة الدورة الثانية للمشروع الوطني للقراءة برحاب ذات الكلية وتحت شعار "من أجل مجتمع قارئ" حيث يهدف هذا المشروع، الذي تم إطلاقه برعاية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وبشراكة مع مؤسسة البحث العلمي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، إلى تنمية الوعي بأهمية القراءة، وتمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار، ودعم القيم الوطنية والإنسانية، من خلال مشروع ثقافي تنافسي مستدام يخدم فعل القراءة في المغرب كمحدد لتقدم الشعوب وتطورها. هذا وقد أكد عميد كلية علوم التربية، الدكتور عبد اللطيف كداي، في كلمته الافتتاحية، انخراط المؤسسة في هذا المشروع الفعال بهدف مواجهة مشكلة العزوف عن القراءة بالمملكة معتبرا أن خدمة فعل القراءة هو مساهم أساسي في تحقيق التنمية المنشودة. كما عبر العميد في ذات الكلمة عن ضعف معدلات القراءة في المجتمع المغربي بما في ذلك في الوسط الجامعي مبرزا أن الجامعات المغربية ستنخرط في هذا البرنامج الوطني الهام، بهدف التحفيز على القراءة في الوسط الجامعي وتربية الأجيال عليها رغم كل الإكراهات المرتبطة بجيلنا الحالي وارتباطه المزمن بالشاشات بدل تصفح الكتب وقراءتها. في السياق نفسه أكد مدير إدارة البحوث والتطوير في مؤسسة البحث العلمي بالإمارات العربية المتحدة، عبد القدوس قوام، بأن إعطاء انطلاقة الموسم الثاني من المشروع الوطني للقراءة جاء بعد عدة جولات بمختلف الجامعات المغربية خاصة أن هذا المشروع من شأنه المساهمة في تعزيز التعاون مع الشركاء المغاربة في مختلف المجالات لاسيما البحثية والأكاديمية والتنموية . هذا وقد ذكر المتحدث نفسه، في هذا الصدد، بأهداف المشروع الكاملة والمتمثلة أساسا في تنمية الوعي بأهمية القراءة لدى المجتمع المغربي لتحقيق المشهد الثقافي المنشود، وكذا تمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار عبر القراءة الإبداعية الناقدة المنتجة للمعرفة، فضلا عن إثراء البيئة الثقافية في المدارس والجامعات بما يدعم الحوار البناء والتسامح وقبول الآخر واحترام الاختلاف . كما أكد المنسق العام للمشروع، والمفتش العام للشؤون التربوية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فؤاد شفيقي،خلال عرضه حول المشروع وأهدافه وأبعاده، حيث يرى بأنه يتوافق مع الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين بالمملكة المغربية 2015- 2030، كما يتماشى مع النموذج التنموي الجديد للمملكة المحدد لمقومات الانتقال إلى دولة صاعدة، منبها إلى أن الخطوة الأولى للمشاركة في المنافسة تنطلق من التسجيل على الموقع الرقمي للمشروع الوطني للقراءة وقراءة ثلاثين كتابا سواء باللغة العربية أو الأمازيغية، في مختلف المجالات. جدير بالذكر أن هذا المشروع الوطني للقراءة الذي احتضنت كلية علوم التربية بالرباط انطلاقته في نسخته الثانية على أربعة أبعاد عبر تنظيم منافسات في القراءة باللغتين العربية والأمازيغية في مختلف المجالات ل 30 كتابا: التلميذ المثقف من خلال منافسة في القراءة خاصة بتلاميذ المدارس، والقارئ الماسي من خلال منافسة في القراءة خاصة بطلبة الجامعات، والأستاذ المثقف عبر منافسة في القراءة خاصة بالأساتذة، وكذا المؤسسة التنويرية من خلال منافسة خاصة بالمؤسسات المجتمعية.