أفهم لماذا يتآمر إعلام الجزائر ضدكم، ويتحدون من أجل النيل من سمعتكم وصورتكم قاريا ودوليا. لكن يستعصي عليّ مثلا أن أقتنع أن زملاءك في المنظومة الكروية المغربية يتآمرون ضدك، وأن رؤساء أندية وطنية يسعون للنيل من الصورة الجميلة لكرتنا الوطنية التي يرانا بها العالم خاصة بعد إنجازات منتخبنا في مونديال قطر 2022. يرانا العالم كبلد يشهد نهضة كروية وتطورا عظيما، تقنيا وبنيويا، ويرانا من خلال إنجازات منتخباتنا الوطنية ذكورا وإناثا، لكنه لا يرى ما يحدث على مستوى منافسات كرتنا محليا. هل يعقل أن تنتفض الأزمات المالية وتتعدد وتستمر بلا نهاية داخل أنديتنا في نفس السنة التي بصمت فيها منتخباتنا على مسارات مبهرة ولافتة لكل الأنظار؟ هل هي مجرد صدفة أن يتخلى رؤساء الأندية عن التزاماتهم ويعلنوا فشلهم في إيجاد الحلول لأزمات فرقهم المالية ويفسحوا المجال للاعبيهم لدخول الإضرابات والامتناع عن التداريب؟ هل شهدت كرتنا سابقا كل هذا الكم من الأزمات وكل هذا العدد من الإضرابات وكل هذا الكم من الاحتجاجات؟ كيف لجامعة حلقت بمنتخباتنا إلى مصاف البلدان الرائدة كرويا في العالم أن تكون منظومتها،محليا، مختلة ومعطوبة بلاعبين يحملون صفة المحترفين وهم لا يتقاضون أي سنتيم منذ ما يزيد عن أربعة أشهر،وعدد منهم كبير يعيش في بيوت قطع فيها تيار الماء والكهرباء،وصعب فيها إيجاد « خبر وآتاي»؟ هل هي صدفة أن يفشل نظام الشركة الرياضية،وأن تجد الجمعية نفسها عاجزة وفي شلل تام وممنوعة من التدخل في التدبير والتسيير؟ هل هي أيضا صدفة أن يتوارى رؤساء خلف الستار يتفرجون عن بعد على مشاهد مؤلمة يعيشها لاعبو أنديتهم، رؤساء لا هم استقالوا وأراحوا العباد ولا هم في الميدان؟ هل هي صدفة أن تعجز السلطات المحلية والإقليمية في مختلف المدن التي تعيش فيها الأندية أزمات خانقة ويضرب فيها اللاعبون كل أسبوع، عن التدخل، كما عجزت جامعتكم بدورها في إيجاد المخرج القانوني لوضعية أكيد أنها تخدش الصورة التي يرى بها العالم كرتنا ومنتخباتنا قد خلقت هذه السنة كل الإنجازات الرائعة؟ ألم يحن الأوان،رئيس الجامعة ، وقد اقترب موعد عقد الجمع العام لجامعتكم ، في التفكير في طرح مشروع جديد متعلق بإجراء تعديلات جوهرية على نظام الممارسة الكروية الوطنية حتى تتمكن أنديتنا من إيجاد سكتها الصحيحة والسليمة وحتى ترتقي إلى الصورة الجميلة التي وقعت عليها منتخباتنا الوطنية؟ أنديتنا تعاني، لاعبونا يتألمون.. وعدد منهم لا يجد « خبر وآتاي»؟ هل من علاج؟